قالت كاتبة إسرائيلية إنه "لا أحد لديه أوهام بشأن السياسة المستقبلية لدولة قطر، التي انتهت مقاطعتها في الخليج مؤخرا، على أن يكون اختبار تحسين سلوكها متوقفا على مستوى التحريض الذي تبثه قناة الجزيرة ضد مصر والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل".
وأضافت فيزيت رابينا خبيرة شؤون الشرق الأوسط، بمقالها بصحيفة مكور ريشون، أن "أصداء اتفاق المصالحة التاريخية بين قطر ودول الخليج وصلت إلى إسرائيل، فبعد أربع سنوات من المقاطعة التي فرضتها دول الخليج ومصر على قطر، عادت مملكة الغاز الصغيرة إلى حضن مجلس الخليج، وستطرح أسئلة كثيرة في الأيام والأسابيع المقبلة بعد هذه الاتفاقية".
وأشارت إلى أن "مما يثير الاهتمام الإسرائيلي بشكل خاص حول المصالحة الخليجية، ما إذا كانت ستسهم بتهيئة الظروف لبدء صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، لأن قطر تنقل الأموال شهريا إلى قطاع غزة، ونشأت بينها وبين إسرائيل علاقة معقدة، لكن يبقى السؤال عما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستطيع التعامل مع هذا الخيار، الذي قد يضطر للقيام به قبل 11 أسبوعا فقط على الانتخابات".
وأوضحت أن "العناق الدافئ بين زعماء الخليج إشارة لافتتاح مراسم المصالحة، لكن الأقنعة بقيت على الوجه، وليس بالمعنى الحرفي فقط، وقد بدا واضحا أن السبب الرئيسي لتغيير الموقف الأمريكي هو رغبة الرئيس دونالد ترامب في المصالحة بين حليفيه المهمين في الخليج: السعودية وقطر، في محاولة لخلق جبهة موحدة في القتال ضد إيران قبل دخول رئيس ديمقراطي للبيت الأبيض؛ سعيا لاستعادة الاتفاق النووي مع إيران".
وأشارت إلى أن "السؤال الذي تطرحه الأوساط الإسرائيلية بعد توقيع اتفاق المصالحة هو مسألة ميزان الرابحين والخاسرين، وفي ظاهر الأمر يبدو أن الفائز الأكبر هو قطر، لأنه عندما فُرضت المقاطعة، وضعت دول الخليج عليها سلسلة من المطالب لإنهائها، منها إغلاق شبكة الجزيرة، وقطع العلاقات مع الإخوان المسلمين ، والابتعاد عن إيران وتركيا، لكن لم يحدث شيء من هذا، والعكس هو الصحيح".
وشرحت قائلة إن "قطر رفضت مطالب دول الخليج، بل إن قوتها الاقتصادية والمالية زادت، وبعكس الغرض من المقاطعة، فقد تعزز الارتباط بين قطر وتركيا فقط بفضل إرسال قوة عسكرية للقاعدة العسكرية للأخيرة في الدوحة، إضافة لقطار تركي وبحري من مساعداتها، كما أن العلاقات مع الولايات المتحدة التي تعثرت في البداية، تحسنت بشكل ملحوظ قرب نهاية ولاية ترامب".
وأكدت أن "مقاطعة قطر أصبحت من الماضي، ومن الواضح للسعوديين أن الدوحة لم تغير سياستها حقًا، وأنها لم تراجع علاقاتها مع أنقرة وطهران، بل إن العكس هو الصحيح، فقد بقيت مسألة تمويلها للمنظمات الإسلامية دون حل، هذه الاستراتيجية التي يبقي القطريون أنفسهم من خلالها خارج دائرة العنف الإقليمي".
رونيت مارزين، الباحثة الاجتماعية والسياسية بجامعة حيفا، قالت إن "اختبار المصالحة الخليجية سيكون ما إذا كان التحريض ضد مصر والإمارات سيتوقف، بجانب إزالة سحابة اغتيال المعارض السعودي جمال خاشقجي عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان".
وأضافت أن "الشرق الأوسط ينتظر الآن ليرى كيف سيتعامل الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن مع القضية النووية الإيرانية، وكيف سيترجم موقفه الداعم للعودة للاتفاق النووي مع إيران إلى أفعال، فقد كان القصد الأمريكي من المصالحة مع قطر نقل رسالة لها مفادها نشوء جبهة قوية وموحدة مع إيران في الشرق الأوسط، وهذه الرسالة الرئيسية من وراء المصالحة".