طالب السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، داني دانون، من الرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، بالاتصال برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أسوة بغيره، على ما جرت العادة بعد تنصيب إدارة أميركية جديدة.
وجاءت مطالبة دانون عبر تغيريدة على حسابه الرسمي بموقع توتير، اليوم الأربعاء، في ظل خر الاتصال، تأخر اتصال الرئيس الأميركي بنتنياهو، ما اعتبره البعض مؤشرا على الواقع الجديد في البيت الأبيض، علما بأن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، منح لنتنياهو، ما لم يمنحه أي رئيس أميريكي سابق.
وغرّد دانون مخاطبا الرئيس الأميركي قائلا: جو بايدن ، لقد اتصلت بزعماء العالم: كندا والمكسيك والمملكة المتحدة والهند وفرنسا وألمانيا واليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وروسيا.
هل حان الوقت الآن للاتصال بزعيم إسرائيل، الحليف الأقرب للولايات المتحدة؟".
وفي ذيل التغريدة، ترك دانون لباين رقم مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، في ما بدا كأنه عتاب إسرائيلي للإدارة الأميركية الجديدة وإشارة تهكمية إلى أنه لعل رقم هاتف القيادة السياسية الإسرائيلية ليس بحوزة الإدارة الأميركية الجديدة.
ولطالما تفاخر نتنياهو، بأنه من أوائل القادة الذي اتصل بهم الرئيس الأميركي السابق، ترامب، عقب توليه مقاليد السلطة، قبل 4 سنوات، ولكنّه الآن ينتظر بفارغ الصبر، اتصالا من الرئيس الجديد جو بايدن.
ويرى البعض أن نتنياهو، الذي يخوض انتخابات مصيرية في الثاني والعشرين من آذار/ مارس المقبل، يحتاج لهذا الاتصال أكثر من أي وقت مضى.
وفي هذا السياق، علّقت صحيفة "جروزاليم بوست"، الأربعاء الماضي، بالقول: "هناك 195 دولة في العالم، ولم يتصل الرئيس الأميركي سوى بـ188 منهم، لكن في إسرائيل فقط يشعر الناس بالقلق، إزاء ما يعنيه أن نتنياهو لم يتلق اتصالا هاتفيا بعد".
وفي تعليقه على تأجر المكالمة "المرتقبة" من الرئيس الأميركي، قال نتنياهو في حديثه لأحد الصحافيين خلال في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره اليوناني، يوم الإثنين الماضي، "تحدثت مع بايدن بعد فوزه مباشرة" علما أنه اتصل به بعد إعلان نتائج الانتخابات بأيام.
واعتبر نتنياهو أن "بايدن يتصل برؤساء الدول وفقا للترتيب الذي وضعه، ولم يصل إلى الشرق الأوسط بعد. حلفنا مع الولايات صامد. لن نتفق على كل شيء، لكن حلفنا صامد".
وبينما شهدت علاقة نتنياهو بإدارة ترامب، شراكةً قريبة جدًا وتنسيقًا شخصيًا عاليَ المستوى، كانت العلاقة الشخصيّة بين نتنياهو والرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما (كان بايدن نائبه)، سيّئة، خصوصًا في الملفّ النووي الإيراني والقضيّة الفلسطينيّة.
وحاول دبلوماسي إسرائيلي، طلب عدم نشر اسمه في حديث لموقع "المونيتور"، إنّ عدم اتصال بايدن بنتنياهو "قد لا يكون متعمّدًا. الأميركيّون لا يركّزون حقًّا حاليًا على نتنياهو وعمله؛ لديهم أمور أخرى للتعامل معها. ربّما لا يرغب بايدن في منح نتنياهو ميزة انتخابيّة عشية الانتخابات الإسرائيليّة. بعد كلّ شيء، بايدن مدرك تمامًا مع من يتعامل وهو يعرف كيف سيروّج مكتب نتنياهو لأوّل اتصال هاتفي بينهما".
بينما قال دبلوماسي أميركيّة آخر، للموقع ذاته، إن "الأمور ليست بسيطة. هناك خلاقات معقّدة بيننا وبين الأميركيين حول تصوّر التهديد الإيراني"، وأضاف أنّ نتنياهو قبل توصيات مساعديه بالصبر إلى حين بناء حوار حميم وسرّي مع إدارة بايدن، وتجنّب الانتقاد العلني.
وذكر محلل الشؤون الإسرائيليّة في الموقع، بن كسبيت، أن "الثقة، أو بالأحرى عدم وجودها، هي العقبة الأساس أمام إنشاء قناة اتصال موثوقة بين مكتب نتنياهو والبيت الأبيض... لا يصدق نتنياهو كلمة واحدة يقولها الأميركيون الآن، خاصّة عندما يتعلق الأمر بالديمقراطيين".
كما يعتقد نتنياهو، وفق بن كسبيت، أنّ "معظم التعيينات الرئيسيّة في السياسة الخارجية لبايدن لا تبشّر بالخير لإسرائيل. خدم العديد منهم في إدارة أوباما وشارك في ما يعتبرها نتنياهو اتفاقيّة كارثيّة مع إيران. يستعدّ نتنياهو لأسوأ الاحتمالات".