هآرتس - بقلم: رفيف دروكر "ليس هناك وجه حق في اقتراح أن يتم تتويج نفتالي بينيت رئيساً للحكومة. يئير لبيد أكثر جدارة منه في تمثيل كتلة المعارضين لنتنياهو، فله عدد أكبر من المقاعد وهو يمثل بمواقفه أجزاء أوسع من هذه الكتلة. لا يوجد عدل، لكن هذا على ما يبدو هو الطريق الوحيد لوضع نهاية لحكم نتنياهو.
هذه طريق إشكالية وسوقية بدرجة معينة، الحديث يدور عن ائتلاف يمتد بين ابتسام مراعنة واييلت شكيد، لكن لا يوجد مناص. فحكم نتنياهو تحول إلى حكم مسمم جداً وخطير جداً، ويحتاج إلى حلول غير طبيعية.
هل ستكون هناك شجاعة لنفتالي بينيت؟ هل سيوافق على أن يكون رئيساً للحكومة؟ السؤال يظهر مضحكاً إلى حد ما، لكنه في مكانه: هل الشخص الذي عمل جاهداً في بداية الحملة الانتخابية لإقناع وسائل الإعلام والجمهور على عدم وضعه في كتلة نتنياهو وهم يرسمون نتائج الاستطلاعات، بل في الوسط، يستطيع اليوم ترك كتلة نتنياهو؟ خطة رئيس “يمينا” خطة قذرة، وهو مستعد للانضمام إلى ائتلاف ضد نتنياهو فقط كرئيس للحكومة، ومن الأفضل بدون تناوب. ستكون الحكومة برئاسته نوعاً من “حكومة شفاء وطني”. ستحدد فترة ولايتها بسنة وسيكون هدفها إسقاط نتنياهو ومعالجة المواضيع الأقل خلافاً مثل الأزمة الاقتصادية التي أنتجتها “كورونا” وتمرير الميزانية وتخفيف لهب الكراهية بين القبائل التي تشكل مواطني الدولة.
هذا ما يطلبه بينيت. بهذا الشكل سيكون الأمر صعباً عليه، شرح. لقد سبق ووعد بعدم الجلوس مع “ميرتس”، وألا يكون مدعوماً من قبل منصور عباس، وهو بذلك يترك كتلة نتنياهو.
على بينيت إقناع لبيد بالأساس، الذي هو في الحقيقة مقيد بوعوده التي تقول بأنه سيضحي بطموحاته لتولي منصب رئيس الحكومة لصالح إسقاط نتنياهو؛ ومع ذلك، لم يفعل لبيد كل ما فعله من أجل أن يكون وزير خارجية لبينيت. وهو يقدر أيضاً بأنه لا خيارات أفضل لبينيت. ومعنى جولة انتخابات خامسة قد يكون نهاية حياته السياسية. عندها لن تكون هناك كورونا ليكافحها. و7 مقاعد يمكنها ببساطة أن تهبط إلى أقل من 4. وليست هناك فرصة يومية ليصبح رئيساً للحكومة. ولبينيت ما يخسره أيضاً.
إن العصا التي يمكن لبينيت التلويح بها أمام لبيد هي التهديد بالعودة إلى أحضان نتنياهو، وأن يشكل معه ومع منصور عباس حكومة يكون بينيت فيها وزيراً للدفاع. كيف سيشرح لبيد لناخبيه بأنه أضاع هذه الفرصة الذهبية وساهم بنفسه في تشكيل الحكومة المتطرفة التي حذر منها كثيراً؟ الجدال بين بينيت ولبيد جدال طبيعي جداً. فهو شجار على المنصب الذي شغله 12 شخصاً فقط في تاريخ إسرائيل. ولكن ليس هناك وقت للشجار. يحاول جدعون ساعر إقناعهما بأن التردد سيقلص احتمالات هذه الخطوة. سيستيقظ نتنياهو وسيزرع عدة ألغام للتفريق بين الشركاء المحتملين، وأن يستخدم الضغط على بينيت. هذه الصفقة إذا ما أجريت، فيفضل القيام بها قبل الذهاب إلى منزل الرئيس، لكي نذهب ولدينا مرشح متفق عليه ويسيطر على الكنيست.
في محادثات مغلقة، قدر نتنياهو بأن بينيت سيسير في هذا الاتجاه. وكان قد شق من أجله الطريق القاسية، وبإحدى يديه حلل عباس والمشتركة، وباليد الأخرى حطم قواعد اللعب، بحيث إن تحالفاً يتشكل من “ميرتس” وحتى بينيت لن يعتم على مقر رئيس الحكومة البديل، رئيس الحكومة البديل والاختراعات الأخرى التي جلبها نتنياهو إلى عالمه.
هناك سبب آخر يفرض سرعة الاتفاق على ذلك، فعباس لا يريد إنهاء هذه الجولة بدون تشكيل حكومة بمساعدة أصوات حزبه، وهذا هو جوهر كل الانقلاب الذي أراد إحداثه. وهو في هذه الأثناء يميل نحو نتنياهو بسبب عدم التساوق في كتلة معارضي نتنياهو. والكثير من النقاشات بين رؤساء الكتلة ستدفعه إلى أحضان نتنياهو.