بعد "لقاء سري" بينهما.. هل تحاول إسرائيل تفعيل "بقعة الضوء الإقليمية" مع الأردن؟

الأربعاء 03 مارس 2021 10:40 م / بتوقيت القدس +2GMT
بعد "لقاء سري" بينهما.. هل تحاول إسرائيل تفعيل "بقعة الضوء الإقليمية" مع الأردن؟



القدس المحتلة / سما /

معاريف - بقلم: د. اوريت ميلر    "بشرتنا وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة بأن وزير الدفاع بيني غانتس التقى سراً بالملك عبد الله في الأردن، وأن وزير الخارجية غابي أشكنازي التقى مرتين بنظيره الأردني، وزير الخارجية أيمن الصفدي مؤخراً، للدفع قدماً بمشاريع مشتركة. وعلى الرغم من هذه البشرى المفرحة التي تدل على تقارب في العلاقات بين الدولتين، التي شهدت بضعة هبوطات في السنوات الأخيرة، بسبب جمود في المحادثات مع الفلسطينيين، وإعادة جيبي الباقورة والغمر لسيادة الأردن، وحادثة الحارس في سفارة إسرائيل بعمان- فقد خاب ظني؛ إذ سمعت أن ثمة حاجة لعقد لقاءات في الخفاء بعد 27 سنة من التوقيع على اتفاق السلام بين الدولتين.

إن اتفاق السلام مع الأردن يعدّ بقعة ضوء إقليمية. فخط الحدود بين الدولتين هو الأطول، وتتقاسم الدولتان مصادر المياه ذاتها والمشهد ذاته، من جبال الجولان عبر “العربا” وحتى البحر الأحمر، ولهما تاريخ من الاتصالات وعلاقات الاحترام. هذا اتفاق سلام يحتاج إلى أن يترافق والتعاون في كل مجالات الصناعة والأمن والزراعة. في إطار اتفاق سلام حقيقي، كان جديراً دعوة الملك الأردني لإجراء جولة في كل أرجاء الدولة، ومنحه الاحترام بإلقاء خطاب في الكنيست، يتوجه فيه بشكل مباشر لكل سكان المنطقة، يهوداً وفلسطينيين، ولأبناء شعبه والشعوب المجاورة. لو كانت العلاقات بين إسرائيل والأردن أكثر دفئاً، لاحتمل أن إعادة الجيبين الأردنيين (الباقورة والغمر) اللذين أجّرا لإسرائيل لـ 25 سنة وفقاً لملاحق اتفاق السلام، ما كانت لتتم في نيسان 2020، ولكان بوسع مزارعي المنطقتين أن يواصلوا فلاحة الأراضي وتوفير الرزق لمئات العائلات في المكان.

يرى كثير من الإسرائيليين في الأردن مكاناً مشوقاً للرحلات والاستجمام، مثل البتراء والصخرة الحمراء، والعاصمة عمان، وسفوح وادي رم، وفنادق العقبة التي تعد بإجازة رائعة، في زمن سفر قصير مثلما إلى إيلات وبأسعار متدنية. وبينما فتح اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات الرحلات إلى دبي وأبو ظبي، والتي استغلها الكثيرون، يخيل أننا لم نستنفد بعد جملة فضائل الاتفاق القديم مع الأردن.