تعرضت سفينة شحن إسرائيلية إلى "هجوم صاروخي" قبالة سواحل الفجيرة في الإمارات، بحسب ما ذكرت تقارير صحافية أكدتها مصادر في أجهزة الأمن الإسرائيلية، مساء يوم الثلاثاء، ما ينبئ بتصاعد المواجهة البحرية الدائرة رحاها بين إيران وإسرائيل.
وأشارت التقارير إلى أن السفينة مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي، رامي أونغر، الذي يعمل في مجال استيراد السيارات والنقل البحري والعقارات، وسبق وتعرضت سفينة تابعة له في شباط/ فبراير الماضي لهجوم في الخليج العربي، نُسب لإيران.
وترفع السفينة علم جزر البهاما، وتدعى "هايبريون راي".
وبحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية، فإن الهجوم على السفينة وقع صباح يوم، الثلاثاء، وتم بواسطة صاروخ أطلق من "سفينة أو طائرة مُسيرة، وتم من على بعد عشرات الكيلومترات"، ما أحدث بالسفينة "أضرارا بسيطة".
وحملت الجهات الأمنية الإسرائيلية، بحسب صحيفة "هآرتس"، إيران، المسؤولية عن الهجوم. وتوجهت السفينة الإسرائيلية إلى ميناء إماراتي لـ"معاينة الأضرار". وقالت القناة العامة الإسرائيلية ("كان 11") إن الهجوم نفذته "قوات إيرانية".
ولفتت تقارير إلى أن "اسم السفينة المستهدفة ‘هايبريون راي‘ وهي تابعة لشركة pcc الإسرائيلية"، مؤكدةً أن "السفينة الإسرائيلية التي تم استهدافها تحمل الرقم 9690559".
ووفقا للتقارير، فإن السفينة الإسرائيلية وقبل تعرضها للهجوم، مكثت لمدة 48 ساعة في ميناء الأحمدي في الكويت. وأوضحت "هآرتس" أن جميع أفراد الطاقم الذي كان على متن السفينة لا يحملون الجنسية الإسرائيلية.
وبحسب محلل الشؤون الأمنية والعسكرية في موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، رون بن يشاي، فإن "السفينة أبحرت بعلم غير إسرائيلي، وتم تأجيرها من قبل شركة أخرى. في وقت الهجوم، لم تكن في الميناء، حيث كانت تبحر خارج الميناء في بحر العرب".
واستبعد بن يشاي أن يكون الهجوم على السفينة عمل انتقامي إيراني ردا على هجوم نطنز، وقال إنه جزء من اشتعال الساحة البحرية بين إسرائيل وإيران.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "إسرائيل لا تنوي الرد بهجوم على سفينة إيرانية للحد من التوتر في المنطقة". فيما أوضح مسؤول أميركي، للصحيفة، أن إسرائيل طلبت في الأيام الأخيرة من الولايات المتحدة المساعدة في حماية السفينة.
وقال المسؤول الأميركي إن المسؤولين الإسرائيليين كانوا قلقين من احتمال استهداف السفينة من قبل الحرس الثوري الإيراني، ردا على الهجوم الذي تعرضت له السفينة الإيرانية "سافيز" في البحر الأحمر.
وبحسب "كان 11"، تشهد إسرائيل وبعثاتها الرسمية في الخارج، حالة تأهب متزايد تحسبا لرد إيراني على الهجوم الذي تعرضت له منشأة نطنز النووية.
وخلال الفترة الماضية، خرجت المواجهة البحرية بين إسرائيل وإيران إلى العلن، في ظل تسليط الصحافة الأجنبية الضوء على حرب غير معلنة بين إيران وإسرائيل، مستعرضة الهجمات المتبادلة بين الطرفين بتفجير السفن، وكان آخرها مهاجمة سفينة "سافيز" الإيرانية في البحر الأحمر.
كما يأتي الهجوم بعد أيام على الهجوم الذي تعرضت له منشأة نطنز الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، فجر الأحد الماضي. وحملت السلطات الإيرانية إسرائيل، المسؤولية عن الهجوم.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن الجانب الإسرائيلي أبلغ الولايات المتحدة الأميركية بأن قواته استهدفت سفينة إيرانية خلال وجودها قبالة السواحل اليمنية، مضيفًا أن الإسرائيليين نفذوا الهجوم كرد فعل على تصعيد إيراني سابق استهدف سفنًا إسرائيلية، وبأن سفينة "سافيز" المستهدفة في البحر الأحمر تعرضت لأضرار.
وفي هذا السياق، حذر مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي من "حرب أرصدة" بين جهات سياسية وأجهزة الأمن، من خلال تسريبات حول هجمات إسرائيلية ضد أهداف إيرانية، التي كان آخرها التفجير في منشأة نطنز الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، فجر الأحد الماضي.
وذكر موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني اليوم، الثلاثاء، أن النشر أمس عن أن الموساد نفذ الهجوم في نطنز، قبيل فجر أول من أمس، الأحد، أثار تخوفات بين كبار المسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي من أن "ثمة من يسعى إلى استغلال التوتر مع طهران لمصالحه الشخصية وفي إطار الصراعات بين الأجهزة".
وحمّلت إيران إسرائيل مسؤولية الهجوم في نطنز، وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن رد طهران على العمل التخريبي في منشأة نطنز سيكون ردا حازما، مؤكدا أن ما حدث سيدفع طهران إلى تعزيز قدرتها النووية، مشيرا إلى أنه سيتم قريبا تركيب أجهزة طرد مركزي متطورة في المنشأة.
واعتبر محللون عسكريون في الصحف الإسرائيلية أن الهجوم الإسرائيلي على سفينة "سافيز" الإيرانية، يوم الثلاثاء الماضي، ليس يكن هجوما عاديا، مثل الهجمات الإسرائيلية ضد ما لا يقل عن 20 سفينة إيرانية، التي تدعي إسرائيل أنها كانت تنقل النفط لسورية وتمويل شراء أسلحة لحزب الله أو كانت تنقل أسلحة.