لوس أنجليس تايمز: لماذا يتأخر بايدن في تعيين سفير أمريكي إلى إسرائيل؟

الجمعة 30 أبريل 2021 08:47 م / بتوقيت القدس +2GMT
لوس أنجليس تايمز: لماذا يتأخر بايدن في تعيين سفير أمريكي إلى إسرائيل؟



واشنطن /سما/

 نشرت صحيفة “لوس أنجليس تايمز” الأمريكية تقريرا أعدته تريسي ويلكنسون، عن سبب تأخر إدارة  جوزيف بايدن في تسمية سفير لها في إسرائيل، وماذا يكشف هذا الأمر عن العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية؟

وقالت الكاتبة إن إدارة بايدن تجاوزت المئة يوم على دخولها البيت الأبيض ولم ترشح بعد سفيرا لها في إسرائيل، فهل هذه طريقة الرئيس بايدن في الإشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن هذا يوم جديد في العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية؟ وطريقة للتأكيد على هذا النهج الجديد الذي لا تحبه إسرائيل، وأن الحكومة الأمريكية ماضية بالمفاوضات للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران؟

وبالمقارنة، فقد أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب عن ترشيح سفيره في إسرائيل قبل أن يحل الظلام في يوم تنصيبه. حيث عيّن ديفيد فريدمان، محامي الإفلاسات لترامب الذي لا يملك خبرة في الدبلوماسية، ولكن نشاطه واسع، حيث أرفق تعيينه بتحذير مقدما وهو أن السياسة الأمريكية من الشرق الأوسط انقلبت رأسا على عقب، وأصبحت متحيزة بدون خجل لإسرائيل.

وترك رؤساء سابقون بعض السفراء في مراكزهم حتى نهاية فترتهم قبل تعيين سفراء جدد. ويأتي التأخير في تعيين السفير الأمريكي بعد أن ترك نتنياهو ينتظر على الهاتف طويلا في وقت اتصل فيه بايدن بعدد كبير من قادة العالم.

ويرى دبلوماسيون سابقون وخبراء أن التأخير ينم عن موقف، وهو أن بايدن يريد من إسرائيل معرفة أنها لم تعد تحمل صكا مفتوحا كما في عهد ترامب، مع أنها ستظل حليفا مهما، ولن تكون بمثابة هوس لإداراته كما في عهد باراك أوباما الذي عاش حالة إحباط معها.

 ويرى المفاوض والمبعوث السابق للشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر “لقد تم تنفيس البالون”. وقالت الصحيفة إن المحادثات التي جرت هذا الأسبوع في السفارة الإسرائيلية في واشنطن بين مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ونظيره الإسرائيلي مائير بن شابات أدت لتخفيف التوتر الناجم عن أفعال إسرائيل التخريبية ضد منشأة إيرانية لتخصيب اليورانيوم وربما تخريب المحادثات الأمريكية مع إيران. وحدث الهجوم على منشأة نطنز أثناء زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لإسرائيل. وهناك إمكانية أن يقوم بايدن بترشيح سفير لإسرائيل كجزء من مجموعة مرشحين، ومحاولة لوضع العلاقات الدبلوماسية في سياق جديد.

ومن بين المرشحين، دانيال شابيرو، الذي عمل سفيرا للولايات المتحدة إلى إسرائيل أثناء إدارة أوباما، ويعتقد أنه على رأس القائمة. وهو دبلوماسي معروف بين خبراء السياسة الخارجية بقدرته على التعامل وبذكاء مع إسرائيل، في وقت تحتاج فيه العلاقات بين البلدين للكثير من التهدئة، وبخاصة بشأن إيران. ويعمل شابيرو حاليا بمركز أبحاث في تل أبيب، وسبق له أن عمل كمستشار للشؤون الخارجية مع السناتورة عن كاليفورنيا دايان فينشتياين. لكنه بحسب الخبراء، لا يعد من دائرة بايدن، وربما لم يرد الرئيس اختيار من عينه أوباما.

ويأتي بالمرتبة الثانية بعده توماس نايدز (60 عاما) ويجمع ما بين الخبرة في القطاع الخاص والدبلوماسية. وعمل نائبا للإدارة في ظل أول وزيرة خارجية لأوباما، هيلاري كلينتون. ولديه خبرة في المجال المصرفي كرئيس لمصرف ستانلي مورغان. وكان من دعاة توسيع النظام المصرفي لمحاربة التغيرات المناخية، إلا أن خبرته في وول ستريت قد تثير نقد التقدميين في الحزب الديمقراطي. وأثناء عمله في الخارجية ارتبط بعدد من الأحداث المثيرة للجدل، مثل سحب القوات الأمريكية من العراق الذي اعتبر قرارا متعجلا، والهجوم القاتل على المجمع الدبلوماسي الأمريكي في بنغازي، وهو الهجوم الذي لاحق كلينتون طويلا.

ومن المرشحين أيضا، ماثيو أدلر، متبرع بارز للحزب الديمقراطي وصاحب مملكة عقارات في فلوريدا. ويقال إنه يدفع لتعيينه. وكان من المتبرعين الأوائل لبايدن، الذي قد يتبع تقاليد الرؤساء من قبله، وهي مكافأة الداعمين الأثرياء بمناصب دبلوماسية. وأدلر ناشط في القضايا اليهودية، وكان رئيسا لحملة بايدن القصيرة للرئاسة عام 2008 واستضاف أول مناسبة جمع للتبرعات لحملته في أيار/ مايو 2019.

 ويتم تداول اسم روبرت ويكسلر، النائب السابق عن فلوريدا، والذي يعتبر الحصان الأسود من بين المرشحين، حسب أشخاص على معرفة بعملية الاختيار. وهو ديمقراطي آخر له علاقة بالقضايا اليهودية، حيث عمل في مجلس النواب ما بين 1997 -2010 قبل استقالته ليصبح مديرا لمركز “أس دانيال أبراهام” للشرق الأوسط. وهو مركز تقدمي يرعى رحلات النواب والمشرعين إلى المنطقة، ويدعو لحل الدولتين كحل للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني.

وأياً كان السفير، فعليه طمأنة إسرائيل، والحصول على قدر من ثقة الفلسطينيين الذين همشتهم إدارة ترامب. وبدأ بايدن بإلغاء عدد من القرارات التي اتخذها ترامب، حيث أعاد المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، وجدد التأكيد على التزام الإدارة الأمريكية بدولة فلسطينية مستقلة، والتي رفض ترامب المصادقة عليها.

وتعلق الصحيفة أن جزءا من تأخر اختيار السفير الأمريكي لإسرائيل وغيرها يتعلق بحذر بايدن وفريقه عندما يتعلق الأمر بالسفراء السياسيين. فالرؤساء عادة ما يعيّنون عددا من السفراء السياسيين لمن يريدون مكافأتهم من المتبرعين والأصدقاء والحلفاء في الحملة الانتخابية، كما في حالة أشخاص مثل أدلر.

لكن الأمر لا يستغرق وقتا طويلا، فقد بدأ أوباما تعيينات فترته الأولى في آذار/ مارس. وطالما ضغط الصحافيون على جين بيساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، للردّ عن التأخير في مناصب السفراء الشاغرة. وكان جوابها أن الرئيس يدرس الأسماء، و”سيكون لدينا الكثير في الأشهر المقبلة”.