قال الجنرال الإسرائيلي رونين إيتسيك، القائد السابق للواء المدرعات، والباحث في العلاقات العسكرية والاجتماعية، إن "القرار الصادر عن محكمة الجنايات الدولية يعزز إمكانية إجراء تحقيق ضد إسرائيل، ويشكل مصدر قلق، لكن الضرر الأكبر سيحدث إذا أثر هذا الضغط القانوني على سلوك الجنود والضباط الإسرائيليين في المعركة".
وأضاف إيتسيك بمقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "القرار يعني أن المحكمة مهتمة بتعميق أنشطتها في سياق التحقيق في حوادث القتال التي انخرط فيها الجيش الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، وهذا أمر مزعج لإسرائيل، لأن هناك من يفهم أنه الآن بعد أن رفع قضاة لاهاي مناظيرهم تجاه الجيش الإسرائيلي، يجب تشديد الإجراءات مع الجنود، وتضييق خطواتهم، وتعميق مشاركة المحامين العسكريين".
وأشار إلى أن "إسرائيل تواجه تهديدات متلاحقة منذ نشأتها، ولذلك فإن المشكلة الكبيرة والتهديد الأساسي للقرار القضائي الدولي أنه يزيد نشاط المحامين القانونيين في أماكن الاحتكاك والقتال، ما يعمل على فقدان ثقة الجنود الإسرائيليين في صوابية أدائهم، وتراجع الدعم المطلوب من قادتهم، وقبل كل شيء من الدولة التي يقاتلون باسمها، ومن أجلها، رغم أننا نواجه عدوا يملك سلاحا فتاكا، ويقاتلنا بكامل قوته"، بحسب زعمه.
وأكد أن "دور إسرائيل هو الدفاع عن عملياتها العسكرية؛ حتى تتمكن من هزيمة أعدائها الشرسين، لكن طريق النصر لا يمر عبر لاهاي، لأنه يستحيل وصف المعاناة التي يمر بها الضابط أو الجندي الإسرائيلي أو عندما يتم التدخل في أفعاله العملياتية، لأن ذلك من شأنه عدم فهم جيد لساحة المعركة، وعدم تكيف المقاتل مع هذه التحديات، في ضوء أن الحرب شيء قبيح، وغير سار، ولا تطاق إلى حد كبير".
وأوضح أنه "في عصر مئات الآلاف الصواريخ والقذائف الموجهة من مسافة قريبة، وتحوزها حركات حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله، فإن إسرائيل مطالبة بجباية أثمان باهظة ممن يبني ويستخدم هذه الصواريخ، ويدفع الثمن كاملا، إذا نفذ تهديداته ضدنا".
وختم بالقول إن "قرار محكمة لاهاي يعني أن يحصل لدى الجنود الإسرائيليين حالة من التردد والخوف؛ بسبب المعايير القانونية والاعتبارات القضائية، ويتم اتهامنا بالافتقار لأي مبرر أخلاقي في خوض الحرب القادمة، وفي هذه الحالة لن تكون هناك فرصة أمام الجيش الإسرائيلي لأن يحقق نصرا أبدا، وهذا يعني أننا سنخسر الحرب، وإسرائيل لا يمكنها تحمل ذلك"