فيما لو صدر قرار بتأجيل الإنتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية وهذا ما لا اتمناه لانه سبنقل الخلافات والإنقسامات في الساحة الفلسطينية من فوق إلى تحت اي إلى الشارع ،فإنه لا يجوز لأحد أن يدعي بأن التأجيل تم بسبب الموقف الإسرائيلي الرافض لمشاركة ألمقدسيين فيهما ترشيحاً وتصويتاً.
فألموقف الإسرائيلي من موضوع إجراء الآنتخابات في العاصمة الفلسطينية ألمقدسة التي يعتبرها الصهاينة، بوعد بلفوري وإخر ترامبي وثالث رجعي عربي ، قلب الشعب اليهودي وعاصمة إسرائيل الأبدية كان معروفاً عندما صدرت المراسيم الرئاسية بإجراء الإنتخابات.في مواعيدها المقررة.
ولكن الذي لم يكن معروفاً ولا مأخوذاً بعين الإعتبار هو تلك التطورات التي حدثت داخل حركة فتح والتي تمثلت بقيام عضو لجنتها المركزية ناصر القدوة بتشكيل قائمة مشتركة مع عضو آخر في اللجنة المركزية للحركة الأسير مروان البرغوثي لخوض إنتخابات المجلس التشريعي، وبروز مؤشرات جدية على ان الاسير البرغوثي الذي يتمتع بشعبية كبيرة سيكون المنافس الرئيسي للرئيس عباس في الإنتخابات الرئاسية القادمة.
فهذه التطورات دقت ناقوس الخطر لدى الذين بنوا حساباتهم على ان فتح لا تقبل القسم على إثنين و بإن النظام السياسي الفلسطيني الذي إنبثق عن آوسلو هو الكلمة الاخيرة عند الشعب الفلسطيني ولا بديل له لا الآن ولا في المستقبل وجعلهم يفكرون جدياً بالغاء الإنتخابات بضوء اخضر امريكي وربما آوروبي..
فألامريكيين والاوروبيين لا يهتمون بإجراء او عدم إجراء إنتخابات عندنا إلا إذا كانت تلك الإنتخابات تخدم مصالحهم ومصالح إسرائيل اما إذا تعارضت مع تلك المصالح فلا لزوم لها بدليل انهم صموا الآذان عن عدم آجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في مناطق السلطة الفلسطينية طيلة احد عشر عاماً وكذلك عن آنتهاكات لحقوق الإنسان في تلك المناطق رغم ان منظمات حقوق الإنسان التابعة لهم هي التي قالت ذلك وعادوا إليها عندما شعروا بان هناك حاجة لتجديد شرعية النظام السياسي الفلسطيني من خلال صندوق الإقتراع
وفي الخلاصة فإن نجاح المقدسيين من خلال هبتهم الشعبية الرمضانية ،المسنودة من مقاومة غزة ومن جماهير الضفة، في فرض إرادتهم على المحتل في باب العامود هو ما كان يجب للسلطة ان تعول عليه لإنتزاع موافقة إسرائيلية على إجراء الإنتخابات في القدس بالشروط الفلسطينية، لأن من نجح في فرض إرادته على المحتل في موضوع إلقدس الحساس جداً بالنسبة للصهاينة ومنعهم من الرد على صواريخ غزة خشية من تحول الامر إلى جولة قتال واسعة لا يريدونها الآن على الاقل لهو قادر على آجبار إسرائيل على آجراء إنتخابات في القدس دونما حاجة لإستجداء “المجتمع الدولي” .
كاتب فلسطيني