تنشر إيران أسلحة متنوعة في اليمن والعراق، حسب تقارير في وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية نُشرت اليوم، الخميس. وقالت مجلة "نيوزويك" إن زودت الحوثيين في اليمن بطائرات مسيرة (درون) هجومية، فيما تطرقت صحيفة "هآرتس" إلى العدوان الإسرائيلي الواسع في سورية، قبيل فجر أمس، وقالت إن حجم هذا العدوان هدفه منع إيران نقل أسلحة إلى العراق. ويأتي التقريران في ظل ادعاء إسرائيلي بأن إيران تسعى إلى هيمنة في العراق.
وذكرت المجلة الأميركية أنها حصلت على صور تظهر إرسال إيران لطائرات بدون طيار من طراز "شاهد-136" التي يطلق عليها تسمية "درون انتحارية"، ونشرها في منطقة الجوف شمال اليمن، التي يسيطر عليها الحوثيون.
ونقلت المجلة عن خبير عسكري قوله إنه "من الواضح أن الإيرانيين زودوا حلفاءهم الحوثيين في اليمن بطائرات بدون طيار متطورة. وهم ينشرون تلك الطائرات في مواقع تتيح لهم القيام بهجمات ضد مجموعة من الأهداف، تقع في نطاق تلك الطائرات".
وحسب المجلة، فإن تلك الطائرات يصل مداها إلى ما بين 2000 و 2200 كيلومتر، ما يثير الشكوك بأن هناك خططًا لشن هجمات على عدة أهداف في المنطقة. وقال الخبير العسكري إنه "أعتقد أن ما يهدفهون إليه هو القيام بهجمات ضد أهداف أميركية، سعودية، خليجية أو حتى إسرائيلية، ثم ينفون مسؤوليتهم عن الهجوم لتجنب أي رد عليه".
وتابعت المجلة أن نشر تلك الطائرات، يأتي وسط تصاعد التوتر في البحر الأحمر والخليج العربي، بعد تزايد الدعوات للانتقام لاغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، أوائل العام الماضي، والعالم النووي الإيراني، محسن فخري زادة، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
تموضع إيران عند الحدود السورية - العراقية
من جهة ثانية، نقلت "هآرتس" عن مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي قولهم إن الخلفية للهجوم الإسرائيلي الواسع ضد أهداف إيرانية عند منطقة الحدود السورية – العراقية، نابع من التموضع الإيراني في هذه المنطقة، وأيضا من التوتر في المنطقة قبيل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن.
وأضافت الصحيفة أنه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قدرت، في بداية العام 2019، أن إيران أقامت في هذه المنطقة الحدودية بنية تحتية لنقل أسلحة وقوات وحشدت فيها مقاتلين من جنسيات مختلفة، وأن حزب الله يشارك في تنظيم وتدريبهم. وقد استهدف الهجوم الإسرائيلي فجر أمس مقرات ومراكز لوجيستية تستخدمها إيران والميليشيات الموالية لها.
ونقلت الصحيفة عن ضابط استخبارات إسرائيلي قوله في محادثات مغلقة قوله، إن "إيران أدركت صعوبة العمل قريبا من حدود إسرائيل، واستعدت للانتشار في غرب العراق. ونقلت إلى هناك صواريخ قادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل، كما أن بإمكانها تحريك هذه القوات بواسطة محور تهريب إلى مواقع أقرب. وأقامت منظومات لطائرات بدون طيار وصواريخ موجهة عن بعد وصناعات عسكرية كان يصعب تفعيلها في منطقة دمشق".
ووفقا للصحيفة، فإن التخوف في جهاز الأمن، كما يتم استعراضه خلال تقييمات الوضع أمام المستوى السياسي الإسرائيلي، هو أنه بعد بدء ولاية بايدن "ستفقد واشنطن اهتمامها بالعراق، بحيث تصبح العراق دولة تحت رعاية إيرانية. وذلك إلى جانب عودة محتملة لواشنطن إلى الاتفاق النووي"، وأن هذين الأمرين "سيحثان الحرس الثوري إلى المخاطرة بعدوانية تجاه إسرائيل ودول أخرى".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني رفيع قوله مؤخرا في مداولات مغلقة، إنه في حال عادت الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، فإن "الإيرانيين قد يفهمون ذلك كضوء أخضر لمواصلة أي شيء ليس ننوويا. وهذا يعنني أنهم سيبدأون بشد الحبل أكثر مما فعلوا حتى الآن، وحزب الله قد يتاثر من ذلك أيضا أيضا. وهذا وضع لن توافق إسرائيل عليه، والإيرانيون يدركون ذلك".
وقال مسؤول سابق في جهاز الأمن الإسرائيلي للصحيفة، إن "لإسرائيل مصلحة بالتوضيح للولايات المتحدة أنها لن توافق على الفصل بين الموضوع النووي والأنشطة الإيرانية في سورية أو تقديمها المساعدة لحزب الله"، واصفا ذلك بأنه "تهديد إستراتيجي على إسرائيل".
وتشير تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية إلى أن الولايات المتحدة ودولا أخرى تتطلع إلى تقليص تدخلها في المنطقة والانشغال بمشاكلها الداخلية، لأن "الوضع الاقتصادي والصحي والمواجهة مع الصين تقلق الولايات المتحدة أكثر بكثير مما يحدث في الشرق الأوسط".
وفي هذا السياق، اعتبر مسؤول أمني إسرائيلي رفيع، وفقا للصحيفة، أن "إسرائيل موجودة في مواجهة مباشرة مع إيران. وليس سرا أن الدول المجاورة تدرك اليوم أن إسرائيل هي الوحيدة التي تعرف كيف تقف ضد إيران وتستهدفها بشدة".