قال مبعوث الرئيس الأميركي الخاص في الشأن الإيراني، روب مالي، إن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتزمان تجنب العودة إلى المواجهة الدبلوماسية العلنية بشأن الاتفاق النووي مع إيران، وأكد أن إدارة جو بادين، ملزمة بالتشاور مع إسرائيل والتعامل معها بشفافية فيما يتعلق باتخاذ القرار الأميركي في هذا الإطار.
وشدد المسؤول السابق في إدارة باراك أوباما ورئيس مجموعة الأزمات الدولية، في أول مقابلة مع موقع "واللا" الإسرائيلي، هي الأولى التي يجريها منذ توليه المنصب، على أن التوجه هو الامتناع عن المواجهات العلنية مثل تلك التي حدثت في عام 2015.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد شن حملة ضد محاولات أوباما للتوصل إلى اتفاق مع إيران، خلال المفاوضات بين الولايات المتحدة والقوى الدولية مع إيران بين عامي 2013 و2015، وبلغت الحملة ذروتها في خطابه المثير للجدل ضد الاتفاق النووي أمام الكونغرس الأميركي.
وتسببت سياسة نتنياهو الصدامية تجاه إدارة أوباما بنوع من الشقاق بين الجانبين، الأمر الذي "ترك ندوبًا" لدى العديد من مسؤولي الجانبين، على حد تعبير الموقع الإخباري الإسرائيلي، لافتا إلى أن مالي ومستشاري أوباما الآخرين الذين تعاملوا مع القضية الإيرانية هم الآن مستشارو الرئيس بايدن.
وقالت مالي: "لقد أجرينا بالفعل العديد من المحادثات مع إسرائيل بشأن الملف الإيراني"، وأضاف أنه "نحن لا نتفق دائمًا، لكن المحادثات مفتوحة وإيجابية للغاية. على الرغم من أنه قد يكون لدينا تفسيرات مختلفة ومواقف مختلفة حول ما حدث في عام 2015، لا أحد منا (في الولايات المتحدة وإسرائيل) يريد تكرار ما حدث في ذلك الوقت (المواجهة بين الطرفين)".
بعد انقطاع: تجدد أعمال المنتدى الأميركي الإسرائيلي بشأن إيران
وتنطلق يوم غد، الخميس، الجولة الأولى من المحادثات الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيلية بشأن إيران. وسيتولى قيادة الفريق الأميركي، الذى سيضم مسؤولين كبارًا من كافة أجهزة الأمن والاستخبارات والسياسة الخارجية، مستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض، جيك سوليفان. وسيرأس الفريق الإسرائيلي، الذي سيضم مسؤولين كبارًا في الوزارات الحكومية ووكالات الاستخبارات، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات.
ولفت المراسل السياسي للموقع، باراك رافيد، إلى أنه "نظرًا لقيود كورونا، "ستتم المباحثات عبر دائرة فيديو مغلقة آمنة وليس وجهًا لوجه"؛ وأكد مسؤول كبير بالإدارة الأميركية أن الاجتماع سيعقد الخميس، وقال يأتي في إطار استمرار المشاورات المنتظمة بين الطرفين في هذا الشأن.
ولفت رافيد إلى أن "إسرائيل راضية من قرار بايدن المتعلق بتجديد نشاط المنتدى الإستراتيجي الإسرائيلي - الأميركي حول إيران، الذي كان قد تأسس في عهد أوباما"، ونقل عن مسؤولين أن "إسرائيل تعتزم الاستفادة من الجولة الأولى من المحادثات لتقديم كل المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية بشأن إيراني والتأكد من أن الصورة التي تشكلت لدى المخابرات الأميركية تتماشى مع صورة المخابرات الإسرائيلية".
وأوضح مالي أن "الولايات المتحدة أوضحت لإيران أنها مهتمة بالدخول في محادثات دبلوماسية جادة من أجل العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق النووي الموقع عام 2015". وقال مبعوث بايدن إن "موقفنا هو أن المحادثات المباشرة هي الطريقة الأكثر فاعلية للقيام بذلك، وأن ذلك سيؤدي إلى تجنب سوء الفهم".
وقال إن الانتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران/ يونيو لم تكن من ضمن الاعتبارات التي وضعتها إدارة بايدن أماها لتشكيل قرارها حول كيفية المضي في الاتفاق النووي، يأتي ذلك فيما لن يكون الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ووزير خارجيته، محمد جواد ظريف، جزءا من السلطة الإيرانية المقبلة، علما بأنهما دفعا من أجل التوصل إلى الاتفاق النووي لعام 2015. ومن المتوقع أن يكون للرئيس الإيراني المقبل مواقف أكثر تحفظًا وتشددًا في ما يتعلق بالمحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي.
وشدد مالي على أن إدارة بايدن تعتزم أن تبني "وتيرة مناقشاتنا على الانتخابات الإيرانية. إن وتيرة تقدمنا ستتحدد وفقا لقدرتنا على التقدم بطريقة تخدم المصلحة الأمنية الأميركية. بعبارة أخرى، لن نهرول من أجل التوصل إلى اتفاق، وكذلك، لن نتباطأ وفقا للانتخابات في إيران".
ولفت التقرير الإسرائيلي إلى مبعوث الرئيس بايدن يعمل حاليًا على تشكيل فريق التفاوض الأميركي. على حد قوله، فإنه خلال المناقشات الداخلية في الإدارة الأميركة، تسمع آراء مختلفة بشأن إيران". وقالت مالي "بعد كل شخص أتحدث معه وأتفق معه أحاول ضم شخص آخر يختلف معي".