أثار الكشف عن بند سري، وُصف بأنه "الثمن الإضافي الذي دفعته إسرائيل لسورية"، في إطار صفقة التبادل الإسرائيلية – السورية بوساطة روسية، عاصفة إعلامية في إسرائيل اليوم، الجمعة، فيما ربطت وسائل الإعلام بين البند السري وبين تغريدة حول لقاحات مضادة لفيروس كورونا. وفرضت إسرائيل الرقابة العسكرية على هذا البند بهدف منع النشر عن تفاصيله.
ونقلت القناة 13 التلفزيونية عن مسؤول إسرائيل رفيع قوله إن "الثمن الإضافي في الصفقة الذي تم دفعه لسورية لم يكن على حساب مواطني إسرائيل ولا يمس بمصالح إسرائيلية. وهذا الثمن رمزي وإنساني مع رؤية المصالح الإسرائيلية المستقبلية مقابل روسيا وسورية في قضايا مستقبلية هامة لإسرائيل".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية العامة "كان"، إن "الثمن الإضافي للسوريين، صودق عليه خلال اجتماع الحكومة، أول من أمس. ولا يدور الحديث عن تحرير أسرى سوريين آخرين. وسبب حظر النشر هو منع رفع ثمن صفقات مستقبلية
وربطت وسائل إعلام إسرائيلية عديدة بين "الثمن الإضافي لسورية" وتغريدة للنائب أحمد الطيبي عبر "تويتر". واستعادت إسرائيل في إطار الصفقة شابة إسرائيلية كانت قد عبرت الحدود في هضبة الجولان المحتلة إلى سورية، مقابل إفراج إسرائيل عن راعيي أغنام سوريين، والأسيرة نهال المقت، التي كانت تقضي في سجن عملا في خدمة الجمهور لستة أشهر.
وكتب الطيبي في تويتر أنه طالب إسرائيل بالمصادقة على نقل لقاحات إلى قطاع غزة والضفة الغربية "من احتياطي اللقاحات الكبير الموجود بحوزة إسرائيل. هل علينا أن ننتظر أن يعبر يهودي الحدود إلى غزة كي تحظى باللقاح؟".
ووصف المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، "الثمن الإضافي" بأنه "بند غير مألوف"، وأن الكشف عنه من شأنه أن "يثير خلافات في أوساط الجمهور الإسرائيلي".
وأضاف هرئيل أن الشابة الإسرائيلية عبرت الحدود إلى سورية في 2 شباط/فبراير الجاري. وكانت قد حاولت عبور الحدود الإسرائيلية عدة مرات وفي مناطق مختلفة دون أن تنجح في ذلك. كما أن دوافعها ليست معروفة حتى الآن.
وفيما يتعلق بدخولها إلى سورية، أفاد هرئيل بأن تحقيقا أوليا أجرته قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي أظهر أنها وصلت إلى قرية مجدل شمس، وفي ساعات المساء سارت باتجاه جبل الشيخ. "وفي هذه المنطقة لا يوجد سياج حدودي دائم، وهكذا نجحت الشابة بالعبور إلى الاراضي السورية، وعلى ما يبدو في مسار خفي عن كاميرات المراقبة العسكرية".
ووصلت الشابة إلى قرية حضر في الجانب السوري، حيث اعتقلتها المخابرات السورية. وبعد التحقيق معها تقرر أنها ليست جاسوسة، توجه النظام السوري إلى إسرائيل بوساطة روسيا بهدف إجراء اتصالات لإعادة الشابة.