أصيب أكثر من مئة مقدسي في مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في أحياء البلدة القديمة في القدس، مساء الخميس، إثر قمع قوات الاحتلال واعتدائها على الفلسطينيين في في جميع أنحاء المدينة.
وفي حيّ الشيخ جرّاح، وسط مدينة القدس، حاول عشرات المتطرفين اليهود، فجر الجمعة، الاعتداء على منازل الفلسطينيين، برميّ الحجارة عليها، لكن السكان المتواجدون تصدوا لهم، بحسب شهود عيان.
وأفاد الشهود، بأن عنصار منظمات اليمين الإسرائيلي المتطرف، حطموا زجاج عشرات السيارات في شارع "المُطران" بالحيّ وأعطبوا إطارات أخرى. كما اعتدوا على مقدسيين في حي التلة الفرنسية بالقدس المحتلة.
وأفاد شهود عيان أنّ رقعة المواجهات شملت أحياء الصوانة والطور ووادي الجوز، القريبة لمركز مدينة القدس، بعد أن امتدت من باب العامود وباب الساهرة وشارع السلطان سليمان وشارع نابلس المحاذيان للبلدة القديمة.
واستخدمت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي والمياه العادمة، كما اعتدت قوات الخيالة التابعة لشرطة الاحتلال على الشبان الفلسطينيين، بعد صلاة التراويح.
وسجلت طواقم جمعية "الهلال الأحمر"، إصابة شاب في الرأس، وجرى نقل ٢٢ مصابا لاستكمال العلاج في المراكز الصحية في المدينة، فيما تم علاج عشرات الإصابات ميدانيا.
وأفادت الطواقم الطبية بأن الإصابات تراوحت بين متوسطة وطفيفة؛ وأوضحت أن الحصيلة الإصابات بلغت ١٠٥ إصابات، في ما وصف بأنه "أعنف اعتداءات تنفذها شرطة الاحتلال بحق المقدسيين منذ سنوات".
وتطورت الأحداث انطلاقا من باب العامود الذي حولته قوات الاحتلال إلى ثكنة عسكرية، حيث أغلقت مداخله ومخارجه والساحة المحيطة به بالحواجز الحديدية وانتشر مئات الجنود من جيش الاحتلال واعتدوا على المقدسيين وفرقوهم لليوم الثامن على التوالي، حيث يتكرر المشهد كل ليلة بعد صلاة التراويح.
وامتدت المواجهات إلى باب الساهرة الذي يبعد أقل من كيلو متر عن باب العامود، وكذلك اعتدى جنود الاحتلال على المقدسيين المتواجدين في شارع السلطان سليمان وشارع نابلس، وقام أفراد من فرقة الخيالة التابعة لشرطة الاحتلال باستهداف المقدسيين، حيث أصيب عدد منهم برضوض.
وجاء ذلك فيما أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في المدينة إنه "رغم كل إجراءات الاحتلال، أدى نحو سبعين ألف مقدسي صلاة التراويح داخل باحات المسجد الأقصى، متجاوزين كل حواجز الاحتلال التي حاولت التقليل من وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك".
ويأتي هذا الهجوم على المقدسيين، استجابة لدعوات يمينية إسرائيلية متطرفة؛ حيث وصل مئات العناصر التابعة للمنظمات الفاشية إلى محيط باب العامود، وسط تعالي هتافاتهم المنادية "الموت للعرب".
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن "الشرطة حاولت منع العناصر المتطرفة من الاقتراب إلى مكان تجمع الشبان الفلسطينيين"، في محيط باب العامود. وفي حين اعتدت قوات الاحتلال بعنف على المقدسيين، أظهرت المقاطع المصورة، تساهل عناصل الاحتلال مع ناشطي المنظمات الفاشية الذين اعتدوا على الشرطة.
ووثق مقطع مصوّر إطلاق مستوطن الرصاص الحي باتجاه المقدسيين بالتزامن مع إصابة عدد منهم بالرصاص الحي، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية ("وفا").
وداخل البلدة القديمة من القدس، اعتدى عدد من العناصر على منازل الفلسطينيين، بحسب ما أظهر شريط فيديو مصور تداوله ناشطون فلسطينيون على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي وقت سابق، الخميس، اعتقلت قوات الاحتلال شابين من محيط باب العامود، فيما شهدت المواجهات لاحقا اعتقال عشرات المقدسيين. ودفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية ونصب حواجز فيما قطعت قواته الطرق أمام المارة بحواجز حديدة.
وبالتزامن مع ذلك، نظم عناصر المنظمات اليمينية الإسرائيلية المتطرفة مظاهرة شارك فيها المئات بدعوى من منظمة "لاهافا" الفاشية، وانطلقوا بمسيرة باتجاه باب العامود، مع خروج المصلين من صلاة التلاويح.
وفي وقت سابق، أشارت تقارير إلى أن ناشطي اليمين الإسرائيلي المتطرف، تلقوا دعوات منظمة "لاهافا" الفاشية لتنفيذ اعتداءات على الفلسطينيين في القدس المحتلة، مساء الخميس، والتواجد في البلدة القديمة في مدينة القدس تحت شعار "الدفاع عن الشرف اليهودي".
كما تلقى ناشطو المنظمات الفاشية، تعليمات تنظيمية حول أساليب التعامل مع قوات الاحتلال، وذلك عبر رسائل في مجموعات على تطبيق "واتسآب"، حيث استخدمت المجموعات، يومي الأربعاء والخميس، لمشاركة الأدوات والأسلحة التي ستستخدم لمهاجمة المقدسيين.
وجاء في الرسائل أنه "يفضل الوصول (إلى التجمع) بقمصان بيضاء وسراويل سوداء"، "ولا تحملوا هواتف نقالة أبدا". وطولب الناشطون بأن "سجلوا على ورقة رقم هاتف منظمة ’حوننو" وضعوها في الجيب"، وهي منظمة تدافع عن المتطرفين اليهود الذين ينفذون اعتداءات إرهابية ضد الفلسطينيين.
كذلك طولب الناشطون "بالاستعداد للبقاء في القدس طوال الليل، بسبب عدم توفر مواصلات أو بسبب استضافتكم في المعتقل". وطالب منظموا الاعتداءات الناشطين بحمل ما وصفوه "وسائل دفاع عن النفس"، وأن "حاولوا أن تتجولوا مقنعين بكمامات طوال الوقت وحتى في الأماكن التي حاجة فيها إلى وضع كمامات بلون أزرق/أسود".
كما طولب الناشطون بالوصول إلى تجمعات في القدس في "متنزه سكة الحديد، مركز القدس، ميدان صهيون، ماميلا، باب الخليل، باب العامود، بيت صفافا وإلى أي مكان يتواجد فيه اليهود والعرب معا".