هكذا حول الإحتلال فرحة المقدسيين بالثلوج إلى قمع وتنكيل..

الجمعة 19 فبراير 2021 09:21 ص / بتوقيت القدس +2GMT
هكذا حول الإحتلال فرحة المقدسيين بالثلوج إلى قمع وتنكيل..



القدس المحتلة/سما/

تحوّلت احتفالات المقدسيين، خلال اليومين الماضيين، بهطول الثلوج وخروجهم بالمئات للهو بها، إلى مواجهات مع قوات الاحتلال خاصة في ساحات المسجد الأقصى وبلدة العيسوية وساحة باب العمود المفضية للبلدة القديمة من القدس.

ففي ساحات الأقصى حيث احتشدت جموع كبيرة من الشبان المقدسيين وانقسمت إلى فريقين يتقاذفان كرات الثلج، اندفعت قوات خاصة من شرطة الاحتلال باتجاه مجموعة من الشبان واعتدت عليهم بالضرب المبرح قبل أن تقوم باعتفالهم متذرعة بتعرض أفرادها لمقذوفات الثلج.

وفيما بدت ساحات الأقصى ومساجده وأروقته بحلة بيضاء كانت اقتحامات المستوطنين تنغص على المحتفلين فرحتهم، بينما كانت الساحات الخارجية للبلدة القديمة من القدس وتحديدا منطقة باب العمود وسوق المصرارة تشهد هي الأخرى احتفالات مماثلة بالزائر الأبيض، في وقت صعد المحتفلون إلى نقاط وأبراج المراقبة الشرطية التي أخلاها جنود الاحتلال بفعل البرد القارس قبل أن يعودوا إليها ليطاردوا الشبان ويعتقلوا ثلاثة منهم.

واعتقلت قوات الاحتلال، ثلاثة شبان من داخل ساحات مسجد الصخرة المشرفة بعد مطاردتهم هناك واقتادتهم إلى أحد مراكزها خارج المسجد.

وبالرغم من ذلك، كانت مجموعات أخرى من المقدسيين تحتفي بالطريقة ذاتها بالزائر الأبيض الذي انتظروه منذ أعوام طويلة، فآخر هطول ثلجي شهدته المدينة المقدسة كان في شهر ديسمبر/  كانون الأول 2013.

وكانت بلدات مثل الطور في حي الصوانة وواد الجوز والشيخ جراح شهدت هي الأخرى اندفاع المواطنين شبانا وفتيات وحتى كبارا  إلى الشوارع، حيث بنوا مجسمات من الثلج ألبسوها كمامات الوقاية من كورونا، ما عكس واقعا يعيشه المقدسيون والعالم أجمع في مواجهة هذا الوباء الذي حصد العشرات من الأرواح.

وكانت أعنف بؤر المواجهة التي شهدتها بلدات وأحياء القدس احتفاء بالثلج بلدة العيسوية، إذ هاجم جنود الاحتلال الشبان والفتية المحتفلين واشتبكوا معهم وتعرضوا للضرب الوحشي، ومنهم فتى في السادسة عشرة من عمره، ولم تسعف محاولات عدد من أبناء البلدة من تخليصه من أيديهم بعد أن تعرضوا للغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.

وأصيب الفتى من بلدة العيسوية وسط القدس المحتلة، برضوض مختلفة بعد تعرضه للضرب العنيف من قبل قوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة تزامنا مع قيام عشرات الفتية والشبان باللهو بالثلج.

وأفادت مصادر محلية في بلدة العيسوية، بأن جنود الاحتلال أوسعوا الفتى المذكور ضربا مدعين قيامه بقذف أحد الجنود بكرة من الثلج، وأطلقوا قنابل الغاز والصوت باتجاه مواطنين حاولوا تخليصه من أيديهم.

وفي موقع آخر من بلدة العيسوية، أطلق جنود الاحتلال الرصاص المطاطي ما تسبب بإصابة شابين، إضافة إلى إلحاق أضرار بمركبة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.


في حين شهدت بلدة سلوان انهيارات جدران إسمنتية بفعل الأمطار الغزيرة وهشاشة البنية التحتية فيها دون وقوع إصابات.

ولم يحظ سكان القرى والبلدات المنخفضة الواقعة على تخوم المدينة المقدسة مثل عناتا، وحزما، وجبع، ومخماس شمال شرق المدينة إلا بتساقطات ثلجية قليلة.

يذكر أن محلات بيع المواد التموينية في المدينة المقدسة شهدت نشاطا كبيرا وازدحمت بالمتسوقين الذين تحضروا لمواجهة المنخفض القطبي بشراء المسليات والأطعمة الدافئة، إضافة إلى الفواكه، ما شكل انتعاشا في حركة التسوق بعد شهور من الإغلاقات المتواصلة بفعل إجراءات الوقاية من وباء كورونا، وهي إجراءات ألحقت خسائر فادحة بالتجار.