حظر وزير التعليم الإسرائيلي، يوآف غالانت، اليوم الأحد، استضافة المدارس الثانوية جمعيّات ومنظّمات "تعمل بشكل يحقّر الجنود الإسرائيليين ويصفون إسرائيل بأنها دولة أبرتهايد".
كما ينصّ قرار غالانت على منع منظّمات تحمل مواقف ضدّ "كون إسرائيل دولة يهودية، صهيونيّة وديمقراطيّة" أو تحرّض على رفض الخدمة العسكريّة.
ويأتي قرار غالانت في أعقاب توجّه أعضاء كنيست من الليكود إليه لحظر ندوة يشارك فيها رئيس المركز الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، الذي قال في تقريره الصادر يوم الثلاثاء الماضي إنّ إسرائيل أصبحت دولة فصل عنصري.
والثلاثاء الماضي، أطلق المركز على إسرائيل وصف "دولة فصل عنصري (أبارتهايد)"، وذلك لأول مرة، رافضا "النظرة السّائدة إلى إسرائيل كدولة ديمقراطيّة تدير في الوقت نفسه نظام احتلال مؤقت"، وذلك في "ورقة موقف"، صدرت عنه اليوم، الثلاثاء.
وعلّلت المنظمة الحقوقية الإسرائيلية في "ورقة الموقف" قرارها (أن إسرائيل دولة فصل عنصري) بأن "النظام الإسرائيلي يسعى إلى تحقيق وإدامة تفوق يهودي في المساحة الممتدة من النهر إلى البحر"، في إشارة إلى أرض فلسطين التاريخية.
وقالت المنظمة الحقوقية الإسرائيلية إنه "في كل المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل- داخل الخط الأخضر وفي الضفة الغربية وشرقي القدس وقطاع غزة - يقوم نظام واحد يعمل وفق مبدأ ناظم واحد: تحقيق وإدامة تفوق جماعة من البشر (اليهود) على جماعة أخرى (الفلسطينيين)".
وقال مركز "بتسيلم" عن النظام الإسرائيلي "إنه نظام فصل عنصري – أبرتهايد، في الحالة الإسرائيلية لم ينشأ هذا النظام بين ليلة وضُحاها وإنما تمأسس واتضحت معالمه بمرور الزمن". وارتكز تصنيف "بتسيلم" لإسرائيل على أنها دولة أبرتهايد، اعتمادا على فحص 4 معايير تتعلق بالقوانين والإجراءات الإسرائيلية التي تتعلق بالأرض، والتجنس والهجرة، وحرية التنقل والحركة والمشاركة السياسية.
وأضاف أن "تراكُم هذه الخطوات بمرور السنين وانعكاسها على نطاق واسع في القوانين والممارسة والدعم الجماهيري والقضائي الذي حظيت به - كلها تؤسس للاستنتاج المؤلم أن هذا النظام قد تجاوز السقف الذي يقتضي تعريفه كنظام أبرتهايد".
وأوضحت ورقة الموقف أن "الوسيلة الأساسية التي تُسخرها إسرائيل لتحقيق مبدأ التفوق اليهودي هي هندسة الحيز جغرافيًا وديمغرافيًا وسياسيًا: يدير اليهود حياتهم في حيز واحد متواصل يتمتعون فيه بالحقوق الكاملة وتقرير المصير".
وأضافت أنه "على عكس ذلك، يعيش الفلسطينيون في حيز مشظى إلى معازل مختلفة وإسرائيل تقرر أي الحقوق تمنح للفلسطينيين في كل من هذه المعازل وأيها تسلب - وفي جميعها هي حقوق منقوصة مقارنة بالحقوق التي يتمتع بها اليهود".
ولفتت في هذا السياق إلى أنه "منذ العام 1948 وضعت الدولة يدها على نحو 90% من الأراضي الواقعة داخل الخط الأخضر والتي بُنيت فيها مئات البلدات للسكان اليهود".
وتابعت أنه "منذ العام 1967 تطبق إسرائيل السياسة نفسها في الضفة الغربية حيث بُنيت على أراضي الفلسطينيين أكثر من 280 مستوطنة يسكنها اليوم 600 ألف من اليهود الإسرائيليين".
كما أشار "بتسيلم" إلى أن "جميع يهود العالم وأولادهم وأحفادهم - وكذلك أزواجهم وزوجاتهم - يحق لهم الحصول على الجنسية الإسرائيلية، بينما لا يمكن لأي فلسطيني الهجرة إلى المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل حتى إذا كان هو نفسه أو جده أو جدته قد وُلدوا في هذه الأراضي أو أقاموا فيها".