أظهرت معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية أن 35% من المرضى الحاليين بفيروس كورونا هم أولاد دون سن 17 عاما، بينما كانت نسبتهم في موجة كورونا السابقة 25% وفي الموجة الأولى كانت نسبتهم ضئيلة جدا. وتنسب الوزارة الارتفاع بالإصابات في الموجة الحالية لانتشار طفرة كورونا البريطانية.
ورغم أن الطفرة البريطانية للفيروس أدت إلى تسارع واتساع تناقل العدوى، إلا أنها، على ما يبدو، أقل فتكا بالنسبة للأولاد. ويرقد في المستشفيات حاليا قرابة 25 ولد مريض بكورونا، غالبيتهم العظمى في حالة طفيفو. وهناك ولدان يرقدان في قسم العلاج المكثف في مستشفى "هداسا عين كارم" بحالة حرجة، وهما مخدران ويخضعان لتنفس اصطناعي، وفق ما ذكر موقع "واللا" الإلكتروني اليوم، الأربعاء.
وقال سكرتير رابطة أطباء الأطفال في إسرائيل، بروفيسور تساحي غروسمان، لـ"واللا" إن "عدد الأولاد في حالة خطيرة ارتفع لأن الطفرة البريطانية تنقل العدوى بوتيرة سريعة أكثر وتصل إلى عدد أكبر من الأفراد. وفي انجلترا أيضا اعتقدوا أنها تهاجم الأولاد أكثر، واكتشفوا بعد ذلك أن هذا ليس صحيحا. وما نراه هو ’قانون الأعداد الكبيرة’، أي يوجد عدد أكبر من المرضى وعندها يصل هذا إلى أولاد أكثر أيضا. والأولاد لا يتعرضون أكثر من غيرهم للسلالة الجديدة، وإنما هم جزء من انتشار الوباء".
وأظهرت دراسة بريطانية جديدة وأولى من نوعها تخوفا من أن الطفرة البريطانية أكثر عنفا بنسبة 30% من الفيروس الأصلي، وليس فقط أن تنقل العدوى بشكل أسرع. ورغم ذلك، أعلنت شركتا "فايزر" و"موديرنا" أن اللقاحات التي تصنعها ناجعة ضد هذه الطفرة.
من جهة ثانية، رغم فرض الإغلاق الثالث قبل شهر، وتشديده قبل 20 يوما، إلا أن معطيات انتشار الفيروس، الآن، أسوأ مما كانت عليه قبل الإغلاق، وذلك رغم انطلاق حملة التطعيمات السريعة والواسعة قبل خمسة أسابيع. ورغم أن الإغلاقين الأول والثاني نجحا في كبح انتشار كورونا، إلا أن الإغلاق الحالي لم ينجح بذلك حتى الآن. إلا أن نقطة الضوء الوحيدة حاليا هي أن مُعامل تناقل العدوى (R) انخفض إلى 0.9.
ونقل موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني عن مسؤول في وزارة الصحة قوله إنه "من الجائزألا تكون التوقعات واقعية. ويوجد هنا فيروس ينقل العدوى أكثر بكثير مع معامل تناقل عدوى أعلى، ورغم الجهود كلها، يصعب خفضه دون 1. وأعتقد أنه لو لم يتم فرض إغلاق لكانت الأعداد مضاعفة وربما أكثر".
وقال مسؤول آخر في الوزارة للصحيفة، إنه "كانت توقعاتنا أننا سنرى بعد أسبوعين من الإغلاق انخفاضا أكبر، بالمرضى المؤكدين والمرضى في حالات خطيرة، وفقا لما رأينا في الإغلاقين السابقين. وكان معامل تناقل العدوى 0.6 بعد أسبوعين من الإغلاق الثاني، واليوم هو 0.9. ونحن نرى تأثيرا معينا للإغلاق، تراجعا بطيئا بانتشار الفيروس، لكن عدد المرضى في حالات خطيرة ما زال مرتفعا".
ويعزو الخبراء في وزارة الصحة الوضع الحالي من انتشار الفيروس إلى عاملين. الأول يتعلق بوجود طفرات جديدة، وخاصة البريطانية. والعامل الثاني هو تراجع التزام الجمهور بتعليمات مكافحة كورونا.
وأوضح مصدر في الوزارة أن "تحدثنا قبل شهر عن أن الإغلاق سيستمر لثلاثة أسابيع ونصف الأسبوع، وكان عدد المرضى المؤكدين 5 – 6 آلاف يوميا. وأردنا خفضه إلى أقل من ألف"، لكنه أضاف أن وزارة الصحة لم تأخذ تأثير طفرات كورونا بالحسبان، "ووفقا لذلك نغير غاياتنا ونحاول أن نرى كيف بالإمكان الوصول إلى غايات واقعية، وأن نأخذ بالحسبان مصاعب وتأثير الإغلاق... وبوجود التغيرات يصعب جدا توقع المستقبل. ويصعب وضع توقعات فيما هناك مفاجآت طوال الوقت".
وقدر مصدر آخر في وزارة الصحة أنه "لن نصل إلى مريض يوميا إذا تم تمديد الإغلاق بأسبوع. وسيكون بالإمكان الخروج من الإغلاق فقط بعد أن نرى انخفاضا ملموسا في عدد المرضى في حالة خطيرة، وهناك عددهم كبير ولا يتراجع. والغاية هي انخفاض عددهم إلى 500 – 600 مريض بحالة خطيرة ويكون بإمكان جهاز الصحة العيش مع ذلك".
ووفقا لبيانات وزارة الصحة، صباح اليوم، فقد تم تشخيص 7737 إصابة جديدة بالفيروس، أمس، إثرا إجراء 83,367 فحصا، وعدد المرضى في حالة خطيرة 1141، بينهم 311 مريضا يخضعون لتنفس اصطناعي، وحصيلة الوفيات 4513 منذ بداية الجائحة. وجرى تطعيم 2,768,202 بالجرعة الأولى و1,377,803 بالجرعة الثانية.