أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، تقريرا يسلط الضوء على أهم إنجازات اللجان الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الأعضاء حول العالم خلال أزمة تفشي فيروس كورونا، ومن ضمنها ما قامت به اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، والتي بحسب "اليونسكو" كان لها الدور البارز في مساعدة المؤسسات الوطنية والأهلية بفلسطين، عن طريق توظيف وتوطين الممارسات الدولية المختلفة ونقلها لها، بالتعاون مع المؤسسات الوطنية ذات العلاقة.
وأشارت اللجنة الوطنية الفلسطينية في بيان، اليوم الخميس، إلى أنه ومنذ بداية انتشار جائحة كورونا على نطاق واسع من العالم، أطلقت المنظمات الدولية المتخصصة ورشة عمل مفتوحة تهدف لمساعدة الدول على مواجهة التحديات الناشئة عن الجائحة، وانعكاساتها المختلفة لا سيما التربوية، والعلمية، والثقافية.
وحرصت اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم في عملها، وفي إطار اختصاصها في القطاعات الثلاثة (التربية والثقافة والعلوم)، على متابعة كل ما يصدر عن المنظمات الدولية المتخصصة (اليونسكو، الإيسيسكو، الألكسو)، واللجان الوطنية النظيرة حول العالم، لمساعدة دولها وجهات الاختصاص لديها، للتعامل مع التحديات الكبيرة التي فرضتها انتشار جائحة كورونا في العالم، بما يضمن مواكبة واستقطاب وتوطين أفضل الممارسات الدولية، وتبادل الخبرات فيما بينها، وإطلاع جهات الاختصاص في فلسطين عليها، بهدف مساعدتها في التعامل مع تداعيات الجائحة وانعكاساتها على الأوضاع التعليمية، الاجتماعية، والثقافية في فلسطين، إضافة للعمل على طلب الدعم الفني والتقني واللوجستي الطارئ، للمؤسسات المعنية، من أجل المساهمة في تمكينها من الاستجابة الفعالة والمواكبة للمتطلبات والاحتياجات للمرحلة التي نعيشها في ظل هذه الأزمة، وصولا لتنفيذ عدد من المشاريع والمبادرات الهامة والرائدة على مستوى العالم وعلى المستوى المحلي.
وتطرق التقرير لتقديم منح دراسية لطلبة الفلسطينين في إطار مشاريع البرامج المساهمة للاعوام 2020-2021، حيث زادت اليونسكو من مساهمتها في المنح الدراسية المقدمة لطلاب دولة فلسطين، وجاء قرار زيادة مساهمة اليونسكو في برامج المشاركة استجابة لطلب تقدمت به اللجنة الوطنية الفلسطينية، طلبت فيه مزيدا من الدعم للطلاب الفلسطينيين في ضوء التحديات والصعوبات المتعددة التي تمر بها فلسطين.
وفي الجزء الثاني من التقرير تم التركيز على مشاريع ونشاطات نفذت خلال عام 2020، من خلال اللجنة الوطنية التي عملت على توفير الدعم ومتابعة التنفيذ من خلال "اليونسكو" لمبادرة (مساهمة قطاع التعليم العالي الفلسطيني للتعامل مع جائحة كورونا) منذ بداية الجائحة في دولة فلسطين، والتي تأتي في إطار خطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الفلسطينية، للتعامل مع أزمة كورونا، وهي عبارة عن مبادرة فلسطينية تتضمن العمل على رفد القطاع الصحي بمتطوعين من طلبة كليات الطب والتمريض والمهن الطبية المساندة، ممن هم في مرحلة التخرج الأخيرة للتعامل مع التداعيات الصحية للأزمة، بمجموع 1500 طالب وطالبة، بعد تدريبهم وتأهيلهم، وتوفير معدات وتجهيزات الحماية الصحية والطبية لهم في حقيبة خاصة تحتوي على هذه المعدات ضمن أعلى المواصفات والمقاييس المقرة من وزارة الصحة.
وتولت اللجنة الوطنية نشر المبادرة الفلسطينية على الموقع الرسمي "لليونسكو" كمبادرة فلسطينية ريادية، التي جاءت في ضوء دراسة استشرافية لتطور الوضع الوبائي في فلسطين وقدرات القطاع الطبي، كمبادرة تعمل على تعزيز قيم التطوع والتضامن والمسؤولية المجتمعية بين صفوف الطلبة، كما جرى تعميم المبادرة على اللجان الوطنية النظيرة.
وتعمل اللجنة على متابعة كل ما يصدر عن "اليونسكو" والمكاتب الإقليمية التابعة لها، من مبادرات ومساهمات وتوصيات حول التعامل مع تداعيات جائحة الكورونا، عبر التعميم على المؤسسات المختصة وذات العلاقة، إضافة لنشرها على مواقع اللجنة الإعلامية الرسمية ووسائل الإعلام المحلية.
واحتوى الجزء الأخير من التقرير على الأولويات المستقبلية وإمكانيات العمل المشترك بين اليونسكو واللجنة الوطنية، والتي تمثل إحدى الأولويات المستقبلية الرئيسية للجنة الوطنية الفلسطينية وهي إنشاء برنامج الكراسي الجامعية لليونسكو مع الجامعات الفلسطينية في العديد من التخصصات الهامة، لتعزيز التعاون الدولي بين الجامعات والتواصل لتعزيز القدرات المؤسسية من خلال تبادل المعرفة والعمل التعاوني.