طالب متحدثون في ندوة دولية نظمها الاتحاد العالمي لنقابات العمال، اليوم الاثنين، بضرورة العمل المشترك والجاد، للإفراج العاجل عن جميع الأسرى الفلسطينيين الأطفال من سجون الاحتلال، حيث حملت الندوة شعار "يجب أن يكونوا في المدارس لا في السجون".
وشارك في الندوة، الافتراضية التي عقدت عبر برنامج "زووم"، رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، وكوادر نقابية من أكثر من خمسين دولة حول العالم.
وقال أبو بكر: "يوما بعد يوم وفي كل ليلة،، يعترينا القلق على مصير وحياة 4400 أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، من بينهم أكثر من 700 مريض، و36 سيدة و140 طفلا قاصرا دون سن 18 عاما يتوزعون بين سجون عوفر ومجيدو وبعض مراكز التوقيف والتحقيق".
وأضاف أنه وباستمرار إسرائيل انتهاج سياسة اعتقال الأطفال القاصرين والتنكيل بهم وتعذيبهم وتخويفهم وانتزاع اعترافات منهم تحت الضغط والتهديد واستخدام أساليب لا أخلاقية ولا إنسانية في التعامل معهم وصلت خلال السنوات الأخيرة إلى قتلهم وتصفيتهم ميدانيا بدلا من اعتقالهم، لهو دليل واضح وفاضح على أن حكومة الاحتلال حكومة فاشية ترتكب علنا جرائم ضد الإنسانية.
وأوضح أن إسرائيل تخالف كل الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان تحديدا اتفاقية حقوق الطفل، إذ تعتبر القوانين الإسرائيلية أن الفلسطينيين حتى سن 16 عاما هم قاصررون، وأن الفلسطينيين ما بين 16 و18 عاما هم بالغون ويحاكمون على هذا الأساس، في محاكم عسكرية كما الكبار، فضلا عن أن المعتقل يعتمد عمره يوم تقديمه إلى المحكمة وليس يوم اعتقاله وعادة تكون الفترة ما بين الاعتقال والمحاكمة طويلة، إضافة إلى عدم التزامها بتوفير ضمانات قضائية مناسبة لاعتقال الأطفال ومحاكمتهم، وقد وصل الأمر أن اعتقلت حكومة إسرائيل أطفالا بسن 7 سنوات.
وأشار إلى أنه يوجد عشرات بل مئات شهادات الأطفال التي تؤكد اعتقال الأطفال واقتيادهم إلى مراكز توقيف في المستوطنات الإسرائيلية واستجوابهم وتعذيبهم فيها بعيدا عن رقابة المحامين والصليب الأحمر الدولي.
وقال أبو بكر إن ما يتعرض له الأسرى القاصرين في سجون الاحتلال مرعب وخطير ويترك آثارا سلبية معقدة وكبيرة جدا يصعب تجاوزها على المدى القريب وحتى البعيد، ويخلف أثارا اجتماعية وأسرية سلبية، تعمد الاحتلال زرعها لتدمير مستقبل الشعب الفلسطيني من خلال استهداف هذه الفئة الهشة التي كفلت حمايتها كل الأعراف والمواثيق الدولية.
وتابع إن السلام العادل الذي يتغنى به العالم أجمع، ما زال ميتا في عيون الأطفال الفلسطينيين، والذين يحلمون ككل أطفال العالم باللعب والغناء والتعلم بأبسط حقوقهم على أرضهم المحتلة، وأن يذهبوا الى المدارس لا ان يزجوا بالسجون، وأن يقفوا أمام المعلم لا أمام السجانين والمحققين، وأن يبيتوا بين أحضان ذويهم لا على أبراش حديديه عفنه قتلت برائتهم وأزهقت أحلامهم الصغيرة قبل أن تولد.
من جانبهم، شدد المشاركون في الندوة خلال مداخلاتهم، على أن ما يحدث بحق الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال الاسرائيلية جريمة كبرى ويجب أن تفعل جميع الآليات القانونية والحقوقية والإنسانية التي من شأنها إنقاذ هؤلاء القاصرين من معتقلات الاحتلال بأسرع وقت، وكذلك تفعيل آليات محاسبة إسرائيل على مثل هذه الخروقات الفاضحة بحق الآدمية.