الإعلام العبري: مصالحنا بالمقام الأول ولا نُقيم وزنًا لهوية الرئيس الأمريكي

السبت 23 يناير 2021 01:21 م / بتوقيت القدس +2GMT
الإعلام العبري: مصالحنا بالمقام الأول ولا نُقيم وزنًا لهوية الرئيس الأمريكي



القدس المحتلة / سما /

على الرغم من أنّ إسرائيل لم تُعلِن مسؤوليتها رسمياً عن الاعتداءات الأخيرة التي نفذّها الطيران الحربيّ مؤخرًا ضدّ أهدافٍ في سوريّة، إلّا أنّ التلفزيون العبريّ شبه الرسميّ (كان) “تجرّأ” ليلة أمس الجمعة على تناول القضية بتوسّعٍ مع إعطاء تفاصيل حول العمليات الأخيرة.


روعي شارون، مراسل الشؤون العسكريّة في (كان) أوضح في ردٍّ على سؤالٍ لمُقدِّم البرنامج الإخباريّ الأسبوعيّ أنّ إسرائيل نفذّت في الأسبوعيْن الأخيريْن خمس هجمات ضدّ أهدافٍ متنوعةٍ في الأراضي السوريّة، لافِتًا، بحسب المصادر التي اعتمد عليها، إلى أنّ الهجمات الإسرائيليّة ستسمِّر وبنفس الوتيرة في الفترة القريبة.


وفيما إذا كانت حكومة بنيامين نتنياهو ستُغيِّر سياساتها في سوريّة بسبب دخول الرئيس الأمريكيّ الجديد، جو بايدن إلى البيت الأبيض، أجاب المراسل بالنفي التّام، قائلاً إنّ ما كان هو ما سيكون، وأنّ سلاح الجوّ سيُواصِل عمله بحُريّةٍ تامّةٍ في الأراضي السوريّة بهدف تحقيق المصلحة الإستراتيجيّة الإسرائيليّة القاضية بمنع تمركز إيران العسكريّ في الدولة العربيّة، التي تعيش منذ العام 2011 حربًا أهليّةً دمويةً، على حدّ قوله.


وبذلك تكون ضربات يوم أمس الجمعة، هي الأولى بعد تولي بايدن منصبه يوم الأربعاء، فيما تنتظِر إسرائيل لتعرف ما إذا كانت إدارة بايدن ستراجع السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، لكنّ التلفزيون العبريّ أكّد على لسان مصادره أنّ مَنْ يُخطّط لهذه العمليات في تل أبيب لا يقيم وزنًا لهوية الرئيس الأمريكيّ، إنّما ما يشغل بال صُنّاع القرار هو أولاً وأخيرًا المصلحة الإسرائيليّة، طبقًا لأقواله.


وتطرّق المراسل في سياق حديثه إلى العلاقات بين روسيا وإسرائيل في الشأن الروسيّ، وقال في هذا السياق إنّ التنسيق بين تل أبيب وموسكو ما زال مستمرًا كما كان في السنوات الماضية، ملمحًا بشكلٍ لا يقبل التأويل بأنّ روسيا لا “تمانِع” في مواصلة إسرائيل نشاطها العسكريّ في سوريّة رغم التواجد العسكريّ الروسيّ هناك.


وكان لافتًا أنّ التلفزيون العبريّ لم يُوضِح أين ومتى وكيف يجري التنسيق مع روسيا فيما يتعلّق بالشأن السوريّ، ولكن بالمقابِل لم يرِد أيّ موقفٍ روسيٍّ ضدّ الاعتداءات الإسرائيليّة الأخيرة، رغم أنّه في الماضي غير البعيد كانت روسيا تُعبِّر وبشكلٍ رسميٍّ عن احتجاجها لهذه العمليات الإسرائيليّة في الأراضي السوريّة.


وتأتي هذه التطورّات في الوقت الذي ألمح فيه أخيرًا العديد من المحللين والخبراء والمختصين الإسرائيليين في المجال الأمنيّ بأنّ الهجمات التي يقوم فيها سلاح الجوّ الإسرائيليّ ضدّ أهدافٍ إيرانيّةٍ وأخرى تابعة لحزب الله، في محاولة لوقف تزود حزب الله بالصواريخ الدقيقة، ألمحوا أنّ هذه الهجمات استنفذت نفسها، وعمليًا، أضافوا، أنّ هذه الهجمات أوْ الاعتداءات، التي في العادة لا تُعلِن إسرائيل عن مسؤوليتها عنها، لم تتمكّن من وقف نقل الأسلحة من إيران إلى سوريّة، ومن هناك إلى لبنان، لافتين في الوقت عينه إلى أنّ ترسانة حزب الله ما زالت تزداد، وفي الوقت عينه يسعى الإيرانيون لإنتاج الصواريخ الدقيقة كلّها على الأراضي اللبنانيّة، بحسب أقوالهم.


وفي هذا الإطار وَجَبَ التوضيح: الإعلام العبريّ، الحارس الأمين والـ”كلب المُطيع” لصُنّاع القرار في تل أبيب، نأى بنفسه عن تحليل الهجمات الأخيرة، كما كان يفعل سابِقًا، لسببيْن اثنيْن: الأوّل، الرقابة العسكريّة، والثاني، أنّ انشغال الرأي العام في دولة الاحتلال بتفشّي وباء (كورونا) يجعل من السياسة الخارجيّة، بما في ذلك الاعتداءات ضدّ سوريّة، قضيّة لا تتصدّر الأجندة ولا تشغل بال الإسرائيليين.