دعت صحيفة “نيويورك بوست” الشعبية المحافظة (المملوكة لقطب الإعلام روبرت ميردوك) الرئيس دونالد ترامب لوقف “انقلابه غير الديمقراطي” والتركيز على مساعدة الجمهوريين الحفاظ على الغالبية في مجلس الشيوخ في انتخابات الإعادة بجورجيا الشهر المقبل.
وظلت “نيويورك بوست” من أكبر داعمي الرئيس ترامب ولكنها حثته على القبول بنتائج الانتخابات في افتتاحية نشرتها ليلة الأحد. وقالت فيها إن الوقت قد حان لإنهاء “التمثيلية السوداء”.
واختارت الصحيفة عنوان الافتتاحية عنوانا لها على الصفحة الأولى: “تخلى عنها أيها السيد الرئيس من أجل الأمة”.
وقالت فيها: “نحن على مسافة أسبوع من لحظة مهمة للأربع سنوات المقبلة لهذا البلد”. وفي 5 كانون الثاني/يناير ستتم عمليتا إعادة انتخابات في جورجيا والتي ستحدد فيما إذا استمر الحزب في السيطرة على مجلس الشيوخ وإن كان لدى بايدن مجموعة من الداعمين. و”لسوء الحظ فأنت مهووس ففي اليوم التالي، 6 كانون الثاني/يناير، يجتمع الكونغرس ويقوم بشكل رسمي بالمصادقة على تصويت المجمع الانتخابي.
وكتبت تغريدة بهذا الشأن تطلب من الجمهوريين الشجاعة ورفض النتائج ومنحك أربع سنوات أخرى. وبعبارات أخرى فأنت تهلل لانقلاب غير ديمقراطي”.
قالت الصحيفة: نتفهم، أيها السيد الرئيس، أنك غاضب على خسارتك ولكن المضي في هذا الطريق مدمر
وفي الوقت الذي قالت إن من حق ترامب تحدي نتائج الانتخابات ونظرا لعدم الكشف عن خروقات واسعة للانتخابات فقد حان الوقت للنظر أماما.
وأضافت: “علينا أن نكون واضحين أن هذه الجهود لم تعثر على شيء”. وأشارت إلى مثالين، الأول دفعت فيه حملته 3 ملايين دولار لإعادة فرز الأصوات وفي ويسكنسن و”خسرت 87 صوتا آخر”، وقامت جورجيا بالفرز مرتين وكلاهما أكد فوز بايدن. وقالت إن الفرز تم بالأيدي والذي يدحض نظرية المؤامرة عن التدخل الفنزويلي.
وقالت إن المحامية سيدني باول مجنونة ومقترحات مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين بفرض الأحكام العرفية هي “عار”.
وقالت: “نتفهم، أيها السيد الرئيس، أنك غاضب على خسارتك ولكن المضي في هذا الطريق مدمر” و”نتحدث عن هذا كصحيفة دعمتك وصادقت على ترشيحك: ولو أردت تقوية تأثيرك بل وتحضير الساحة للعودة في المستقبل فعليك تمرير غضبك تجاه أمر منتج”.
وقال فريق التحرير إن على الرئيس استخدام جاذبيته وتأثيره لمساعدة الجمهوريين على الفوز في انتخابات الإعادة بجورجيا و”لو فاز ديفيد بيرديو وكيلي لوفير فسيعملان على منع بايدن من تفكيك ما أنجزته. ومجلس شيوخ يسيطر عليه الجمهوريون سيضغط على بايدن لعدم العودة إلى الاتفاقية النووية الفاشلة ووقفه عن فتح حدودنا الجنوبية ومنعه من زيادة عدد القضاة في المحكمة” العليا.
وقالت له: “تخيل حكومة يسيطر عليها أعداؤك- نانسي بيلوسي في مجلس النواب وتشاك تشومر في مجلس الشيوخ وجو بايدن في البيت الأبيض، فسترتفع الضرائب وكيف سيتم خنق أقاربك؟ وللتذكير ألن ينفقوا الأربع سنوات المقبلة وهم يعذبونك في قضايا تحقيق وجلسات استماع لا أساس لها”.
وقالت له إنه جاء من خارج “المستنقع” بدون أن يكون مرتبطا بحزب أو طرف سياسي أو محام”، “وواجهت النخبة والإعلام الذي فقد الصلة مع الناس العاديين وغيرت السياسة بطريقة لم يقم بها أحد في التاريخ الأمريكي”. وجاء فيها أن “تأمين مجلس الشيوخ يعني تأمين إرثك”. وأنهى مجلس التحرير بالقول: “لو قضيت أيامك الأخيرة في الرئاسة وأنت تهدد بحرقه فبهذه الطريقة سيتذكرك الناس. وليس كثوري ولكن كفوضوي يحمل علبة كبريت“.