شن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي السابق، إيهود باراك، هجوما لاذعا على رئيس الوزراء وزعيم الليكود بنيامين نتنياهو، متطرقا إلى السبيل الناجح؛ للتخلص منه في الانتخابات المقررة بعد ثلاثة أشهر.
وقال باراك في مقال نشره بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن "نتنياهو فشل في التعامل مع أزمة جائحة كورونا، واعتمد على بيانات مليئة بالخداع والأخطاء والانحرافات"، مشيرا إلى أن أقرب مؤيديه زئيف ألكين، الذي انشق عنه مؤخرا، أكد أن رئيس الوزراء أخضع مصالح الدولة، من أجل التهرب من العدالة.
وتابع باراك هجومه على نتنياهو بالقول: "متهم جنائي يعمل على تحطيم الديمقراطية الإسرائيلية، ويتصرف مثل رجل المافيا، مستخدما أتباعه لترهيب وإدانة محققيه".
ورأى أن "التوقعات السياسية الدولية يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى النهوض من أزمة المجتمعات الديمقراطية، وذلك بعد انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، والإطاحة المحتملة لنتنياهو في آذار/ مارس المقبل".
إزاحة نتنياهو
وأضاف أن "إسرائيل بحاجة إلى تصحيح جذري، وعقد اجتماعي وسياسي جديد، يجلب الأمل للإسرائيليين، مع قيادة جديدة تتمتع بروح من الصدق والنزاهة"، معتقدا أن "الأمر سيستغرق أكثر من ثلاثة أشهر، ولكن المهم أن نفهم الآن ما هو مطلوب في الوقت الحالي"، على حد قوله.
وتساءل باراك: "هل المطلوب حاليا إزاحة نتنياهو أم عودة المعسكر الديمقراطي الليبرالي، الموالي لإعلان الاستقلال الإسرائيلي، ومبدأ المساواة بالسلطة؟"، مجيبا على ذلك بالقول: "طرد المتهم الجنائي يجب أن يحدث أولا"، في إشارة إلى نتنياهو.
وأوضح أن إدلاء الإسرائيليين لأصواتهم بعد ثلاثة أشهر هو السبيل للتخلص من نتنياهو، معتبرا أن "انتقال ألكين من حزب الليكود إلى حزب جدعون ساعر هو تطور إيجابي، وسيؤذي نتنياهو، لكن سيجعل ساعر أقل جاذبية لناخبي أزرق أبيض، وسيمنع نفتالي بينيت من إجراء التصويت البديل".
وذكر أن "التشظي في يسار الوسط هو أكثر إثارة للقلق (..)، وخيبة الأمل من غانتس وأشكنازي، ستقوض ثقة الناخبين بنفسها، وستتطور إلى الشعور بالعجز"، متوقعا أن تؤدي إضافة أحزاب صغيرة في الانتخابات المقبلة إلى تعميق التفكك واليأس.
الطريقة الوحيدة
وفي قراءته للانتخابات المقبلة، رجح حصول نتنياهو والحريديم وبينيت على 60 مقعدا بالكنيست كحد أقصى، لكن "الحريديم" لن يكون أمامه خيار سوى الذهاب إلى ساعر وأفيغدور ليبرمان، أو يائير لابيد ورون هولداي.
وشدد باراك على أن الطريقة الوحيدة للتخلص من نتنياهو تتمثل في "التكاتف بمسؤولية" بين الأحزاب والائتلافات المختلفة، منوها إلى أنه في انتخابات نيسان/ أبريل 2019، كان يمكن أن يحدث ذلك، لكن للأسف لم يحدث.
وأشار إلى أن التنسيق الوثيق والمحادثات السرية بدأت منذ فترة طويلة بين ساعر وأحزاب الحريديم وليبرمان، مضيفا أن "هولداي وتسيبي ليفني وآفي نيسنكورن وغادي آيزنكوت وعوفر شليح ونيتسان هورويتز، ونشطاء الاحتجاج المناهضين لنتنياهو، يستطيعون معا إخراج نتنياهو من شارع بلفور، والتأثير على مستقبل إسرائيل، وإعادة الوسط اليسار إلى السلطة"، وفق تقديره.