كتب ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقالا عن الحرب في اليمن، واصفا الحرب الدائرة هناك منذ مارس 2015، بأنها "ازدادت تعقيدا وباتت أكثر صعوبة".
وقال أقطاي تحت عنوان "هل من الصعب جدا إنهاء الحرب في اليمن؟" إن عاصفة الحزم التي أطلقتها السعودية ضد انقلاب الحوثيين في اليمن، وانضمت إليهما وفق تعبيره "كل من البحرين ومصر كذلك"، تقترب من إتمام عامها السادس "إلا أنه مع مضي 6 سنوات نجد أن الحرب الأهلية في اليمن ازدادت تعقيدا وباتت أكثر صعوبة".
ولفت أقطاي إلى أن جماعة الحوثي سرعان ما حققت "انتشارا واسعا في اليمن، ولم يتحقق ذلك بالطبع إلا من خلال قوة السلاح إلى جانب العنف والإكراه الذي تمارسه. ومع حلول عام 2014 تمكن الحوثيون من السيطرة على العاصمة صنعاء، كما استولوا على الحكومة اليمنية بالقوة".
وغمز مستشار الرئيس التركي من قناة الإمارات في هذه المسألة، واتهمها بأنها "لعبت دورا هاما في تمكين الحوثيين من العاصمة صنعاء".
ورأى أقطاي أن انقلاب الحوثيين نجم عنه "تعطيل عملية الحوار الوطني في اليمن بشكل كامل. وعلى الرغم من تمثيلهم الضئيل في اليمن، لم يتردد الحوثيون في إعلان رغبتهم في الاستيلاء على كلّ مفاصل الحكم في اليمن، مستندين في ذلك إلى أنّ مذهبهم الشيعي يمنحهم أن يكونوا الجماعة الوحيدة في اليمن التي يمكن أن تحكم البلاد منفردة دون منازع".
وسجل المستشار الرئاسي التركي أن أزمة الحرب أفرزت "أزمات طائلة قاسية مثل التهجير القسري، وكذلك نقص أو انعدام مقومات الحياة الأساسية مثل المياه النظيفة والغذاء والصحة، وما نجم عن ذلك من كوليرا وأوبئة وأمراض. وليس من الغريب أن تصف الأمم المتحدة مأساة الجوع والمرض في اليمن، بأنها أكبر كارثة إنسانية في العالم".
وبعد هذا التمهيد، بدأ أقطاي في توجيه الانتقادات للدول المشاركة في الحرب باليمن وقال في هذا الصدد: "من المأساة حقا أن تستمر الحرب ضد تنظيم مسلح لا يشكل سوى خمسة بالمئة من سكان اليمن، على مدار 6 أعوام متتالية، دون تحقيق أي تقدّم يصب في صالح البلاد، بل على العكس زادت من الأزمة والمعاناة بدلًا بكثير من تحسينها".
ووصف مستشار أردوغان الدول المشاركة في حرب اليمن بأنها تصرفت "وفق منهج خاطئ من الأساس"، مشيرا إلى عدم إمكانية اختصار الوضع الحالي في اليمن في أن "الحوثيين أقوياء للغاية، أو أنهم ظلمة قساة لا يمتلكون فهما أو حسا".
وتابع في معرض انتقاده لنتائج عملية "عاصفة الحزم" مشددا على أن لا أحد "يختلف على أن الحوثيين هم الجانب المخطئ من الأساس، إلا أنه ليس من الصحيح النظر إليهم على أنهم أقوياء لهذا الحد. ولا يمكن في المقابل محاولة تفسير عدم القدرة على دحرهم من خلال القول بعدم كفاءة أو عجز قوات التحالف. حيث أن القوة العسكرية وكذلك المادية التي تمتلكها قوات التحالف، إلى جانب وقوف الشعب اليمني النبيل الذي اعتمدوا عليهم لمساندتهم في الميدان، جميع ذلك يشكل قوة بإمكانها التغلب على جماعة الحوثي في وقت قصير وبأقل التكاليف".
وفيما أشار إلى أن القوات اليمنية "الشرعية" تملك القوة الكافية الدحر جماعة الحوثي، وضع أقطاي كل اللوم على قوات التحالف العربي، مشيرا إلى أن ما وصفها بمعلومات دقيقة من ميدان المعركة "تؤكد على أن القوات اليمنية الشرعية كلما حاولت التصدي بنفسها لجماعة الحوثي، لا تجد عائقا أمامها سوى قوات التحالف ذاتها، لا أحد آخر".
وذهب مستشار أردوغان في هذا الاتجاه أبعد من ذلك بقوله: "هناك العديد من الأمثلة منذ بداية الأزمة إلى الآن، حول عدد المرات التي لا حصر لها التي قامت فيها قوات التحتالف بمنع وإعاقة اليمنيين من التغلب على جماعة الحوثي".
وأضاف أقطاي إلى تلك التهم ما قال إنها "مؤشرات على أن قوات التحالف تتعمد عدم تزويد قوات الحكومة الشرعية في اليمن بأسلحة نوعية، من شأنها صنع تفوق على قوات الحوثي، ما يشير إلى أنّ هناك إرادة واضحة في استمرار حالة الفوضى وعدم الاستقرار في اليمن".
واتهم مستشار الرئيس التركي دول التحالف العربي بأنها تريد إطالة أمد الحرب في اليمن "بشكل مقصود ومتعمد"، متسائلا عما وراء ذلك على الرغم من أن" بإمكانهم إنهاء هذه الحرب بسهولة".
واختتم أقطاي المقال بالقول: "نحن أمام وضع معقد وغريب يبدو فيه السؤال بحد ذاته غريبا، أليس كذلك؟ ثقوا تماما أن الحرب التي لا تزال مستمرة إلى الآن هناك هي أيضا غريبة وعجيبة".