أسيراتنا...حاميات بقائنا .. بقلم: جلال نشوان

السبت 20 مارس 2021 09:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
أسيراتنا...حاميات بقائنا .. بقلم: جلال نشوان



غزة /سما/

فى عيد الأم أجمل تحية لأسيراتنا الأمهات وهن يحملن فى  احشائهن  سنابل القمح وأغصان الزيتون وهن يطرحن محصول الثورة والعزة والكرامة  ولأخواتنا حرائر فلسطين اللواتى حملن فلسطين وسطرن أروع صفحات العز والشموخ والنصر .... 

شلال من التضحيات والعذابات التى  تعرضت  لها الأسيرة الفلسطينية من سجانى المحتل الإسرائيلى الذين لا يعرفون الإنسانية، والرحمة

قلوب تكاد قسوتها تفوق الصخر فى قوته وجبروته ورغم كل ذلك انتصرن عليهم وضربن اروع نماذج الصمود والتحدى وحولن السجون إلى مدارس ثقافية وتنظيمية وفكرية ....
لنحلق  فى فضاءات الانتماء للوطن ونقترب بشموخ وغبطة واعتزاز لنشاهد اسمى ما عرفت الإنسانية من ابداع وتفان وإخلاص
تجارب رائدة ،لاسيراتنا المناضلات اللائي أصبحن جزء من الصراع المرير مع المحتل، وقاتلن جنبا إلى جنب مع ابطالنا الأسرى عمالقة النضال ...تلك التجارب التى أضحت تجارب عظيمة ونبراسا  للجميع ...
لم تردعهن   التقاليد الاجتماعية ولم تثنهن  أساليب الجلادين  اللانسانية والقمعية ،بل انطلقن بعزيمتهن وصلابة  إرادتهن  ليخطن  بصماتهن   على جبين الوطن واضعات  باعتبارهن أنه لا حياة الا  بك يافلسطين ...وعلى الغرباء العودة من حيث أتوا...
عشرات الأسيرات يقبعن فى ظروف قاسية ومريرة ويتعرضن  لانتهاكات صارخة كالعزل الانفرادى والإهمال الطبى والعديد من الممارسات التى تتنافى مع أبسط المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية 
لقد تعرضن الماجدات الأسيرات لأساليب لشتى  أصناف التعذيب الجسدى والنفسى بهدف تركيعهن واستسلامهن وتحويلهن إلى نساء محطمات وضعيفات  أثناء الاعتقال على يد المجرمين السجانين والسجانات ،إلا انهن خرجن بعزيمة اقوى وبتجارب نضالية أضفن  الكثير للحركة  الوطنية  الفلسطينية ،
احدى وأربعون أسيرة  مازلن معتقلات حتى يومنا هذا من بينهن أحد عشر أم أسيرة  ،ثماني اسيرات محكومات  بأحكام عالية يتراوح الحكم ما بين عشرة سنوات وأكثر قهرن الجلادات والجلادين ومازلن شامخات عزيزات مؤمنات نستمد صمودنا  من جلدهن وصبرهن 
....
لقد أكدت تجربة  الأسيرات المناضلات عمق وكثافة هذه التجربة التى خاضتها الأسيرة لكل مكوناتها النفسية لتحافظ على كرامتها  وهويتها ونضالاتها،لتضيف للإنسانية جمعاء إرثا وطنيا عظيما تدرسه الأجيال
لقد تجلت كل معانى البطولة والفداء وهن يقفن شامخات ،قائدات ،  يدافعن  عن الوطن بكل كبرياء وشموخ،منطلقات  من قناعتهن   بأن الوطن يحتاج نضالاتهن  جنبا  إلى جنب مع أزواجهن واخوتهن   وابنائهن  المناضلين ، فاسقطن  كل نظريات المحتلين الغزاة الذين استخدموها المجرمين الذين مارسوا  الاضطهاد المنظم وأساليب التركيع ، فاصبحن  مقاتلات ،عظيم نالت احترام كل الاحرار والشرفاء فى العالم 
ان هذا  الزخم من العطاء والصمود يجعلنا نفكر  كثيرا لكى نرتقى بالمراة والأخت  الأسيرة  ونحفظ حقوقها  لتشارك  فى معركة التحرير والبناء  
وهذه مسؤولية وطنية على الجميع ان يضع الخطط الوطنية لتشريع  القوانين التى ترتقى بها واتاحة الفرصة لها لتشارك فى كافة القضايا الوطنية والمجتمعية وكذلك   مواطنة لها حقوق وعليها واجبات ..كل عام والأمهات الاسيرات بالف خير  وان ان شاء نراهن وهن يتنسمن عبير الحرية  .وباذن الفجر قادم  ...كل عام وكل أمهات فلسطين بخير