مع اقتراب ذكرى اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني وبعد ضرب السفارة الأميركية في بغداد بصواريخ قبل أيام، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب طهران من أي تصعيد، فيما نفت إيران أي مسؤولية لها في الهجوم الأخير على سفارة واشنطن في العاصمة العراقية.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "سيحمّل إيران المسؤولية" في حال حدوث هجوم يستهدف أميركيين في العراق، مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاستهداف الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة شنّتها طائرة مسيرة أميركية قرب مطار بغداد. وكتب الرئيس المنتهية ولايته على تويتر "ضُربت سفارتنا في بغداد بصواريخ عدّة الأحد"، وهو هجوم خلّف أضرارا مادية فقط. وأضاف "احزروا من أين جاءت؟: من إيران". وتابع "الآن نسمع حديثا عن هجمات أخرى ضد أميركيين في العراق"، موجّهًا "نصيحة ودّيّة لإيران: إن قُتل أميركي واحد، سأحمّل إيران المسؤولية". وحذّر قائلا "فكّروا في الأمر جيدا".
وردا على ترامب، كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة الخميس "تعريض مواطنيك للخطر في الخارج لن يصرف الانتباه عن الإخفاقات الكارثية في الداخل".
وأرفق ظريف صورة لتغريدات لترامب منشورة قبل أعوام يقول فيها إن الرئيس السابق باراك أوباما كان سيبدأ حربا مع إيران لتتم إعادة انتخابه، وصورة شاشة لرسم بياني يفترض أنه يكشف درجة خطورة جائحة فيروس كورونا في الولايات المتحدة.
وكشفت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأميركية أن اجتماعا عقد في البيت الأبيض، الأربعاء، 23 كانون الأول 2020، قبيل إقلاع الرئيس الأميركي إلى منتجعه في ولاية فلوريدا لقضاء عطلة عيد الميلاد لبحث الرد على "تهديدات" إيران. ونقلت الشبكة عن مسؤول في الإدارة الأميركية، لم تكشف عن اسمه، إن الاجتماع عُقد بشأن "التهديدات الإيرانية الأخيرة". وقال المسؤول إنه تمت مناقشة الخيارات لكن لم تتم الموافقة على توجيه ضربات عسكرية في الوقت الحالي. وقال المصدر إن ما تمت مناقشته هو زيادة الجهود على الجبهة الدبلوماسية.
وكانت قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط نددت بإطلاق "21 صاروخًا شنّتها بشكل شبه مؤكد ميليشيا مدعومة من إيران" و"التي من الواضح أن الهدف منها لم يكن تجنب سقوط مدنيين". وحذرت القيادة بدورها في بيان من أن الولايات المتحدة ستحمّل إيران "مسؤولية مقتل أي مواطن أميركي" منسوب إلى مثل هذه "الجماعات المسلحة المارقة". وحذر قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط (القيادة المركزية)، الجنرال فرانك ماكينزي، من أن بلاده "مستعدة للرد" في حال شنت إيران هجوما في الذكرى الأولى لاغتيال سليماني.
ويشار إلى أن ترامب أجاز في 3 كانون الثاني 2020 هجوما عبر طائرة مسيرة لاغتيال الجنرال الإيراني البارز أثناء وجوده في بغداد. وكانت هناك خشية حينها من التصعيد، لكن ذلك لم يحصل. غير أن التوتر يتصاعد مع اقتراب الذكرى الأولى للعملية، في وقت دخل الرئيس الأميركي في الأسابيع الأخيرة من ولايته.
وخفّضت واشنطن مؤخرا طاقمها الدبلوماسي في العاصمة العراقية، وبرزت مجددا في الأيام الأخيرة تخمينات حول إمكان غلق السفارة نهائيا.
وبينما استمر التراشق الكلامي خلال عشية عيد الميلاد المجيد بين الرئيس الأميركي ووزير الخارجية الإيراني، أمضى العاملون في الجيش الأميركي والأمن القومي الأيام الأخيرة يحذرون من هجمات محتملة من قبل الميليشيات المدعومة من إيران ضد أفراد ومصالح أميركية في الشرق الأوسط.