نظمت لجنة الأسرى التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين صباح اليوم بالشراكة مع حركة الجهاد الإسلامي، وقفةً احتجاجية أمام مقر المفوض السامي في مدينة غزة.
شارك بالوقفة عدد كبير من كوادر وعناصر الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى عدد من ممثلي القوى الوطنية والإسلامية وفي مقدمهم ذوي وأهالي الأسرى، حاملين صور الأسرى وشعارات تطالب بالإفراج عنهم وبحريتهم العاجلة.
بدوره وجه عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية الرفيق محمد الغول تحيةً ثورية لأسيراتنا وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال، لافتاً إلى أن تنظيم الوقفة جاء لإيصال رسائل عديدة إلى المجتمع الدولي الصامت والمتواطئ، واحتفاءً بنضالات وتضحيات الحركة الوطنية الأسيرة الحاضرة والمتحفزة دوماً في الخندق النضالي المتقدم، والتي تُشكّل مثالاً يحتذي ويتفاخر به أبناء شعبنا.
وأشار الغول إلى أن مناسبة يوم الأسير الفلسطيني هي يوم للوفاء لهؤلاء الأبطال القابضين على الجمر خلف القضبان، والذين يجسدون أروع ملاحم التضحية والفداء والعطاء، لافتاً إلى أن ظروف الحركة الأسيرة تمر في أصعب المراحل وأقساها، خاصة في ظل انتشار جائحة كورونا بين الأسرى، وتصاعد الإجراءات والقوانين التعسفية والتي تعتبر بمجملها انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني ولمجمل الاتفاقيات الدولية، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، والتي ترتقي إلى مصاف جرائم الحرب.
وتساءل الغول عن دور المؤسسات الدولية - وفي المقدمة منها مؤسسات الأمم المتحدة والصليب الأحمر- في الرد على هذه الانتهاكات وإنهاء معاناة الأسرى، مشيراً إلى أن هذه المؤسسات اتخذت سياسة الصمت ووصلت في تواطؤها المستمر وتماهيها مع سياسات الاحتلال إلى درجة الحياد، مضيفاً القول " لقد أصبحت المؤسسات الدولية عبئاً وضيفاً ثقيلاً على شعبنا، ولم تقم بدورها المطلوب منها في إنهاء معاناة الأسرى، وصولاً لتحريرهم".
وفي سياق كلمته أشار الغول إلى أن الوفاء للحركة الأسيرة يقتضي مواصلة كافة الجهود من أجل إنهاء معاناة الأسرى وصولاً لتحريرهم، وأن أي جهد يبذل سيحظى بترحيب وإجماع وطني، لافتاً إلى أن الجهد الأكثر فعالية لتخليص الأسرى من براثن سياسات الموت البطيء والإهمال الطبي والعزل هو استخدام كافة وسائل وأشكال العنف الثوري، كأسلوب ناجع جربه شعبنا في تجارب نضالية سابقة من أجل تبييض السجون.
وطالب الغول المؤسسات الدولية، وفي مقدمها الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي أن يتحملوا مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية والإنسانية تجاه المعتقلين المحتجزين في سجون الاحتلال، مؤكداً على ضرورة الاطلاع عن كثب على حجم الجرائم التي يتعرضون لها.
وفي السياق ذاته دعا الغول المؤسسات الرسمية وغير الرسمية إلى التوحد خلف استراتيجية وطنية نضالية تتحد خلفها كافة الجهود لتصب في خدمة قضية الأسرى وتحريرهم، بالإضافة إلى توفير الحياة الكريمة لذوي الأسرى، وإلى الأسرى المحررين، وإعادة أية مخصصات تم قطعها.
في ختام كلمته أكد الغول على أن حرية الأسرى قادمة لا محالة، وأن استمرار الصمود الأسطوري للحركة الوطنية الأسيرة، وخوضها معركة يومية ضد ممارسات السجون الاسرائيلية نتيجتها الحتمية هو الحرية.
من جانبه أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ياسر مزهر على أن الاحتلال الاسرائيلي يشدد الخناق يوماً تلو الآخر على أسرانا البواسل، باستخدام أبشع الأساليب القمعية من تعذيب وعزل وتفتيش عارٍ ومنع من التعليم ناهيك عن سياسة الإهمال الطبي المتعمد الذي كان نتيجتها استشهاد 227 أسير داخل السجون.
وتطرق مزهر في سياق كلمته إلى جزء من معاناة أسرانا حيث هناك 4500 أسير داخل السجون بينهم 700 أسير مريض يعانون من أمراض مزمنة وصعبة مثل السرطان والضغط والسكري وأمراض الكلى، إضافةً إلى اعتقال 38 أسيرة و140 طفل يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب.
وطالب مزهر خلال كلمته المؤسسات الدولية وفي مقدمها الصليب الأحمر بالضغط على إدارة مصلحة السجون من أجل تحسين الشروط المعيشية والحياتية للأسرى والإفراج عن كبار السن والمرضى والأسيرات.