هارتس : "المعركة بين إسرائيل وحماس دخلت مرحلة التحول"

الثلاثاء 18 مايو 2021 11:12 ص / بتوقيت القدس +2GMT
هارتس : "المعركة بين إسرائيل وحماس دخلت مرحلة التحول"



القدس المحتلة / سما /

تبحث إسرائيل عما تصفها بـ"صورة انتصار" في عدوانها على غزة، من أجل أن تلوّح بصورة كهذه عندما توافق على وقف إطلاق نار. ويعتبر الإسرائيليون أن "صورة انتصار" حققتها حركة حماس منذ بداية العدوان، عندما أطلقت مقذوفات باتجاه القدس، في "يوم القدس" الإسرائيلي، وتسببت بتفريق مسيرة المستوطنين وإخلاء باحة حائط البراق ومنعت استمرار الاحتفال بذكرى احتلال القدس الشرقية.

وفي اليوم التاسع للعدوان، اليوم الثلاثاء، "باتت المعركة بين إسرائيل وحماس موجودة عميقا في مرحلة التوحل"، وفقا للمحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل. "ورسميا، توصف لنا الصورة التالية: الجيش الإسرائيلي مستعد لمواصلة الهجوم، ولا تزال لديه قائمة طويلة من الأهداف التي يعتزم قصفها في قطاع غزة؛ حماس تتوق لوقف إطلاق نار؛ إسرائيل ترفض بحث ذلك، لأن ثمة ما يمكن فعله في غزة".

وأضاف هرئيل أنه "فعليا، الظروف مختلفة تماما. دائما توجد أهداف أخرى لمهاجمتها، لكن في الجيش يرصدون أنه وصلنا إلى مرحلة الإنتاج الهامشي الآخذ بالانخفاض، الذي فيها تراكم إنجاز تكتيكي آخر يتراكم ليس مفيدا بالضرورة لتغيير نتائج المعركة. وستكون إسرائيل سعيدة بإنهاء القتال، لأن العمليات العسكرية حققت معظم ما سعت إلى تحقيقه وهي ليست معنية بدخول بري إلى أراضي القطاع".

واعتبر هرئيل أن "المتغير الأساسي هي حماس. لأنه ليس واضحا تماما إذا كان قادتها، الفارين من محاولات اغتيال إسرائيلية، بلوروا موقفا موحدا حيال مسألة وقف إطلاق النار". وأشار في هذا السياق إلى أن إسرائيل لا يمكنها أن توافق على مطلب حماس بشأن تغيير الترتيبات في المسجد الأقصى، وأن من شأن هذا المطلب أن "يُعقد المفاوضات، بوساطة مصر والأمم المتحدة. وأضاف أن اغتيال إسرائيل للقيادي العسكري في الجهاد الإسرائيلي، أمس، قد يدفع هذه الحركة إلى اتخاذ أجندة مستقلة حيال وقف إطلاق النار.

ولفت هرئيل إلى أن "إسرائيل خرجت، أو استدرجت، إلى معركة هدفها الردع، وليس الحسم. والأمل بأن هجمات مفاجئة أخرى، واغتيالات مؤلمة أخرى، ستُحسن بشكل جوهري توازن الردع وتطيل المدة التي ستطلبها غزة لنفسها حتى المعركة القادمة، لا يلغي المخاطر المقرونة باستمرار القتال".

ورأى أنه "عاجلا أم آجلا سيتشوش شيء ما. إما أن تسجل حماس إنجازا هجوميا مفاجئا يقوض المعنويات لدى الجمهور الإسرائيلي، أو اختطاف جندي إسرائيلي، أو أن يرتكب الجيش الإسرائيلي خطأ يتسبب بقتل جماعي لمواطنين فلسطينيين ويثير انتقادات دولية. والآن أيضا، عدد المواطنين الذين قُتلوا بالهجمات يرتفع بسرعة. نصف القتلى من المدنيين. ويتوقع أن يزيد عدد القتلى المدنيين على القتلى المسلحين كلما استمر القتال. وهذه المعطيات بدأت تثير عدم ارتياح في قسم من الدول الأوروبية وكذلك في وسائل الإعلام والإدارة والكونغرس الأميركيين".

وأشار هرئيل إلى أن هجمات كتلك التي استهدفت برج الجلاء، حيث مقرات وسائل إعلام عالمية، "تقلص الرصيد الدولي لإسرائيل، الذي تراكم بالأساس بقصف حماس لتل أبيب ووسط البلاد. وفي قنوات غير رسمية، يبدو أن الولايات المتحدة تحث إسرائيل على الإنهاء، إثر العدد المرتفع للقتلى والجرحى. ولاحقا، سيصبح هذا المطلب علنيا".

وحذر هرئيل من الغليان في الضفة الغربية، بسبب العدوان على غزة، وأشار إلى أن "رئيس السلطة، محمود عباس، يخضع لضغط بالغ إثر التأييد المتزايد لحماس في الضفة. وإذا بدأت موجة عمليات فلسطينية في الضفة، فمن الجائز أن تفضل أجهزة الأمن الخاضعة له ألا تتدخل. ونقلت السلطة رسائل إلى إسرائيل، بموجبها أنها معنية، بعد التوصل إلى وقف القتال في القطاع، ببادرات نية حسنة تجاه القدس، وخاصة بما يتعلق بالترتيبات في جبل الهيكل (الأقصى)، بهدف تحسين مكانتها هناك وبذلك مساعدتها في وضعها لدى الجمهور الفلسطيني".