صحيفة إسرائيلية تتساءل: لماذا يسكت "متظاهرو بلفور" عن إرهاب إسرائيل ضد الفلسطينيين؟

الأحد 28 فبراير 2021 09:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة إسرائيلية تتساءل: لماذا يسكت "متظاهرو بلفور" عن إرهاب إسرائيل ضد الفلسطينيين؟



هآرتس - بقلم: إسحق ليئور    "منذ أشهر والاستطلاعات تتنبأ: فوز نتنياهو انتصار لليمين. مع ذلك، استمر وجود الوسط – يسار على الجسور وفي بلفور وكأنه ليس له علاقة بالسياسة، باستثناء العلاقة الذاتية، وهو غير مبال بالحقائق الكولونيالية في حياتنا ومتحمس لشيء واحد وهو كراهية نتنياهو. من أين تأتي هذه الكراهية؟

بعد التحقيقات والاتهامات وثلاث جولات انتخابية، لم تضعف قوة نتنياهو. الليكود وشاس والأصوليون هم المعسكر الأكبر. كراهية المناوئين لبيبي غير موجهة لبيبي أو للمستوطنين الذين يقفون إلى جانبه، بل لـ “القاعدة”. والاستهزاء بأفيشاي بن حاييم، كما يبدو يتطرق فعلياً لمضمونها بتهديداته التافهة. “إسرائيل الثانية” مخلصة لنتنياهو. هذا صراع عرقي. لا يدور الحديث عن عدد الشرقيين الذين هم في كل قوائم المرشحين، بل عن الوعي العرقي للمعسكرين المتنازعين على السلطة. إن برنامج “بلاد رائعة” بمسرحياته الهزلية يحول اللاوعي إلى أمر واضح.

تاريخياً، الموجة “الشرقية” التي زادت في العقد الأخير في الشبكات الاجتماعية وانزلقت إلى الخارج، كانت “حداداً” على فقدان الأغلبية الشرقية. شعراء حصلوا على هالة لحظية، ميري ريغف تألقت، الأشكناز قرأوا تشيخوف، كان بإمكانهم العودة إلى “مكشوفون في البرج” أو إلى مئير شليف. الهجرة الكبيرة من الاتحاد السوفييتي غيرت الخارطة الديمغرافية منذ زمن. وفي برامج “الأفيون” في القنوات يتوجون شرقيين، وزبائن جيدين، كـ “ملوك أغبياء”.

إن تقليص العمل المنظم أبعد الشرقيين أكثر عن قواعد قوة الديمقراطية. والشرقيون بصفتهم جمهوراً عرقياً، هم في الخارج، رغم أمير أوحانا ودافيد امسالم. وبشكل عام، زيادة قوة نتنياهو تحققت بسبب تفكك المجتمع السياسي منذ نهاية الثمانينيات، وهو بالتأكيد يساهم في ذلك، والدليل تفكك الأحزاب التي كانت على صلة به.

يمينيو نتنياهو، ومصوتو الليكود وشاس سلبيون ،كأنهم أجانب، لا يخرجون إلى الشوارع. ولكنهم يعرفون أن الكراهية تجاههم، كراهية خوف واحتقار تحت الأرض وفوقها، منذ “الهجرة الجماعية”. ظهر الدليل الأول البارز على “وسط – يسار” الذي يفضل اليمين الأبيض، في 1993 عندما تنافس حزب “ميرتس” مع الليكودي روني ميلو في الانتخابات البلدية في تل أبيب ضد أفيغدور كهلاني، اليمني الذي كان مرشح حزب العمل.

هنا جاء ادعاء: “نتنياهو غير شرقي”. والجواب هو: “لا تقرروا من يمثلنا”. وعلى أي حال، قيادة الطبقة الوسطى تحتفل، الذين صوتوا لبني غانتس أدوا التحية للحروب الأكثر إثارة للاشمئزاز، وشاركوا في تصفية حركة العمل منذ تشكيل حركة داش وخنازيرها. كانوا شركاء مجتهدين في حكومات اليمين وفي قمع الفلسطينيين وفي الخراب الذي أنزله علينا “مشروع الاستيطان”.

لذلك، فإن من يقفون على الجسور وفي بلفور يصمتون على الأمر الحقيقي وهو الإرهاب ضد الفلسطينيين في الضفة وغيتو غزة وطرد السكان الأصليين من الغور. هذا أمر صغير بالنسبة لهم، مثل أخبار في التلفاز: يهتمون بالإغلاقات وليس بطرد السكان الأصليين الذين يواجهون البرد. هذا الوسط – يسار هو جزء لا يتجزأ من لحم الصهيونية المتفشية مثل الغرغرينا. ماذا لديكم أكثر من الحملة الدعائية ليئير لبيد في الخارج ضد “نحطم الصمت”؟

نتنياهو ليس أفضل من البديل المتمثل بـ ساعر – بينيت – لبيد، الذين ليسوا أفضل منه، لا في موضوع المسائل الاجتماعية، ولا في الموضوع الكولونيالي، الذي ستنهار الديمقراطية في ظله. بالنسبة لليسار، الأمر واضح: المسألة ليست إلى جانب من نحن في الصراع؛ لأننا في نهاية المطاف إلى جانب الفلسطينيين. والسؤال هو: من الذي سيمثلنا في الوقوف إلى جانبهم؟ وسؤال التمثيل – من الذي سيمثلني أمام الأمر الحقيقي؟ – هو السؤال السياسي الوحيد. والإجابة الحاسمة والملموسة هي القائمة المشتركة، وجميع الأحزاب الأخرى ليست سوى تلميع للشمعدان.