معاريف.. نتنياهو يعود من النفق: أموّل هنية في غزة و أتسكع مع منصور عباس في أم الفحم

الأربعاء 24 مارس 2021 05:41 م / بتوقيت القدس +2GMT
معاريف.. نتنياهو يعود من النفق: أموّل هنية في غزة و أتسكع مع منصور عباس في أم الفحم



القدس المحتلة /سما/

معاريف - بقلم: بن كسبيت    "الأمر الوحيد الذي يمكن قوله الآن بيقين، دون مخاطرة، هو عبقرية نتنياهو السياسية التي لا تكل ولا تمل. والسبب أنه لا يزال هنا، حي ويركل، يهز دولة كاملة، ويجرها من حملة إلى أخرى دون يأس. ألقوا به من الباب، فيعود من الشباك. أما هذه المرة فقد عاد من النفق.

حتى عندما قام لنتنياهو أعداء خطيرون من اليمين، وحتى عندما طرقت في وجهه معظم الاحتمالات ولم يتبقَ له سوى اليمين الصلب والحريديين، لم ييأس. نظم جانبه وانقض على الجانب الآخر. على من؟ على العرب. “لا تقل لا أبداً”، قال، وشرع في قصة غرام عاصفة مع أحد ليس سوى رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل، رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس.

في يوم عادي، عباس آنف الذكر هو رأس الشيطان. وصفه يئير نتنياهو قبل سنة كـ”الفرع الإسرائيلي لحماس”. ولكن أبو يئير لا يتأثر بهذا. حماس؟ فليكن حماس. ما الفرق بين هنية وعباس؟ أنا أمول هنية في غزة، ولا سبب يمنعني أن أتسكع مع عباس في أم الفحم.

فهم نتنياهو بأن ليس له خيارات أخرى، وبالتالي أخذ الموجود. هذا هو تفوقه الهائل على كل خصومه: هو الوحيد المستعد لأن يفعل كل شيء، بما في ذلك كل شيء، كي ينتصر: يكذب، يخدع، يتذبذب، يتنقل إلى الطرف الآخر، ولا يتردد في استخدام أي شيء. وعندها، فإن قصة غرام نتنياهو مع عباس أدارت رأس عباس ودفعته للمراهنة التي يحتمل أن تحسم الانتخابات.

في السطر الأخير، شق نتنياهو المشتركة، وإذا ما بقي عباس في الخارج، فهي هي الأربعة مقاعد التي انتقلت من جانب إلى آخر وحسمت المعركة، أو على الأقل جعلتها متلاصقة.

لو استعادت القائمة المشتركة إنجازها أو اقتربت منه على الأقل لكانت صورة الكتلتين الآن 58 – 62 لصالح الكتلة المناهضة لنتنياهو. عندما أغلقت الصحيفة التي تقرأونها الآن كان الوضع حول التعادل. تعادل كله عبقرية سياسية لنتنياهو.

قراء هذا المقال، الذين يرون نتنياهو عبئاً على رقبة الدولة: لا يوجد ما يدعوكم إلى اليأس. موازين القوى لم تتغير. لقد ركب نتنياهو في هذه الحملة على حملة التطعيم الاستثنائية، التي أدارها في الأشهر الأخيرة. وتوقيت كل ما حصل له في الأسابيع الأخيرة كان الأكثر دقة في العالم. المقاهي والمطاعم فتحت “بالضبط” في الوقت المناسب.

بعد كل هذا، يصل إلى التعادل في هذه الأثناء. حتى لو نجح في إقامة حكومة متهالكة، فمشكوك أن تتيح له مواصلة هدم الدولة، فمقاتلة رئيس وزراء نجح في تطعيم السكان بسرعة مدوخة، قبل كثير من باقي العالم ولا تتلقى هزيمة نكراء، هذا نوع من الإنجاز. هكذا يتحدث الخاسرون، ولكن هذا هو الموجود في هذه اللحظة.

خائبا الأمل الرئيسان هما افيغدور ليبرمان وجدعون ساعر. لست ممن يعتقدون أن السيدة نيكول رايدمن أو النائبة السابقة سوفر لندبر أنزلتا ليبرمان من علو 9 مقاعد أمل بها إلى محيط الـ 6 التي تنبأت له بها العينات. أعتقد أن ليبرمان وساعر ضحية صرخة النجدة التي أتت من “ميرتس”، و”العمل” وبيني غانتس. ففي لحظة اقترب فيها الخطر فوق نيتسان هوروفيتس ورفاقه، هجر تل أبيبيون ومصوتو الوسط – اليسار كثيرون ممن توقفوا لدى ليبرمان وساعر، وعادوا إلى الديار في اللحظة الأخيرة.

أمس، ذهبنا للنوم مع التعادل. ليس لي فكرة عما سننهض عليه اليوم. الكثير منوط بالنتائج النهائية، وبالمغلفات المزدوجة، وأساساً بنفتالي بينيت.