دعا زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، رئيس حزب "تيكفا حداشا"، غدعون ساعر، إلى الانضمام إلى حكومة يسعى إلى تشكيلها. وجاءت دعوة نتنياهو لساعر علنا خلال حفل في متنزه في مدينة رمات غان، في مؤشر إلى أزمة نتنياهو في تشكيل حكومة.
وقال نتنياهو "إنني أدعو غدعون ساعر من هنا، الليكود هو بيتك. لقد كبرت في هذا البيت. وستسقبل بأذرع مفتوحة". وتبدو دعوة نتنياهو كخطوة يائسة، خاصة على خلفية رفض قائمة الصهيونية الدينية والفاشية لتشكيل نتنياهو حكومة تستند إلى دعم القائمة الموحدة (الإسلامية الجنوبية) من خارجها.
وأضاف نتنياهو مخاطبا ساعر أن "هذا ليس الوقت لتشكيل حكومة يسار. تعال وانضم إلينا وسنشكل معا حكومة يمين مستقرة من أجل أن نضمن معا مستقبلنا في بلادنا. وجميعنا مؤمنون بذلك وسننفذ ذلك معا وسنحتفل في يوم الاستقلال المقبل بحكومة يمين مستقرة".
وتابع نتنياهو أنه "بالإمكان تشكيل هذه حكومة لأربع سنوات خلال فترة قصيرة جدا. ولذلك أدعو بتسلئيل سموتريتش، نفتالي بينيت وغدعون ساعر، تعالوا نضع كافة الاعتبارات جانبا ودعونا نشكل الحكومة اليمينية والقومية التي تحتاج دولة إسرائيل إليها".
ومضى نتنياهو أنه "احتفلنا بيوم الاستقلال السابق من خلال تطبيق زوم واليوم نحن في المتنزهات. ويرمز يوم الاستقلال إلى الإنجازات الكبيرة التي حققناها كشعب ودولة. ونواجه تحديات هائلة: دفع اقتصادنا مجددا بعد كورونا، إحضار المزيد من اللقاحات كي لا تعود كورونا وكي يبقى اقتصادنا مفتوحا، الحفاظ على الأمن وخاصة مقابل رغبة إيران بحيازة سلاح نووي، والحفاظ على الاستيطان مقابل ضغوط دولية آخذة بالتزايد. ومقابل هذه التحديات، تحتاج دولة إسرائيل إلى حكومة قومية قوية، حكومة يمين مستقرة وتصمد لسنوات".
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى توجه مئات رؤساء سلطات محلية من الليكود ونوابهم ورؤساء فروح الليكود إلى ساعر في راسلة بعنوان "عد إلى البيت". وكتبوا أنه "لك مكان دافيء في قلبنا وستستقبل بأذرع مفتوحة. وهذا ليس الوقت لتنصيب حكومة يسار. هذا وقت العودة إلى البيت وتشكيل حكومة يمين مستقرة لسنوات طويلة وتحافظ على أرض إسرائيل في مواجهة التحديات الماثلة أمامنا. غدعون، افعل الأمر الصحيح من أجل حركتنا، دولتنا وبلادنا. عد إلى البيت".
وكان نتنياهو قد دعا ساعر وبينيت إلى العودة إلى الليكود. وقال بعد انتخابات الكنيست الأخيرة بثمانية أيام إنه "بعد ثلاث جولات انتخابية لم يتم خلالها تحقيق حسم، منح الجمهور هذه المرة أحزاب اليمين أغلبية واضحة من 65 عضو كنيست. وهذا يسمح بتشكيل حكومة يمين مستقرة وبالإمكان تشكيلها فورا".
وكتب رئيس قائمة الصهيونية الدينية والفاشية، بتسلئيل سموتريتش، في تغريدة في "تويتر" أنه "إذا فشل الليكود في مهمة تشكيل حكومة قومية فإن هذا لأنه يهدر الأيام الثمينة لفترة التكليف بتشكيل حكومة على اتجاهات خطيرة ولا أمل منها. ولن أشارك في انتحار اليمين ودولة إسرائيل من خلال تشكيل حكومة مستباحة، انطلاقا من رؤية قصيرة الأمد، وتكون متعلقة بدعم مؤيدي الإرهاب المعادي للصهيونية وتحولنا جميعا إلى رهائن لديهم".
ورغم التقارير التي تحدثت، أمس، عن أن نتنياهو يوافق على منح حقيبتي الأمن والخارجية لحزب "يمينا"، برئاسة نفتالي بينيت، إلا أن المفاوضات بينهما متعثرة وتراوح مكانها، وفيما تزايدت التخوفات، وخاصة في حزب الليكود، من انتخابات خامسة.
وأفاد المحلل السياسي في موقع "زْمان يسرائيل"، الإلكتروني، شالوم يروشالمي، اليوم، بأن المفاوضات بين نتنياهو وبينيت عالقة، ونقل عن مقرب من بينيت نفيه لوجود تقدم، بعد أربعة لقاءات بينهما، وشدد على أن نقطة الخلاف الوحيدة بينهما تتمحور حول التناوب بينهما على رئاسة الحكومة. "نتنياهو يرفض أن يسمع هذا الموضوع، وبينيت يرفض التنازل عنه. كما أن بينيت يرفض التعهد لنتنياهو بأنه لن يتحالف مع غدعون ساعر" في إشارة إلى محاولة تشكيل حكومة تستند إلى المعسكر المناوئ لنتنياهو.