أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، مساء الخميس، أن وضع مدينة القدس يخضع لمفاوضات الحل النهائي، علما بأن إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، كانت قد اعتبرفت بالقدس "عاصمة موحدة لإسرائيل".
جاء ذلك في موجز صحافي للمتحدث باسم الوزارة، نيد برايس؛ وقال برايس: "القدس تخضع لمفاوضات الحل النهائي، وهذا الموقف لم يتغير".
كما شدد على أن عودة المساعدات الأميركية إلى الفلسطينيين "مرهونة بتوافقها مع قيم واشنطن ومع المصالح الأميركية".
وأضاف: "نعتقد أنه من الضروري تجنب الإجراءات الأحادية التي تغذي التوتر وتقوض الجهود المبذولة لدفع حل الدولتين، بما في ذلك الضم والبناء الاستيطاني والهدم ودفع مرتبات للإرهابيين وسياسة التحريض".
وفي 6 كانون الأول/ ديسمبر 2017، اعترف ترامب بالقدس "عاصمة موحدة" لإسرائيل، وفي 3 آب/ أغسطس من العام التالي، أعلنت إدارته قطع كل المساعدات لوكالة الأونروا.
وكان المبعوث الأميركي لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، قد قال أمام مجلس الأمن، إن إدارة بايدن ستعيد تفعيل المساعدات التي علقتها إدارة الرئيس السابق للفلسطينيين.
وأضاف أن بايدن وجّه إدارته لـ"استعادة التواصل الأميركي الموثوق" مع فلسطين وإسرائيل، بما يشمل إحياء العلاقات مع القيادة والشعب الفلسطينيين التي ضمرت في عهد ترامب.
وأوضح أن الجهود تلك ستشمل أيضا استعادة المساعدات الإنسانية لفلسطين.
وعلى صعيد آخر، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، مساء الخميس، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، يعتزم إجراء محادثات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو قريبًا.
وأضافت أنه "ليس لدي موعد محدد لكن ذلك سيحدث قريبًا".
وفي هذا السياق، كان السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، دان شابيرو، قد توقع أمس، أن يجري الرئيس الأميركي المكاملة الهاتفية التي طال انتظارها إسرائيليا، مع نتنياهو "في الأسبوع المقبل"، وقال: "تحدث بايدن حتى الآن مع عشرة زعماء أجانب: كندا والمكسيك وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وكذلك الأمين العام لحلف شمال الأطلسي وحلفاء في آسيا بالإضافة إلى روسيا".
وفسّر شابيرو ذلك بأن "بايدن حرص في أيامه الأولى في المنصب على التركيز على القضايا الأكثر إلحاحًا بالنسبة له، وهي ترتيب العلاقات مع الحلفاء الذين سيواجهون - إلى جانب الولايات المتحدة - التهديدات الروسية والصينية. لا دور لإسرائيل في ذلك. هذا لا يعني أنها ليست مهمة".
وبشأن القضية الفلسطينية، قال شابيرو إن بايدن ملتزم بحل الدولتين؛ وشدد على أنه "بايدن يعتقد أن الرؤية السابقة هي الصحيحة، لكنه لا يرى فرصة لدفع المفاوضات بمشاركة القادة الحاليين الذين فشلوا في المفاوضات السابقة في ظل انعدام الثقة بين الطرفين".
وأضاف "في رأيي، لن يعين بايدن مبعوثًا خاصًا للتعامل مع إسرائيل والفلسطينيين، لكنه سيحاول الحفاظ على إمكانية التوصل إلى حل يترجم بمعادلة ‘دولتان لشعبين‘. أي أنه سيشجع إسرائيل والفلسطينيين على اتخاذ خطوات إيجابية مثل التعاون والتنسيق الأمني، ومن ناحية أخرى عدم اتخاذ خطوات سلبية مثل توسيع البناء في المستوطنات، وتقديم رواتب للأسرى الفلسطينيين (وصفهم بالإرهابيين) وغير ذلك. وسيحاول حشد الدول العربية التي بدأت تطبيع العلاقات مع إسرائيل".