بعد فشل جميع الضغوط الإسرائيلية من ضمنها لقاح فيروس كورونا، أكدت حركة "حماس"استحالة إعادة الجنود الإسرائيليين المفقودين في قطاع غزة، إلا عبر صفقة تبادل للأسرى.
وطلبت إسرائيل من مصر التدخل لإنجاز صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وفق تصريحات نقلتها مصادر لـ"العربية".
وقال مراقبون إن "كافة الضغوط التي قادتها إسرائيل سواء لقاح كورونا أو أزمة الكهرباء والغاز باءت بالفشل، ولم يعد أمامها سوى التفاوض عبر صفقة تبادل للأسرى".
حماس ترفض
وقال الناطق باسم الحركة، حازم قاسم: "وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس، قال إنه يعمل مع المنظومة الأمنية وكل النظام السياسي الصهيوني لإعادة جنوده الأسرى لدى كتائب القسام، ونحن نقول إن كل المنظومة الإسرائيلية لن تحصل على جنودها الأسرى إلا عبر صفقة تبادل حقيقية بمفاوضات غير مباشرة".
وأضاف قاسم: "التجارب القريبة تؤكد قدرة المقاومة على فرض إرادتها".
وأكدت المصادر أنه سيكون هناك اجتماعات برعاية مصرية لإنجاز صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس.
التفاوض الحل
مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، قال: "لا مجال أمام الاحتلال إلا القبول بشروط المقاومة، وذلك عبر التفاوض من خلال وسيط للتفاهم حول صفقة تبادل الأسرى".
وأضاف ، أن "لا وسيلة أخرى أمام الاحتلال سوى صفقة التبادل إذا أراد أن يتم إطلاق الجنود والرفات الإسرائيليين الموجودين لدى المقاومة".
وتابع: "لا يمكن للاحتلال الوصول إلى مبتغاه عن طريق الإرهاب العسكري أو المدني، أو بالضغط بأي وسيلة أخرى، والاحتلال يعلم ذلك جيدًا لكنه يماطل، ظنًا منه أن إرهابه وضغطه على كافة الصعد المختلفة يمكن أن يحقق أي نتائج".
فشل الضغوط الإسرائيلية
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن "حماس لن تخوض في صفقة مشابهة لتبادل الأسرى مقابل الحصول على لقاح فيروس كورونا، كما حدث في صفقة الأسرى التي تمت بين الاحتلال وسوريا منذ أيام".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "من الصعب على المقاومة الفلسطينية الموافقة على ربط الحصول على اللقاح بالإفراج عن الجنود الإسرائيلييين ورفاتهم الموجودة في القطاع".
وأكد أن "التنسيق بين مصر والإمارات والذي أفضى بدخول لقاح فيروس كورونا لقطاع غزة كسر هذه المعادلة التي يحاول الاحتلال فرضها منذ فترة، خاصة أن حركة حماس تشهد انتخابات داخلية وأخرى تشريعية وهي تريد أن تكسب أصوات الجمهور الفلسطيني قدر المستطاع".
وتابع: "في حال تمت الصفقة كما تخطط لها حماس، وتمكنت الحركة من الإفراج على أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال مقابل هذه الرفات سيكون بالنسبة لهم انتصار كبير ودافع قوي للحصول على أصوات كبيرة في الانتخابات المنتظرة".
وعن الضغوط التي يمكن أن يمارسها الاحتلال، قال الرقب: "لا أعتقد أن الاحتلال يستطيع اليوم ممارسة أية ضغوط على قطاع غزة، لأن المعادلة الطبية تم كسرها من البوابة المصرية، وكذلك أزمة الطاقة والكهرباء حيث تم الإعلان عن اتفاق برعاية الاتحاد الأوروبي وقطر لإدخال الغاز الطبيعي لغزة بتكلفة أقل من السولار حيث سينتج طاقة أكبر".
وأكمل: "يمكن القول أن الضغوط الإسرائيلية لم تجد نفعًا حتى الآن، والحل الوحيد أمام الاحتلال لاسترداد الجنود ورفاتهم الموافقة على إجراء صفقة تبادل بين الأسرى، وعليهم أن يطلقوا أعداد كبيرة تتحدث التقارير عن 1000 إلى 1500 أسير من أصل 5000 في سجون الاحتلال"، مشيرًا إلى "أن من المعيب أن يكون هناك تدوير لعملية السلام دون إطلاق الأسرى الفلسطينيين".
يذكر أن إسرائيل وحماس حاولتا، العام الماضي، الوصول إلى اتفاق تبادل أسرى بعد مبادرة قدمها رئيس الحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار، لكن الجهود وصلت إلى طريق مسدود.
وعرضت إسرائيل في نهاية المفاوضات، صفقة تبادل مقابل زيادة المساعدات الطبية الإسرائيلية إلى غزة، لمواجهة وباء كورونا، والإفراج عن أسرى، ولكن ليسوا ضمن قائمة من قتلوا إسرائيليين، أو شخصيات كبيرة، والموافقة على بناء مشاريع اقتصادية في القطاع. غير أن حماس رفضت الاقتراح وأصرت على إطلاق سراح قيادات الأسرى.
وكانت إسرائيل قد توصلت إلى اتفاق مع حماس، عبر وساطة مصرية، عام 2011 تم بموجبه، إطلاق حماس سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن 1027 أسيرًا فلسطينياً.