يتّجه رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، إلى تغيير إستراتيجيّته في الانتخابات المقبلة، مستغّلا تراجع القائمة المشتركة والخلافات داخلها، إلى محاولة جذب الصوت العربي.
وزار نتنياهو، خلال اليومين الماضيين، مدينتي الطيرة وأم الفحم، بذريعة حثّ البلدات العربيّة على الخروج للحصول على لقاح كورونا. وتحوّلت زيارته إلى أم الفحم، أمس، الجمعة، إلى دعاية انتخابيّة تحدّث فيها عن "أهميّة الصوت العربيّ"، ومروّجًا لاتفاقيّات التطبيع التي وقّعتها إسرائيل مؤخرًا مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي عن الليكود، أوفير أكونيس، مساء السبت، للقناة 12، إن الليكود يعتزم التوجّه إلى الناخبين العرب مباشرة وإن الليكود "لا يركض خلف الأحزاب العربيّة" في إشارة إلى الحركة الإسلاميّة الجنوبيّة.
وكشف أن الليكود سيشن حملة في البلدات العربيّة.
وأمس، الجمعة، ذكر المراسل السياسي للقناة 13، سافي عوفاديا، أنّ نتنياهو سيطلق حملة شخصيّة واسعة في البلدات العربيّة وأنّه سيجري قريبًا زيارات مكثّفة إلى البلدات العربية في الأسابيع المقبلة. كما يعتزم الليكود الاستثمار ماليًا في حملات إعلاميّة موّجهة للجمهور العربي.
وكشف عوفاديا أنّ نتنياهو أبلغ مقرّبيه في محادثات مغلقة أنّه "يعتزم حصد مقعدين عربيّين من الجمهور العربي"، لكن سبب ما يقوم به نتنياهو ليس تحويل الأصوات إلى الليكود فقط، إنّما "إضعاف القائمة المشتركة" التي تتراجع في استطلاعات الرأي إلى 10 مقاعد من 15 مقعدًا، هي قوّتها الانتخابيّة الحاليّة.
وعلى إثر الخلافات بين مركّبات المشتركة من غير الواضح أن كانت الأحزاب العربية ستخوض الانتخابات في قائمة واحدة أو أكثر.
وسيسعى الليكود إلى إضعاف المشتركة عبر خفض الحافز عند الناخبين العرب للتصويت للمشتركة، بحسب القناة 13.
وربط عوفاديا بين التوصية على رئيس قائمة "كاحول لافان"، بيني غانتس، لرئاسة الحكومة، العام الماضي، وبين ما يجري الآن، إن التوصية رفعت سقف التوقعات عاليًا عند الناخبين العرب، وهذا ما تحطّم عندما ذهب غانتس إلى حكومة وحدة مع نتنياهو.
وخلال تصريحات نتنياهو في أم الفحم، يمكن فهم الخطوط العريضة لحملته في البلدات العربيّة، وهي أن "المواطنين العرب يرون الأمور الضخمة التي فعلناها. أحضرنا 4 اتفاقيّات سلام تاريخيّة"، بالإضافة إلى عدم استبعاده ضمّ شخص عربي إلى الليكود.
بالإضافة إلى محاولة إغراء المواطنين العرب "باستثمارات مالية ضخمة" ستجبلها اتفاقيّات التطبيع.