علّق المختص بالشأن الإسرائيلي مهران ثابت، على خبر الاختراق الذي نفذته كتائب القسام – الجناح المسلح لحركة حماس – ضد السفن الحربية الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة على غزة عام 2014.
وقال ثابت في مقال نشره على صفحته بموقع "فيسبوك": إنه "جرت العادة لدى إسرائيل بالكشف عن الأسرار بعد مرور عدة سنوات، كما أنه في الآونة الأخيرة لوحظ قيام الجيش الإسرائيلي أيضًا بكشف بعض الأسرار المتعلقة بالمعارك والحروب الأخيرة التي خاضها مع أعداء إسرائيل، وذلك في إطار ما يُعرف بمكاشفة الإعلام الإسرائيلي الخاص والجمهور الإسرائيلي الذي يدفع الضرائب".
وأشار ثابت إلى أن "المكاشفة والمصارحة نادى بها وأسس لها رئيس هيئة الأركان العامة السابق غادي أيزنكوت خلال فترته، بُغية منح دافعي الضرائب في إسرائيل شعورًا بأن الجيش لا يُخفي عنهم الأسرار وأن التأخر في الإخفاء والتعتيم ما هو إلا للحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي ولمنع أعداء إسرائيل من الروح المعنوية العالية، نظرًا للإنجازات العسكرية والأمنية التي قد يحققونها على حساب الجيش الإسرائيلي الذي يُشاع عنه أنه لا يُقهر، رغم أن التجارب أثبتت عكس ذلك وخصوصًا في قطاع غزة وجنوب لبنان"، وفق تعبيره.
وأضاف ثابت، أن الجيش الإسرائيلي كشف عبر القناة 12 العبرية، أن نشطاء من حماس حاولوا القيام باختراقات سيبرانية ضد السفن الحربية الإسرائيلية المتواجدة قبالة شواطئ قطاع غزة.
واعتبر ثابت أن المشكلة لدى إسرائيل لا تكمن في نتيجة تلك الاختراقات هل أنها نجحت أم لا، وإنما في الحقيقة القائلة أن كتائب القسام وسّعت من نطاق صراعها مع إسرائيل لتدخل حلبة الحرب السيبرانية، تلك الحرب الجديدة التي بات الجميع، وخصوصًا المثقفين، يتحدثون عنها وعن خطورتها في الآونة الأخيرة.
وأكد أن القناة 12 لا تستطيع الكشف عن مثل هذه المعلومة (الاختراق الذي قام به القسام ضد السفن الحربية) دون أن يكون للرقابة العسكرية لمسة واضحة على المعلومة لإحباط وتثبيط أعداء إسرائيل.
حيث أوردت القناة 12 تعليق قادة سلاح البحرية الإسرائيلية على تلك المعلومة إذ قالوا إنها "محاولات غير ناضجة للتعامل مع أنظمتنا".
وتابع ثابت، "بغض النظر عن كونها كانت ناضجة أم لا، فهي كانت محاولات في عام 2014 أي قبل حوالي ست سنوات، فتخيل طوال هذه المدة مدى التحسين والتطوير الذي حدث لدى كتائب القسام في مجال السايبر، وهذا ليس كلامي فقط وإنما بشهادة قادة الجيش الإسرائيلي أنفسهم حيث قالوا في نفس سياق المعلومة إن حماس طورت من نفسها في ذلك المجال منذ الاختراق الذي قامت به على السفن التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية"، على حد قوله.
ولفت إلى أن "إسرائيل تُعد رائدةً في مجال السايبر وفي صد الهجمات المضادة، وهذا وحده يعتبر مصدر قوة لمن يقبل التحدي بمبارزتها في أمر تُبرِعُ به".
وختم ثابت حديثه، قائلًا: "لكي نفهم الإزعاج الذي أحدثته كتائب القسام لدى إسرائيل، فقد جاء في سياق المعلومة أيضًا أن البحرية الإسرائيلية تُواصل سدّ الثغرات لمنع الاختراقات".