أزمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية: "عبّاس أقرب لنتنياهو"

الثلاثاء 30 مارس 2021 11:16 م / بتوقيت القدس +2GMT
أزمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية: "عبّاس أقرب لنتنياهو"



القدس المحتلة /سما/

لا تزال محاولات التوصل إلى تفاهمات تشكل على أساسها الحكومة الإسرائيلية المقبلة، جارية على قدم وساق في صفوف كلا المعسكرين السياسيين الإسرائيليين، المناوئ لرئيس الحكومة الإسرائيلية وزعيم الليكود، بنيامين نتنياهو، والمؤيد له، فيما يبدو أنّ نهاية الأزمة ليست في المدى المنظور.

وفي احتدام السباق على عدد التوصيات التي قد يحظى بها نتنياهو أو المنافس الذي قد يلتف حوله المعسكر المناهض، عقد رئيس القائمة "العربية الموحدة" (الإسلامية الجنوبية)، منصور عبّاس، اجتماعا مع رئيس حزب "كاحول لافان"، بيني غانتس، وآخر مع رئيسة حزب "العمل" ميراف ميخائيلي.

وبحث عبّاس مع ميخائيلي الخيارات المختلفة لتشكيل الحكومة المقبلة وأوجه التعاون المحتملة، واتفق الجانبان على مواصلة المحادثات؛ فيما طلب غانتس من عبّاس دعم مرشح "كتلة التغيير" لتشكيل الحكومية، كما اتفق الجانبان على مواصلة المناقشات في الأيام المقبلة. وبعد الاجتماع، طالب غانتس كل من عبّاس وبينيت بعدم التوصية على نتنياهو مرشحا لتشكيل الحكومة.

جاء ذلك فيما ذكرت القناة العامة الإسرائيلية ("كان 11")، نقلا عن مصدر في "الموحدة" أن القائمة تميل في هذه المرحلة إلى دعم إسناد مهمة تشكيل الحكومة لنتنياهو، وقال المصدر: "حاليا، نميل إلى دعم حكومة يمينية بقيادة بنيامين نتنياهو من الخارج، لا يكون (الفاشي، إيتمار) بن غفير وزيرا فيها، لكن هذا سيتغير إذا ما تلقينا عروضا أفضل".

ولفتت القناة إلى أن القائمة الموحدة ستحدد موقفها النهائي من مسألة دعم نتنياهو على ضوء مخرجات اللقاء المزمع عقده مع رئيس الكنيست، ياريف ليفين (الليكود) خلال الأيام المقبلة، في حين أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن عبّاس سيعقد مؤتمرا صحافيا يوم الخميس المقبل، يعلن من خلاله موقف القائمة المتعلق بالتوصية.

من جهة أخرى، قالت القناة 12 إن نتنياهو بدأ يهيئ شركائه الطبيعيين المتمثلين في الأحزاب الحريدية والصهيونية الدينية والفاشية، بإمكانية تشكيل حكومة تستند إلى دعم الموحدة من الخارج بالامتناع (عن التصويت ضد الحكومة)، وذلك في حال فشل خياره الأول، وهو تشكيل حكومة تعتمد على منشقين من أحزاب اليمين في المعسكر المناوئ.

وخلال المحادثات التي أجراها نتنياهو ومستشاروه مع شركاء محتملين لليكود، أثاروا إمكانية تشكيل حكومة تستند إلى "الموحدة"، وذلك لسد الطريق أمام المعسكر المناوئ الذي يحاول كذلك الحصول على أكبر عدد من التوصيات، ومن ضمنها توصية نواب الموحدة، وبالتالي سيسعى نتنياهو بعد تشكيل حكومة مدعومة من "الموحدة" إلى جذب منشقين من المعسكر المناهض.

ويهدف نتنياهو من محاولات تشكيل حكومة ضيقة غير مستقرة وبفرص محدودة للاستمرار، إلى تحييد "كاحول لافان" جانبا، ومنع غانتس من ترأس الحكومة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، بموجب اتفاق التناوب الذي تشكلت على إثره "حكومة الوحدة" في أعقاب انتخابات الكنيست الـ23.

وأشارت المصادر إلى أن مطالب عبّاس التي ستحدد هوية مرشحه لتشكيل الحكومة تشمل: "ميزانية لخطة تُعنى مكافحة الجريمة في المجتمع العربي، وإلغاء قانون كامينيتس، وتعديل قانون القومية، وزيادة صلاحيات السلطات المحلية، وإصدار تصاريح البناء في البلدات العربية وزيادة نسبة الموظفين العرب في القطاع العام".

وتشير التقديرات إلى أن ميل عبّاس لنتنياهو ينبع من "إمكانية تحقيقه إنجازات وعد بها ناخبيه دون أن تكون القائمة المشتركة جزءا من الإنجاز".

ومن جهة أخرى، تتواصل محاولات الوساطة بين رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، ورئيس حزب "يش عتيد"، يائير لبيد، للوصول إلى خطة مشتركة تشكل هوية مرشح المعسكر لمنصب رئيس الحكومة، علما بأنه لم يتم التوصل إلى تفاهمات بعد، ويبدو ذلك بعيد المنال.

ويحرص كل من بينيت ورئيس حزب "تيكفا حداشا"، غدعون ساعر، على عدم التواصل مع القائمة المشتركة، بحسب ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، وأشارت إلى أن لبيد "يقوم بذلك نيابة عنهما". وذكرت مصادر أن مندوبي المشتركة سيعقدون جلسة مع يائير لبيد، يوم الخميس المقبل.

وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، فإن بينيت ولبيد يتفقان من حيث المبدأ على تشكيل حكومة تناوب بين الاثنين على منصب رئيس الحكومة، في حين أن الخلاف بينهما هو أي منهما سيكون الأول في التناوب على منصب رئيس الحكومة. وأشارت القناة إلى أن بينيت ولبيد يخشيان أنه في حال ترك نتنياهو الساحة السياسية، سيتمكن الآخر من تشكيل ائتلاف آخر، وسيمنع اتفاق التناوب.

وفي هذه الأثناء، يلتزم نتنياهو الصمت على نحو غامض الأمر الذي اعتبره منافسوه أنه مؤشر على اقترابه بالفعل من تشكيل الحكومة، الأمر الذي تنفيه التقارير، وتؤكد أن نتنياهو وصل إلى طريق مسدود في أعقاب نتائج الانتخابات الأخيرة وفشله في الوصول إلى 61 مقعدا في الكنيست.

وتوجه ساعر إلى لبيد في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، وطالبه بالتوقف عن "لعبة جمع التوصيات" و"وضع الإيغو جانبا"، بحجة أن ذلك لن يؤدي إلى تشكيل حكومة، مشددا على أن "الفرص محدودة بالوقت"، ورد لبيد على فيسبوك مشددا على أن التوصيات ضرورة لمنع تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة.

وقال لبيد إنه بعد ضمان عدم تكليف نتنياهو وذلك عبر توصية "معسكر التغيير" على حزب "يش عتيد" - الكتلة البرلمانية الأكبر في المعسكر المناوئ، و"بمجرد أن تبدأ العملية (السياسية)، سيكون كل شيء على الطاولة. وسنكون مستعدين لتقديم تنازلات مؤلمة، وأهمها تشكيل حكومة تغيير والعمل على معالجة البلاد من عامين من الأزمة الاجتماعية والسياسية".