ما هو الفرق بين رأس السنة الميلادية والكريسماس أو عيد الميلاد المجيد، سؤال يتردد على ألسنة الكثيرين من السكان في الدول العربية وجميع أنحاء العالم، في مثل هذا الوقت من العام، كل سنة مع بدء احتفالات المسيحيين به.
ويعتقد البعض أن الكريسماس أو عيد الميلاد المجيد هو نفسه رأس السنة الميلادية، لكن ذلك لا أساس له من الصحة؛ لأن "عيد الميلاد" من المناسبات التي يحتفل بها المسيحيون بتاريخ 24 أو 25 ديسمبر / كانون أول سنويا.
ويعتبر الكريسماس من أهم الأعياد لدى المسيحيين حول العالم، إذ يحتفلون به من خلال ملابس خاصة وإحضار شجرة عيد الميلاد والزينة والصلاة وهدايا باب نويل التي تهدف إلى إدخال البهجة والسعادة على قلوب الأطفال والكبار.
أما رأس السنة الميلادية، فإن الاحتفالات الخاصة بها تكون ليلة 31 كانون أول / ديسمبر كل عام وفق التقويم الميلادي؛ إذ يحتفل معظم الناس بها بعدة طرق وأشكال؛ بمناسبة نهاية عام ميلادي ودخول عام آخر على البشرية.
واعتاد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي على تهنئة أصدقائهم المسيحيين بمناسبة أعياد الميلاد "الكريسماس" وبداية السنة الميلادية الجديدة، من خلال بعض العبارات والصور والمسجات الخاصة بمثل هذه الظروف الاحتفالية.
ويُثار ذات الجدل عبر المنصات الاجتماعية كل سنة، حول حكم التهنئة بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية أو الاحتفال بها والمشاركة في احتفالاتها، علما أنها ستكون محدودة هذا العام؛ بسبب الإجراءات الناتجة عن كورونا.
الفرق بين الكريسماس ورأس السنة الميلادية:
كان عيد الميلاد على مر التاريخ والعصور مثار العديد من الجدل والإنتقادات اللاذعة ومن عدة أطراف، وحتى أن بعض المسيحيين أنفسهم إنتقدوا يوم الميلاد في ذكرى وثنية، فعندما حصل إنشقاق إنجلترا عن الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر، سعى بعض المتشددين لإزالة العناصر ذات الأصول الوثنية في زينة عيد الميلاد.
وقام البرلمان الإنجليزي بمنع الإحتفال بعيد الميلاد، معتبرًا أنه مهرجان كاثوليكي دون مبرر من الكتاب المقدس وإعتبره أيضًا إهدار للوقت وإسراف في الأموال وتخلله ممارسات غير أخلاقية، وكذلك كان الحال في بعض مستعمرات إنجلترا في أمريكا الشمالية، حين تم حظر الاحتفال عام 1659.
أما الإحتفال برأس السنة الميلادية فهو ليس ذو طقوس دينية وإنما مجرد تعبير للناس عن فرحتهم بقدوم العام الجديد، فيقومون بالرقص والغناء وتبادل الهدايا وليس بإحتفال ديني معين، وبالتالي فهو ليس عيد وإنما مجرد ليلة مميزة.
إن هذا هو الفرق بين عيد الميلاد وليلة رأس السنة الميلادية، فإن عيد الميلاد أو عيد الكريسماس هو عيد يُحتفل به في 24 ديسمبر للإحتفال بميلاد يسوع المسيح، أما السنة الميلادية الجديدة أو رأس السنة هو يوم يحتفل بنهاية سنة تقويمية وبداية سنة جديدة.
وغالباً ما يكون الكريسماس أو عيد الميلاد وعيد رأس السنة قريبين من بعضهما البعض، وعادةً ما تبدأ الإجازات من 24 ديسمبر إلى 2 يناير تقريباً، حيث أن الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة هو ما يسمعه المرء كثيرًا خلال هذا الوقت من العام، وهو أمر شائع للغاية أن تتمنى لشخص ما عطلة نهاية عام سعيدة، ومع ذلك فإن التشابه الوحيد بين عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة هو أنها تقع حول بعضها البعض أي في نفس الفترة تقريباً.
عيد الميلاد المجيد:
عيد الميلاد المجيد هو ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة، يحتفل به المسيحيين ويكثر أيضاً لغير المسيحيين، ويعد عيد الميلاد إحتفال ديني مسيحي وإجتماعي.
تاريخ عيد الميلاد المجيد يكون يوم 25 ديسمبر في المسيحية الغربية وبعض الكنائس الشرقية، وأما لمن يتبع التقويم اليولياني من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والمشرقية فيحتفلون به يوم 7 يناير، ويوم 6 يناير يكون للكنيسة الرسولية الأرمنية فيختفلون بعيد الميلاد المجيد وعيد الغطاس معاً، ويوم 19 يناير لدى الكنيسة الأرمنية في القدس أيضاً جمع بين عيدي الغطاس والميلاد على التقويم اليولياني.
نوع الإحتفالات التي تكون في هذه الأيام هي إحتفالات دينية، وقداس الميلاد، وإحتفالات إجتماعية وعائلية، ويتم تبادل الهدايا في هذه الأيام وإستقبال بابا نويل بالهدايا، وصنع شجرة الميلاد ووضع الشجرة وغارة الميلاد، يجمع المسيحيين بين ليلة عيد الميلاد ورأس السنة وعيد الغطاس وعيد البشارة، وتكون هذه الأيام عطلة رسمية في كافة بلدان العالم.
خلال هذا الوقت يحتفل الشعب الإسكندنافي بوقت يعرف بإسم يول أو الإنقلاب الشتوي، وكان الآباء والأبناء يسافرون إلى الغابة ويجمعون أكبر عدد ممكن من الأخشاب. ثم قاموا بحرق هذه السجلات والولائم حتى تلاشت السجلات، ويرتبط عيد الميلاد أيضًا بشخصية بابا نويل الذي يقدم الهدايا إلى الأطفال الصغار في جميع أنحاء العالم وهو المعروف بإسم سانتا كلوز، ويرتدي رداء أحمر وله ذقن بيضاء.
ليلة رأس السنة الميلادية:
ليلة رأس السنة الميلادية هي ليلة 31 من شهر ديسمبر من نهاية العام، وهي أخر يوم في السنة الميلادية في التقويم الغريغوري، واليوم الذي يليه يكون هو يوم رأس السنة 1 يناير من كل عام.
في الكثير من دول العالم فإن ليلة رأس السنة يتم إحياؤها بإلتقاء العديد من الناس في إحتفالات ومناسبات ذات أشكال مختلفة من خلال الغناء والرقص، أو مشاهدة الألعاب النارية وهي حدث مشترك في أغلب بلدان العالم في ليلة رأس السنة.
وتحتفل مدن العالم في ليلة رأس السنة بقدوم العام الجديد ولكن لا يحدث ذلك في وقت واحد، وإنما تنطلق مع دقات الساعة الثانية عشرة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، مرورًا بأوروبا والشرق الأوسط.
وفي المدن الشرقية والغربية تختلف عادات الإحتفال بين مدينة وأخرى ولكنها تتفق في شيء واحد فقط وهو الإحتفال عبر عروض الألعاب النارية، وفي العديد من البلدان يتم الإحتفال بليلة رأس السنة من خلال التجمعات الاجتماعية المسائية، حيث يرقص الكثير من الناس ويأكلون ويشربون ويشاهدون الألعاب النارية.
ويتردد بعض المسيحيين إلى الكنيسة لحضور قداس منتصف الليل، وتستمر الإحتفالات عمومًا في منتصف ليلة عيد رأس السنة الموافق 1 يناير من كل عام، ويتم الإحتفال بين أعضاء الأسرة الواحدة بتقديم الهدايا لبعضهم البعض، وأيضاً يتم الإحتفال بعيد رأس السنة الجديدة بالألعاب النارية والعد التنازلي للوقت حتى بداية العام الجديد.
رأس السنة الجديدة هو يوم يحتفل بنهاية سنة تقويمية وبداية سنة جديدة، ويختلف التاريخ الذي يتم فيه الإحتفال بالعام الجديد عن كل ثقافة ودين، حيث يتبعون جميعهم التقويمات الخاصة بهم.
على سبيل المثال يتم الإحتفال بالعام الصيني الجديد بعض الوقت في مارس، بينما يتم الإحتفال بالعام الهندوسي الجديد في أكتوبر وهكذا.
من الجدير بالذكر أن التشابه الوحيد بين عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة هو أنها تقع حول بعضها البعض فإحتفالاتها تكون خلال نفس الفترة فيظن الناس أنهم نفس الشيء ولكن هذا غير صحيح.
الاحتفال بليلة عيد الميلاد ورأس السنة:
يتم الإحتفال بليلة عيد الميلاد لإعتقاد المسيحيين أن يسوع ولد في منتصف الليل، على الرغم من عد وجود دليل صريح في الكتاب المقدس أن يسوع ولد في منتصف الليل، إلا أن هناك مقطعًا واحدًا على الأقل في الحكمة 18 يشير إلى ذلك ، قائلًا إن الولادة حدثت عندما أمضيت الليلة في مسارها السريع نصفًا ، وبناءً على هذا التلميح ، فإن قداس المسيح احتفلت أولاً بفترة منتصف الليل التي تسبق يوم عيد الميلاد في عام 380 ميلادي، وخلال تلك السنة تم الإحتفال بليلة عيد الميلاد المجيد في شهر يناير الموافق السادس من يناير، ولكن مع إقتراب موعد عيد الميلاد إستمر تقليد كتلة منتصف الليل التي تسبق الإحتفال بيوم وتم تبني هذا اليوم لاحقاً من قبل الطوائف المسيحية الأخرى وأصبح يوم يحتفل به المسيحيون بميلاد يسوع وسمي بعيد الميلاد.
ويتم الاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية لأن منتصف الليل هو عندما تبدأ الساعات الأولى من العام الجديد، ومن الوارد كذلك أن المفاهيم التاريخية المختلفة للوقت ساهمت في تطوير بعض التقاليد.
وفي اليونان القديمة انتهى كل يوم قديم وبدأ كل يوم جديد عند الغروب، وإستمر هذا التقليد في التقويم العبري ومن المحتمل أن يؤثر على التقويم المسيحي المبكر أيضًا، والعديد من التجمعات المسيحية البروتوستانتية لها طقوس دينية خاصة ليلة رأس السنة الميلادية، وتعج الكنائس في المؤمنين بعد منتصف الليل، حيث تقام الطقوس لشكر الله على نهاية العام، وفي الدول الناطقة باللغة الإنجليزية.
تعود هذه الطقوس إلى جون ويزلي مؤسس المذهب الميثودي، وإحتفل الناس قديماً برأس السنة الميلادية على الرغم من أن موقعها على التقومي قد تغير حول التاريخ الغربي، ويعتبر التقويم اليولياني هو بداية الأول من يناير من العام الأول ولكن في العصور الوسطى في أوروبا، حيث تم تحديد تواريخ ذات أهمية دينية أكثر مثل 25 ديسمبر، 25 مارس التاريخ التقليدي للبشارة وعيد الفصح كعام جديد اليوم.
وقد أصبحت العلمانية اليوم منتشرة بكثرة منذ القرن التاسع عشر وحتى قرننا الحالي، ولكن ليلة عيد الميلاد بقيت جزء لا يتجزأ من إحتفالات عيد الميلاد، ويتم التجهيز لها وإتخاذ الإستعدادت اللازمة من خلال تعليق الجوارب على شجرة عيد الميلاد ووضع بطاقات تعريف الإرتباط ليلة عيد الميلاد والكثير من الأمور التي يفرح بها الكبار والصغار،فتعم الفرحة والسعادة سكان العالم أملاً بعام جديد كله سلام وحب ويغمره الدفء.