قال وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، "إننا متفائلون أكثر من أي وقت مضى بإنهاء حالة الانقسام التي استمرت 14 عاما من خلال العمل الجاد نحو الانتخابات، الباب الذي فتح لنا للولوج عبره نحو المصالحة ولم شمل العائلة الفلسطينية الكبيرة".
وأكد المالكي في كلمته أمام أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته الـ 155 الذي عقد بمقر الأمانة العامة برئاسة قطر اليوم الأربعاء، رفضه تدخل أي جهة في هذه الانتخابات سياسيا أو تمويلا، بشكل مباشر أو غير مباشر، آملا دعم الجميع في تحفيز كل القوى الفلسطينية على العمل لصالح انتخابات ديمقراطية، شفافة، تعكس رغبة الناخب الفلسطيني لمواجهة تحديات المرحلة، وفي منع دولة الاحتلال من التعرض لهذه الانتخابات بمنعها او التأثير فيها، خاصة في مدينة القدس انتخابا وترشيحا مع حرية الدعاية الانتخابية والحركة قبل الانتخابات وخلالها، شاكرا مصر التي رعت هذه الجهود الأخيرة، التي ستستمر حتى استكمال هذا العرس الديمقراطي بعناوينه الثلاثة.
وقال: إن قوة الاحتلال إسرائيل تستمر بارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات اليومية على شعبنا الأعزل، غير آبهة بالتزاماتها المنصوص عليها في القانون الدولي، والقرارات الأممية او حتى الاتفاقيات الثنائية الموقعة، مشيرا إلى أنه بالأمس أعلنت بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في رد على تصريحات الناطق بلسان الخارجية الاميركية الذي طالبها بوقف الاستيطان أو وقف الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، كما هدمت خربة الحمصة الفوقا للمرة الثالثة، وشردت أهلها واعلنتها منطقة عسكرية مغلقة ومنعت سكانها من العودة اليها، وهدمت العديد من المباني السكنية في مدينة سلوان المتاخمة للبلدة القديمة في القدس واسوارها، إضافة إلى استيلائها على آلاف الدونمات من الأراضي الخاصة للمواطنين.
وأعرب الملكي عن تفاؤله حيال انعقاد المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا اليه الرئيس محمود عباس، خاصة بعد الاستماع الى عديد المداخلات للدول الأعضاء في مجلس الأمن، وقال: لا زلنا بانتظار خطوات تصحيحية من قبل إدارة بايدن فيما يخص القضية الفلسطينية، وإلغاء ما تم اتخاذه من إجراءات وخطوات غير قانونية من قبل إدارة ترمب.
وفيما يلي نص كلمة وزير الخارجية والمغتربين: هذا اللقاء الوجاهي الثاني في اقل من شهر، يعكس الجدية التي نعالج بها امورنا، مشاكلنا وقضايانا، آملين التمكن من الاجماع على قراراتنا والالتزام بالعمل على تنفيذها. لكن نأمل أن يعكس أيضا الجدية التي يجب أن نعالج فيها الجائحة كوفيد – 19 وطفراتها المتعددة التي تضرب شعوبنا ومجتمعاتنا بدون رحمة، والتضامن العربي من أجل مواجهتها ووضع خطة مشتركة لتسهيل وصول التطعيمات للجميع بحيث لا نبقي أحدا خلف الركب، وتوفيرها للدول غير المقتدرة ماليا. والا فما المعنى من عملنا وتضامننا وتواجدنا في هذا الإطار العربي الجامع! خرجنا من الاجتماع الأخير الشهر الماضي بروح تفاءل غير مسبوقة، نادرا ما شعرنا بها خلال السنوات الماضية، حيث طغت حتى الآن الازمات الداخلية واجتاحت بلادنا أزمات عميقة وفرت للغرب والاجنبي موطئ قدم. نأمل أن نحافظ على هذه الروحية في اجتماعنا النصف سنوي هذا، آملين أن يكون العام 2021 عام التضامن العربي-العربي وعودة الدعم العربي الحقيقي لقضايانا الملحة وعلى راسها القضية الفلسطينية.
وفي إطار الحديث عن القضية الفلسطينية، وجب القول إننا متفائلون أكثر من أي وقت مضى لإنهاء حالة الانقسام التي استمر حوالي خمسة عشر عاما من خلال العمل الجاد نحو الانتخابات، الباب الذي فتح لنا للولوج عبره نحو المصالحة ولم شمل العائلة الفلسطينية الكبيرة. نرفض تدخل أي جهة في هذه الانتخابات، سياسيا او تمويلا، بشكل مباشر او غير مباشر.
نأمل دعم الجميع في تحفيز كل القوى الفلسطينية على العمل لصالح انتخابات ديمقراطية، شفافة، تعكس رغبة الناخب الفلسطيني لمواجهة تحديات المرحلة، وفي منع دولة الاحتلال من التعرض لهذه الانتخابات بمنعها او التأثير فيها، خاصة في مدينة القدس انتخابا وترشيحا مع حرية الدعاية الانتخابية والحركة قبل الانتخابات وخلالها. والشكر موصول لجمهورية مصر العربية التي رعت هذه الجهود الأخيرة، التي ستستمر حتى استكمال هذا العرس الديمقراطي بعناوينه الثلاثة.
في مقابل ذلك، تستمر قوة الاحتلال، إسرائيل بارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات اليومية على شعبنا الأعزل، غير آبهة بالتزاماتها المنصوص عليها في القانون الدولي، والقرارات الأممية او حتى الاتفاقيات الثنائية الموقعة. بالأمس فقط أعلنت بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في رد على تصريحات الناطق بلسان الخارجية الامريكية الذي طالبها بوقف الاستيطان او وقف الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين. بالأمس فقط هدمت خربة الحمصة الفوقا للمرة الثالثة، شردت أهلها واعلنتها منطقة عسكرية مغلقة ومنعت سكانها من العودة اليها. بالأمس فقط هدمت العديد من المباني السكنية في مدينة سلوان المتاخمة للبلدة القديمة في القدس واسوارها. بالأمس فقط صادرت الاف الدونمات من الأراضي الخاصة للمواطنين الفلسطينيين. بالأمس فقط قررت مصادرة المزيد من الأراضي لبناء الطرق الالتفافية للمستوطنات او في توسيعها. بالأمس فقط اعتقلت العشرات من المواطنين في القدس وفي بقية الضفة الغربية، من الأطفال والنساء والشيوخ. بالأمس فقط داهمت عديد القرى والاحياء المقدسية لترهيب المواطنين وتذكيرهم بالاحتلال. بالأمس فقط اغرقت الأراضي الزراعية الفلسطينية بالمياه العادمة للمستوطنات. بالأمس فقط حولت عديد المناطق الزراعية في الاغوار الى محميات طبيعية كخطوة أولى نحو ضمها، تماما كما فعلت طوال سنوات الاحتلال الماضية. بالأمس فقط منعت رفع الاذان عن المسجد الابراهيمي في الخليل. وبالأمس فقط اجتاح المستوطنون ساحات المسجد الأقصى للصلاة فيه. بالأمس فقط منعوا الترميمات في داخل القبة المشرفة واعتقلوا العاملين فيها.
هذا غيث من فيض مما يقومون به يوميا، وأنا هنا لا ابالغ، بالعكس حاولت التخفيف عنكم في ذكر ما قامت به دولة الاحتلال يوم أمس، ويوم أمس كما كل يوم يمر علينا. حدث كل هذا والمجتمع الدولي لا يرى ولا يسمع، متجاهلاً تماماً ان دولة الاحتلال هي دولة احتلال استعماري عنصري، فاشية الرؤية عديمة الاخلاق، انتهازية لأبعد الدرجات، متمردة على القوانين الدولية، متجاهلة التزاماتها، تتصرف كونها فوق القانون، متمسكة بقوتها العسكرية، ترهب دول العالم بسيف اللاسامية، وتستغل حماية الدولة العظمى لها لارتكاب المزيد من جرائمها.
هذا الوجه القبيح لدولة الاحتلال وجب رؤيته بوضوح، ويجب المساعدة في أن يراه العالم أجمع، خاصة هؤلاء الذين تبنوا مؤخراً الدفاع عن دولة الاحتلال بشكل لا أخلاقي أمام المحكمة الجنائية الدولية أو امام مجلس حقوق الإنسان يطالبون بإسقاط البند السابع من أجندته بحجة التمييز ضد إسرائيل في قرارات هذه المنظمة الأممية أو حتى الجمعية العامة. نقول لهؤلاء، إنه ومن اجل شطب البند السابع عليهم منع إسرائيل من الاستمرار في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني أولا وعدم التستر عليها والدفاع عنها عندما ترتكب الجرائم وفق تصنيفات القانون الدولي.
شهدنا الشهر الماضي تطورات إيجابية نأمل استدامتها، وبالأخص اجتماع الرباعية الدولية على مستوى المندوبين، ونأمل أن يصدقوا في التزامهم باجتماعات دورية وفي تحملهم مسؤولية إعادة المسار الفلسطيني الإسرائيلي الى وضعه الطبيعي ووقف الإجراءات أحادية الجانب التي تقوم بها دولة الاحتلال الإسرائيلي.
متفائلون حيال انعقاد المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا اليه الرئيس محمود عباس، خاصة بعد الاستماع الى عديد المداخلات للدول الأعضاء في مجلس الأمن. ما زلنا بانتظار خطوات تصحيحية من قبل إدارة بايدن فيما يخص القضية الفلسطينية، وإلغاء ما تم اتخاذه من إجراءات وخطوات غير قانونية من قبل إدارة ترمب.
لا زلنا بانتظار رؤية ترجمة للتعهدات التي أطلقها الرئيس بايدن ونائبته خلال الحملة الانتخابية، ومستعدين للتفاعل الإيجابي مع أيه إشارات في هذا الاتجاه تسهم في عودة العلاقات الثنائية الأميركية الفلسطينية الى مسارها الصحيح والطبيعي، وفي اظهار ما يكفي من اهتمام بخصوص ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية برعاية الرباعية الدولية ووفق المرجعيات الدولية المعتمدة.
سمعنا البعض يقول لدينا سنوات أربع وجب اغتنامها مع إدارة بايدن، بمعنى التعامل بإيجابية وانفتاح مع أية مبادرات قد تأتي من هناك، من واشنطن.
ونحن نقول لن نفوّت هذه الفرصة في حال جاءت، وسنكون مستعدين لأية مبادرة قد تأتي مستندة الى المبادئ التي توافقنا عليها جميعا وتوافق معنا فيها المجتمع الدولي.
سنكون مستعدين لعودة العلاقات الثنائية لمسارها الصحيح في حماية مصالحنا وقيمنا الفلسطينية العربية التي نشأنا عليها، والتي أثبتنا مدى حرصنا عليها خلال السنوات العجاف من إدارة ترمب.
وأخيرا نتمنى لدولة قطر كل التوفيق في رئاسة هذه الدورة وفي قيادتها هذه المرحلة الهامة في مسار العمل العربي المشترك.