لم تكتف سلطات الاحتلال بعزل الأحياء الفلسطينية بجدار الفصل العنصري وإبعاد نحو 120 ألف مقدسي، بل تلاحق المقدسيين بقرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى أو البلدة القديمة وعن المدينة بحجج مختلفة.
ويقول الناشط المقدسي يعقوب أبو عصب: "سلطات الاحتلال تُريد حسم موضوع المسجد الاقصى المبارك حسما نهائيا، وتقسيمه زمانيا ومكانيا، وكل سياسات الاحتلال، سواء كانت بالإبعاد أو منع المصلين من الدخول الى المسجد الاقصى حسب السن او أي إجراء آخر تهدف تفريغ المدينة، بحيث يتحقيق الهدف النهائي وهو السيطرة على المسجد الاقصى المبارك".
وأضاف أبو عصب:"هذه السياسة التي يمارسها الاحتلال ليست جديدة، وإن كانت بدأت تسير بخطوات متسارعة في السنوات الأخيرة، وقد أبعد الاحتلال في النصف الاول من العام 2020 فقط 236 مقدسيا، حسب الاحصاءات، منهم 206 عن المسجد الأقصى و24 عن البلدة القديمة و 6 عن القدس".
وقال رئيس قسم المخطوطات بالمسجد الأقصى رضوان عمرو، المبعد عن المسجد الأقصى لـ 6 شهور متواصلة: "مؤلم للغاية أن أقف على بوابة المسجد الأقصى المبارك في هذه النقطة الأقرب للمسجد ولا أستطيع دخوله، أسمع أذانه 5 مرات باليوم ولا أستطيع تلبية هذا النداء والصلاة في محاريبه الكثيرة".
وأضاف: "30 يوما من رمضان ستأتينا، سأكون في الخارج، مثلي مثل عشرات بل مئات المبعدين عن المسجد الأقصى المبارك.. أي قهر أعظم من أن تقف على بوابة الاقصى، على بعد أمتار قليلة، ولا تستطيع حتى الدخول".
يشار إلى أن الاحتلال أصبح يصدر قرارات بالمنع من الوصول للبلدة القديمة، بعد أن رأى المقدسيين المبعدين يُصلون على الأبواب.
وسجلت في العام 2019 أوسع قرارات الإبعاد عن المسجد الاقصى، وذلك إثر أحداث مصلى باب الرحمة، حيث أبعد الاحتلال 350 مقدسيا عن الأقصى خلال ذلك العام، وسبقتها هبة باب الأسباط، او احداث"البوابات الالكترونية" عام 2017 حيث شهد إبعاد أكثر من 170 مقدسيا عن الاقصى، فيما شهد العام 2018 تقريبا أعداداً مشابه.
ويقول المقدسي المبعد نظام أبو رموز: "رسالتنا واضحة، سنظل روادا للمسجد الأقصى، أرواحنا فداءه، وسنبقى نغدو ونروح ولن ينالوا منا بسياسة الاحتلال في الابعاد، وسنظل نتواجد في أقرب نقطة ونصلي هناك، سنظل صامدين وثابتين، هذه رسالة تحدي، وسنظل روادا للمسجد وندافع عنه بإن الله".