قالت القناة الإسرائيلية12 إن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية “الموساد”، يوسي كوهين، سيلتقي بالرئيس الأمريكي جو بايدن في الأسابيع المقبلة في واشنطن لعرض وجهة نظر وسلة مطالب إسرائيل فيما يتعلق بأي مراجعة للاتفاق النووي مع إيران.
ومن المتوقع أن ينتدب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، رئيس الموساد، وهو أحد أكثر المقربين منه الشهر المقبل إلى البيت الأبيض، حيث من المتوقع أن يلتقي أيضا برئيس وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية “سي أي إيه”.
وبذلك يكون يوسي كوهين أول مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى يلتقي الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن منذ تولي الأخير مهام منصبه.
ووفقا للقناة 12 من المتوقع أن يقدم كوهين إلى بايدن وكبار مسؤولي الدفاع الأمريكيين معلومات جديدة بشأن برنامج إيران النووي السري. ومن المتوقع أيضا أن يطلب رجل المخابرات الإسرائيلي الأول من إدارة بايدن أن تفرض على الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيودا مشددة على برنامجها النووي وتعديلات جذرية على الاتفاق المبرم عام 2016 .
وفي حال قررت الولايات المتحدة العودة الى الاتفاق النووي المبرم بين القوى الكبرى فإن إسرائيل تطلب من الإدارة الامريكية دمج عدد من المكونات الأساسية في الصفقة لضمان الأمن القومي لإسرائيل. ويتضمن ذلك “تعهد إيران بالوقف الفوري لتخصيب اليورانيوم والتوقف عن إنتاج أجهزة طرد مركزي متقدمة ووقف دعم إيران للجماعات الإرهابية “مثل حزب الله اللبناني” .
كما تطالب إسرائيل الولايات المتحدة بسحب الوجود العسكري الإيراني من العراق وسوريا واليمن وإرغام إيران على منح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية حق تفتيش كل المنشآت خلال عمليات التفتيش النووية.
وقال انتوني بلينكن، وزير الخارجية الجديد في إدارة بايدن، لأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي في جلسة استماع الأسبوع الماضي إن وزارة الخارجية ستجري مشاورات مع إسرائيل وحلفاء آخرين قبل طرح مسألة العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
السفير فريدمان يخشى على اتفاقات التطبيع
وفي سياق متصل قال السفير الأمريكي في إسرائيل المنتهية ولايته، ديفيد فريدمان، إن أي قرار للرئيس بايدن “بإلغاء العقوبات على إيران والتقارب معها سيعرض اتفاقيات تطبيع العلاقات الأخيرة بين إسرائيل ودول عربية للخطر”.
وأشار في مقابلة مع صحيفة “إسرائيل اليوم”، إلى أن “الاتفاقيات الموقعة مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب تعتبر مهمة للغاية للاستقرار الإقليمي”، مدعيا أن هذه “الاتفاقيات لها القدرة على تغيير الشرق الأوسط خلال المئة عام المقبلة. وأضاف أن “الوقت لا يزال مبكرا نظرا لأن الاتفاقيات جديدة ولا ينبغي التقليل من أهميتها. من الواضح أن الخطر الأكبر الذي يواجه تلك الاتفاقيات هو تمكين إيران، واعتقد أن ذلك سيزيل الولايات المتحدة كلاعب موثوق به في هذه المنطقة، وهذا خطير جدا ” .
وأكد السفير الأمريكي المعروف بتوجهاته الصهيونية الاستيطانية أنه “إذا كانت الولايات المتحدة ستعيد تمكين إيران، فلن تكون في وضع يمكنها من المضي قدما في تلك الاتفاقيات لأنها ستفقد مصداقيتها” . زاعما أنه “سينتج عن ذلك احتكاك بين جميع الأطراف وسيدفع الزخم إلى الوراء. إذا كانت إدارة بايدن ستمنح الإيرانيين طريقا لامتلاك سلاح نووي، فإنها ستهدد مصداقية أمريكا في هذه المنطقة. لسنا في وضع أسوأ، لأسباب لا يمكنني مناقشة بعضها، سنكون في حالة أفضل بكثير إذا أبقينا على العقوبات ضد إيران، وأنا لا اقترح ألا نحاول عقد صفقة مع إيران، لكن إذا عقدناها، فلنتأكد من عدم وجود أية فرصة لامتلاك طهران أسلحة نووية ” .
وكان فريدمان قد علق على تعيينات الرئيس الجديد بالقول إن “فرقة إيران عادت معا مجددا” وإن التعيينات البارزة في السياسة الخارجية للرئيس المنتخب جو بايدن هي مدعاة للقلق عندما يتعلق الأمر بالتهديد النووي الإيراني. وتابع “أنا قلق على شيء واحد على وجه الخصوص: إيران لطموحاتهم النووية، فقد كانوا يكذبون” .
يشار إلى أن إدارة ترامب كانت قد انسحبت في 2018 من الاتفاق النووي الذي وقعه سلفه باراك أوباما (كان بايدن نائبا له)وفرضت نظام عقوبات “أقصى ضغط” وتتخوف إسرائيل من نية الرئيس الأمريكي جو بايدن في العودة إلى الاتفاق الأصلي مع إيران.
تلوح بالخيار العسكري
وبالتزامن تلوح إسرائيل مجددا بالخيار العسكري وبهجوم عسكري ضد إيران للتأثير على مفاوضات الاتفاق النووي معها عبر ممارسة ضغوط على إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، في محاولة للتأثير على شكل اتفاق نووي جديد، بحيث يشمل قيودا على البرنامجين النوي والصاروخي والحد من التأثير الإيراني في الشرق الأوسط.
ونقلت القناة الإسرائيلية ” أي 24 “عن مصادر محلية قولها إن بايدن يسعى إلى عودة سريعة إلى اتفاق نووي مع إيران “وفقط بعد ذلك تتم معالجة القضايا التي لم يشملها الاتفاق الأصلي” وهذا ما أكده أيضا المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل أمس.
وقالت هذه المصادر للقناة الإسرائيلية المذكورة إنه “إذا تبنى بايدن خطة أوباما، فلن يكون هناك ما يمكن التحدث معه” حول اتفاق جديد متوقع.
وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، يعقوب عميدرور، خلال ندوة في “معهد القدس للاستراتيجية والأمن”، الأسبوع الماضي، إنه “في حال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي القديم ويتضح أن إيران تتقدم نحو حيازة قدرة نووية عسكرية، فلن يكون أمام إسرائيل خيار سوى التدخل عسكريا بغية منعها من حيازة سلاح نووي” . عميدرور، المقرب من نتنياهو اعتبر أن المسألة الأكثر إلحاحا أمام إسرائيل هي “كيفية المناورة مقابل إدارة أمريكية لديها خطة واضحة من أجل العودة إلى الاتفاق، وبحيث تنجح بالحفاظ على حرية عمل عسكري ضد إيران”.
يشار الى أن هناك جهات سياسية وعسكرية وإعلامية في إسرائيل ترى خلافا لنتنياهو، أن الاتفاق النووي منع تقدم إيران نحو سلاح نووي، وأن انسحاب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق وفرض عقوبات اقتصادية على إيران، دفع الأخيرة إلى التقدم في البرنامج النووي واتخاذ قرار رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 20 % مما يعني تحقيق أهداف معكوسة بالنسبة لإسرائيل.