رغم وجود احتمال كبير بأن يكلف الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، رئيس حزب "ييش عتيد"، يائير لبيد، بتشكيل حكومة وربما يعلن ذلك في وقت لاحق من اليوم، الأربعاء، إلا أن احتمال نجاح لبيد بهذه المهمة محل شك، على خلفية اعتبارات لدى رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، المتردد بالانضمام إلى حكومة يشكلها مع لبيد، ورغم أنه سيكون رئيسها في النصف الأول لولايتها وفقا لتفاهمات توصل إليها مع لبيد. والتقى ريفلين معهما، اليوم، وطلب كل منهما لنفسه التكليف بتشكيل الحكومة.
فقد أظهر استطلاع نشرته القناة 13 التلفزيونية أن 43% من الجمهور يؤيدون حكومة يرأسها بالتناوب بينيت ولبيد، لكن 24% فقط من ناخبي "يمينا" يؤيدون انضمام هذا الحزب إلى "كتلة التغيير"، وقال أكثر من 50% من ناخبي "يمينا" أنهم يفضلون أن يتحالف بينيت مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي أعاد أمس تفويضه بتشكيل حكومة إلى ريفلين.
من جهة ثانية، نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" عن قيادي في "كتلة التغيير"، قوله إن "على نفتالي أن يقرر أن ينضم إلى كتلتنا. وهذا قرار صعب نفسيا وسياسيا، لكن بعدما يبلغناأنه مستعد لتشكيل ائتلاف معنا، ستكون الطريق إلى تنصيب حكومة قصيرة".
وأشار المصدر القيادي إلى أنه "توجد خلافات موضوعية غير قليلة حول توزيع الحقائب الوزارية والخطوط العامة، لكن جميعها قابلة للحل بتقديرنا. ويوجد لدى الجميع نية حسنة واستعداد للتنازل".
وأشارت الصحيفة إلى معضلات يواجهها بينيت قبل اتخاذ قراره بالانضمام إلى "كتلة التغيير". أول هذه المعضلة يتعلق بضرر انتخابي محتمل. فقد بعث عضو الكنيست عن "يمينا"، عاميحاي شيكلي، اليوم، رسالة إلى بينيت، عبّر فيها عن معارضته لتشكيل حكومة مع لبيد وأحزاب "اليسار" الصهيوني. وحذر شيكل من أن بينيت بانضمامه إلى حكومة كهذه سيخرق وعودا كثيرة لناخبيه، مثل تعهده بتشكيل حكومة يمين وعدم المشاركة في حكومة يشارك فيها حزب ميرتس. وأضاف شيكلي أن "تشكيل حكومة كهذه يعني تناقض واضح للهوية الأساسية لحزب يمينا".
وقال مصدر في حزب لبيد أنه "واضح لنا أن انضمام بينيت سيلحق ضررا هائلا له في أوساط جمهور ناخبيه. وبالإمكان أن يُنهي ولايته محطما ومن دون أفق سياسي. وإذا انضم إلى حكومة كهذه سيضطر إلى إعادة بناء نفسه من جديد كرئيس حكومة كي يحصل على ثقة الجمهور".
معضلة بينيت الثانية تتمثل بإصراره على منح حكومة الوحدة "طابعا يمينيا"، لكن "الأجندة اليمينية ستكون معطلة خلال ولاية حكومة كهذه"، وفقا للصحيفة. "لن يتم تنفيذ الضم، لن تقام مستوطنات جديدة ولن تستثمر ميزانيات طائلة في جمهور واسع من المستوطنين الذين دعموا يمينا في الانتخابات الأخيرة".
وأشار مصدر رفيع شريك في المفاوضات لتشكيل حكومة كهذه إلى أن "الخطوط العامة لهذه الحكومة ستكون مائعة تماما. ولن يكتب فيها أي شيء يحرج الجانب الآخر. وستصمد بفضل خوف معظم الكتل من انتخابات خامسة وبسبب التخوف من عودة نتنياهو إلى الحكم، وليس بسبب إنجازات دراماتيكية في مواضيع ليست اقتصادية".
ويتخوف القطبان اليمينيان في "كتلة التغيير"، بينيت ورئيس حزب "تيكفا حداشا" غدعون ساعر، في المعضلة الثالثة، من المعارضة التي ستكون للحكومة. وسيضطرون إلى مواجهة معارضة كبيرة وقوية، تضم نتنياهو الذي يعرف كيف يحرج الائتلاف الهش. كما أنه يتوقع أن يكون أعضاء الكنيست من قائمة الصهيونية الدينية والفاشية ناشطون على مدار الساعة من أجل إذلال "يمينا" و"تيكفا حداشا" بسبب جلوسهما إلى جانب ميرتس.
ومعضلة بينيت الرابعة هي أن لبيد سيتناوب معه على رئاسة الحكومة في النصف الثاني من ولايتها. "ويعني ذلك أنه بعد سنتين من حكم بينيت، سيحاول خلالهما جمع شعبية له، سيكون الرجل الثاني لرئيس الحكومة لبيد ولأجندة ليبرالية التي سيحاول لبيد اتباعها قبيل الانتخابات".
ووفقا للصحيفة، فإن "ولاية لبيد من شأنها أن تلحق أضرارا بالغة بشعبية بينيت، التي سينجح في تجنيدها خلال ولايته، وشطب إنجازاته".
وقال مصدر رفيع يشارك في المفاوضات في "كتلة التغيير" للصحيفة، إن "بينيت يخشى، وبحق، الخريطة السياسية في الانتخابات المقبلة. وأثبتت الجولات الانتخابية الأخيرة أنه ليس لديه قاعدة سياسية صلبة. وتعيين بينيت رئيسا للحكومة قد يمنحه مخزون مؤيدين مؤيدين كبير ومستقر، لكن تنحيه عن رئاسة الحكومة قبل سنتين من الانتخابات يمكن أن ترسل مؤيديه إلى تأييد أي قائد يميني آخر يتمتع بكريزما، وربما يكون هذا نتنياهو في ساعة الحقيقة".