قالت صحيفة "جيروزاليم بوست"، إنه على العكس من الاعتقاد السائد بأن الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة أو لبنان هي الأكثر نشاطا، فإن الحدود الإسرائيلية المصرية هي الأكثر سخونة وحيوية.
وأضافت الصحيفة: "بينما تصنع الحدود الإسرائيلية مع سوريا ولبنان وغزة معظم العناوين الرئيسة، فإنه يبدو أن الحدود التي تشهد النشاط الأكبر هي الواقعة مع مصر، حيث يتعين على الجنود القائمين على حماية تلك الحدود التعامل مع تهديدين، الأول يتمثل في ”ولاية سيناء“، الجماعة المتحالفة مع تنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى الخطر الإجرامي المتعلق بعمليات تهريب المخدرات".
وكتبت "جيروزاليم بوست": "ربما يكون التهديد الأخير، المتمثل في التهريب، هو الأقل خطورة، ولكنّ مصدرا بارزا في القوات الإسرائيلية المكلفة بحراسة الحدود، أكد أنه مع تطور الأحداث، فإن بعض الحالات ذات الصلة بمكافحة التهريب تتحول إلى إطلاق النار".
ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله، إن الجنود المكلفين بحراسة الحدود متمرسون على حوادث إطلاق النار في الحدود مع مصر بشكل أكبر من جبهات أخرى، حيث تحدث عمليات تهريب عبر الحدود بشكل شبه مستمر، وتشهد عمليات إطلاق نار، إذ تطير الرصاصات فوق رؤوس الجنود الإسرائيليين.
وأشار المصدر إلى أن القوات المسؤولة عن مراقبة الحدود حققت نجاحات كبيرة خلال السنوات الماضية في التعامل مع عمليات التهريب، إلا أن هذا أدى على الجانب الآخر إلى تعزيز المخاطر التي يواجهونها في عملهم على الحدود المصرية الإسرائيلية.
وقال المصدر العسكري الإسرائيلي البارز: "نتيجة هذا النجاح، فإننا نرى صعودا في ظاهرة التهريب العنيف، حيث يستخدم المهربون الرصاص الحي، وفي معظم الحالات يستهدفون رجال الشرطة المصريين على الحدود، ويصل إطلاق النار أحيانا إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود“.
وبحسب إحصاءات وزارة الجيش الإسرائيلية، فإن محاولات تهريب المخدرات عبر الحدود المصرية تراجعت بنسبة 11% العام الماضي، وتم إحباط 57 عملية تهريب في عام 2020، مقارنة بـ34 عملية في عام 2019.
وتابعت "جيروزاليم بوست": "ولكن هذه النجاحات لم تكن دون ثمن، إذ أدى كبح عمليات عصابات المخدرات في جنوب إسرائيل إلى تقليص دخل مئات العائلات، والذي كان ثابتا لسنوات عديدة، حيث تبحث العائلات البدوية عن طرق أخرى لكسب المال، وفقا للجيش الإسرائيلي“.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية في نهاية تقريرها إلى أن الضربات التي تتعرض لها عصابات التهريب تجبرها على اللجوء إلى وسائل أخرى لكسب المال، ومن بينها اقتحام القواعد العسكرية الخاصة بالجيش الإسرائيلي ومحاولة سرقة أسلحة وذخائر.