أكد ضابطان إسرائيليان كبيران سابقان أن ادعاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، بأن عودة إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى الاتفاق النووي تشكل خطرا على إسرائيل هو "تضليل".
وشدد الضابطان – نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق وعضو الكنيست عن حزب ميرتس، يائير غولان، والضابط برتبة عميد وعضو الكنيست السابق والمرشح في قائمة حزب العمل لانتخابات الكنيست القريبة، عومير بار ليف – بما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، من العام 2015، أن "ضباط الجيش الإسرائيلي عبروا عن رأيهم في حينه، في السنوات 2013 – 2016، بأنهم يعتقدون أن الاتفاق معقول وصحيح بالنسبة لإسرائيل".
وقال غولان، في تقرير نشره موقع "زْمان يسرائيل" الإلكتروني اليوم، الجمعة، إنه "عندما تم توقيع الاتفاق، ونحن في قيادة الجيش قرأنا الاتفاق، قلنا إن "هذا ليس اتفاقا مثاليا، لكنه اتفاق جيد. فهذا اتفاق يأخذ البرنامج النووي سنوات إلى الوراء. وهذا ما كنا نريده’. وهذا الموقف يشمل رئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، وهو يعرف ذلك جيدا. وعندما جرى توقيع الاتفاق لم نشرب نخبا في هيئة الأركان العامة، لكننا قلنا: ’هذا إنجاز غير عادي’".
وأشار بار ليف إلى أن "ضباط الجيش الإسرائيلي قالوا هذه الأمور عندما تم توقيع الاتفاق النووي في اللجان السرية (في الكنيست). لقد قالوا ذلك لنا، نحن أعضاء الكنيست، ولا شك لدي أنهم عبروا عن موقفهم في الهيئات المهنية في الجيش".
وأضاف غولان، بما يتعلق بادعاءات نتنياهو والمسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بأن إيران خدعت وخصبت اليورانيوم سرا في السنوات التي كانت تخضع فيها للاتفاق النووي، أنه "إذا كانوا يخصبون في السر، فإنه بإمكانهم القيام بذلك بوجود اتفاق أو بدون اتفاق. لكن تحت نظام الاتفاق كنا نعلم بشكل مؤكد أنهم أوقفوا عمل أجهزة الطرد المركزي. وفيما يتعلق بتلميح نتنياهو إلى أنهم عملوا بشكل سري، فإني لا أقول إنهم لم يفعلوا ذلك. ولا أشتبه ببراءة الإيرانيين أو بقولهم الحقيقة. وما أقوله هو أن الاتفاق حقق إنجازات مذهلة لدولة إسرائيل ولا يقولون ذلك للمواطنين".
وكان بار ليف قد كتب منشورا في صفحته في "فيسبوك" بعد الاتفاق النووي في العام 2015، أنه "ينبغي أن نعترف أن مضمونه يقلص التهديد النووي المباشر على الدولة في السنوات القريبة. وأجرؤ على القول، بصورة دراماتيكية، أن من يدعي أن الاتفاق يزيد الخطر الذي كان ماثلا حتى الآن بشكل مؤكد من التهديد النووي، إنما يفعل ذلك من خلال جهل، أو بدلا من ذلك وبمعرفته بالشروط جيد، يضلل عن قصد جمهورا بأكمله".
وقال بار ليف، الآن، إنه بعد أن نشر هذا المنشور في حينه، دعته منظمة "جي ستريت" إلى لقاءات في واشنطن، وبضمن ذلك لقاءات مع مسؤولين في إدارة الرئيس الأسبق، باراك أوباما. وأضاف "لقد التقيت مع روب مالي، الذي عُيّن هذا الأسبوع أن يكون مستشارا خاصا لبايدن للموضوع الإيراني. وكان مالي يتولى ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي وكان مبعوثا لأوباما لشؤون داعش".
وتابع بار ليف أنه "التقيت مع أعضاء كونغرس أيضا. وبعد عدة أشهر زار مالي البلاد والتقينا مرة أخرى. وقد ترددت جدا إذا كنت سأسافر إلى واشنطن، وبعد سنة، عندما كان قد تم توقيع الاتفاق، جي ستريت أرادوا أن آتي مرة أخرى ورفضت. فصراعاتنا الداخلية يجل خوضها هنا، في البلاد".
وأوضح بار ليف سببب سفره، عام 2015، إلى واشنطن: "عندما ذهب نتنياهو إلى الكونغرس لإلقاء خطاب حوقفه، وحوّل الموضوع الإيراني إلى مسألة سياسية، وعندما ألقى الخطاب هناك قبل أسبوعين من الانتخابات في إسرائيل، حسم لدي الكفة. ولكن المبدأ هو أن النقاشات الأمنية بيننا يفضل أن نخوضها هنا وباللغة العبرية".
وقال غولان إن "الأمر محزن بنظري. وهناك عدد كبير من الأشخاص المطلعين على المعلومات الاستخباراتية. والمقولة الحالية أن العودة إلى الاتفاق النووي تشكل خطرا على إسرائيل هي تضليل للجمهور. وعندما يتم إبرام اتفاق مع العدو، نكون ملزمين بالتوصل إلى تسوية ما. وأوباما فعل ذلك وتوصل إلى اتفاق غير سيء".
وأضاف غولان أن "الاتفاق ليس مثاليا، لأنه لا يوجد اتفاق مثالي. لكن أوباما حقق إنجازات لم يكن باستطاعتنا بأي طريقة أن نحققها، وهذا ما لا يفهمه الجمهور. لقد أخذ أكثر من 8 أطنان من المواد المخصبة بمستوى متدن وخفض الكمية إلى 300 كيلوغرام، وجعلهم يتنازلون عن المواد المخصبة بمستوى متوسط. وفرض الاتفاق قيودا على مواد أخرى، مياه ثقيلة، إرجاء إقامة مصنع يورانيوم معدني إلى العام 2030. لقد منع الاتفاق إيران من الذهاب باتجاه مفاعل نووي".
وأشار بار ليف إلى أنه "ليس واضحا أن التوجه الأميركي هو العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي الآن. ففي الاتفاق الأصلي كان ينقص التطرق إلى موضوع تطوير الصواريخ وممارسة الإرهاب من جانب إيران في المنطقة كلها. ومن الجائز أنه في تلك السنوات، ولو كان نتنياهو أقل عدائية تجاه أوباما، ولو لم يتجه نحو الصدام معه بخطابه في الكونغرس، لربما كان أوبباما سيتعاون معه، وربما كانوا سيتوصلون إلى اتفاق أفضل. ورغم ذلك، اتفاق سيء أفضل من عدم وجود اتفاق".