تقرير: عبّاس أطلع مقربين من سموتريتش على خطابه في الناصرة

الثلاثاء 20 أبريل 2021 08:13 م / بتوقيت القدس +2GMT
تقرير: عبّاس أطلع مقربين من سموتريتش على خطابه في الناصرة



القدس المحتلة / سما /

ذكر تقرير إسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن رئيس القائمة الموحدة، النائب منصور عبّاس، فحص وقع خطابه الذي ألقاه خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في الأول من نيسان/ أبريل الجاري في مدينة الناصرة، على الأوساط القريبة من رئيس تحالف الصهيونية الدينية والكاهانية، بتسلئيل سموتريتش، لتجنب الصدام مع الأخير و"موافقته على التعاون" مع القائمة الموحدة.

جاء ذلك في تقرير لموقع "سروغيم" المقرب من المستوطنين ومن التيار الديني - القومي، الذي أفاد بأن عباس أراد فحص "عبر أشخاص على دراية جيدة بآراء سموتريتش، ما إذا كانت تصريحات عباس سترضي الحزب الصهيوني الديني".

وأضاف التقرير أن عبّاس سعى إلى "التشاور" مع هذه الشخصيات - المطلعة على آراء سموتريتش - لمعرفة "نوعية الرسائل التي عليه تمريرها ويحتاج سموتريتش إلى سماعها للموافقة على التعاون معه"؛ الأمر الذي نفته القائمة الموحدة.

وأضاف الموقع أن عبّاس نقل النقاط الرئيسية في خطابه إلى عدد من الأشخاص من خارج النظام السياسي، من الأوساط المقربة من سموتريتش، ليراجعوا الأمور ويعلقوا عليها، وكان السؤال الرئيسي هو ما إذا كان مثل هذا الخطاب يمكن أن يشكل بداية لشراكة سياسية مع تيار الصهيونية الدينية.

وأشار الموقع إلى أن جهات يمينية مهتمة بموافقة سموتريتش على تشكيل حكومة إسرائيلية بدعم القائمة الموحدة من الخارج عبر امتناع عباس عن التصويت، توسطوا بين القائمة الموحدة والجهات المقربة من سموتريتش المطلعة على آرائه، من أجل فحص ردة فعل رئيس حزب الصهيونية الدينية على تصريحات عبّاس.

وغداة خطاب عبّاس الذي ألقاه في اللغة العبرية، امتدح المحللون في الصحف الإسرائيلية الخطاب، بعد أن خلا من مقولات جوهرية، مثل مطالب لحل المشاكل العميقة التي يعاني منها المجتمع العربي ومطالب وطنية لها تأثير هائل على حياة المواطنين العرب. لكن المحللين شددوا على أن عباس لن يقرر هوية رئيس الحكومة الإسرائيلية.

وأشار المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، إلى أن "منصور عباس لم يحل المأزق السياسي" بالفشل بتشكيل حكومة بعد أربع جولات انتخابية خلال سنتين. وأضاف أنه في خطابه "يحاول عباس وضع قاعدة جديدة، مشترك، للعلاقات بين اليهود والعرب في إسرائيل التي داخل الخط الأخضر. وهو يحذف من هذه القاعدة الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، يحذف المشاعر القومية التي تنبض في كل واحدة من القبائل والحساب الدموية الحاصل بينها، وحتى أنه يحذف الادعاءات بالإقصاء، التمييز والظلم" ضد المجتمع العربي.

واعتبر برنياع أن القاعدة التي يطرحها عباس تستند إلى ساقين، "الساق الأولى تتعلق بمجموعة مشاكل في الوسط العربي وعلى رأسها الجريمة ونقص البنية التحتية. وهذه مشاكل بإمكان أي حكومة التعامل معها باستثمار سخي بالمال والموارد".

وفي الساق الثانية "يطرح عباس شراكة تستند إلى مفهوم الإسلام المحافظ، المعادي لليبرالية والعلمانية والنسوية والمثلية... وهذا مفهوم تشعر فيه الأحزاب الحريدية أنها في بيتها. ولا عجب في أن الحاخام كانييفسكي، كبير الحاخامات الليتوانيين، يفضل عباس على اليسار. فهو يعلم من هو العدو الحقيقي الذي يهدد أسوار الغيتو الذي يعيش فيه".

من جانبه، أشار محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، إلى أنه "لم يكن في جعبة عباس شيئا بإمكانه التوجه من خلاله إلى اليسار الإسرائيلي. وبدا كمن يغازل كائنات الحب التي تستمر برفضهم، من تلال السامرة (غلاة المستوطنين) وشوارع بني براك (الحريدية). وهو سموتريتش أكثر من سموتريتش نفسه. وبالنسبة له، يتعين على حاخامات نوعام (حزب يميني متطرف) دعوته لقضاء يوم السبت. وهما يستحقان بعضهما".