تتسارع وتيرة التغير الإجتماعي و الثقافي والديني و التعليمي في أرض الحرمين الشريفين بشكل غير متوقع وملفت للأنظار ، فبعد إنتشار حفلات المجون والخلاعة والعري والرقص و إنتشار الملاهي الليلية في أرض الحرمين الشريفين، قام النظام السعودي بتغير المناهج المدرسية في المملكة بما يتماشى مع الرؤى الامريكية و الصهيونية حيث أشار بحث أجراه معهد التسامح الديني و الثقافي في التعليم المدرسي و مقره الكيان الصهيوني إلى أن المناهج في مملكة آل سعود خلت من النصوص التي تثير الكراهية ضد اليهود والتي تعتبر الكيان الصهيوني عدو و خطر على الامة الاسلامية و كذلك تم حذف جميع النصوص التي تؤيد قتل المثليين الجنسين و المرتدين عن الدين الإسلامي.
وفي هذه العجالة سنحاول سبر أغوار تغير المناهج الدراسية في أرض الحرمين الشريفين و كذلك الخوض في تداعيات هذه التغيرات على المجتمع السعودي و منطقة الشرق الأوسط والتي تتلخص في النقاط التالية:
اولا: التغير في المناهج المدرسية و نبذ جميع النصوص التي تجرم اليهود تعتبر الحلقة الأخيرة قبل إعلان و إشهار التطبيع الرسمي بين النظام السعودي و الكيان الصهيوني والذي من المتوقع الإعلان عنه رسميا في المستقبل القريب العاجل.
ثانيا: تم الإشارة في التقرير إلى أن الجهة الرقابية المتابعة للأنظمة التعليمية المختلفة والتغيرات التي تطرأ عليها مقرها الكيان الصهيوني و هذا يدلل على أن جميع المناهج الدراسية في أرض الحرمين الشريفين سيتم صياغتها مستقبلا بما يتفق مع الرؤية والرواية الصهيونية مما يعني أن الكلمة الفصل في تدشين او حذف أي فقرة ستكون للكيان الصهيوني.
ثالثا: إلغاء عقوبة القتل للمثليين الجنسين إضافة إلى الحفلات التي أداها أكثر من فنان مثلي الجنس هي بمثابة إعتراف ضمني بحقوق المثلية الجنسية ، و من المرجح أن نشهد في المستقبل القريب جدا إعلان رسمي بحقوق المثليين الجنسين و من ثم تدشين نوادي ومقرات و حفلات وفعاليات خاصه بهم.
رابعا: إلغاء عقوبة الإعدام للمرتدين و المثلية الجنسية و التغيرات إلإجتماعية ( حفلات المجون والملاهي) هي حلقة من سلسلة مفادها الإنتقال التدريجي لعلمانية الفكر و الثقافة و من ثم علمانية الدولة.
خامسا: من المرجح أن نشهد في المستقبل القريب العاجل تغير النظام السعودي للمذهب الحنبلي المتشدد والذي لا يتفق مع تطلعات النظام السعودي في مزيد من خروقات للدين الإسلامي الحنيف والقيم العربية و على الأغلب سيتم إعتماد المذهب الحنفي الأقل تشددا و الأكثر إنفتاحا والذي يعتمد على الاجتهاد بالرأي و القياس و الإستحسان و العرف
سادسا: سيعمد النظام السعودي إلى تكثيف مهرجانات و حفلات المجون و الخلاعة و اللهو و من جهة أخرى زيادة الملاهي و النوادي الليلية لتهيئة المجتمع السعودي لتقبل الفكر العلماني و التغيرات الإجتماعية المزمع تدشينها.
سابعا: سيعمد النظام السعودي وعبر ابواقه الاعلامية وذبابه الإلكتروني إلى تكثيف الترويج لشبهات الهدف منها تشويه وتقويض مكتسبات الامة الدينية والتاريخية و الوطنية بالاضافة إلى قدح وضرب المنظومة الاخلاقية والتي في مجموعها تعتبر من اهم العوامل المكونة لكينونة الانسان العربي وشخصيته.
ثامنا: من المرجح أن يكون تقويض مكتسبات الامة الدينية و الوطنية إضافة إلى التغيرات في المناهج المدرسية المقدمة و المدخل لتجميل وتزوير التاريخ الصهيوني و ربما تقوم الأنظمة العربية بإختلاق الكثير من التدليسات و الافتراءات و الاكاذيب حتى يتم إظهار اليهود بصورة الحمائم و يقينا سيتم اللعب على العواطف من خلال التركيز على المظلومية التي وقعت على اليهود ومدي المعاناة التى كابدها اليهود عبر التاريخ بسبب التهجير والتقتيل حسب مزاعمهم وعدم إمتلاكهم لوطن لسنوات طوال، ولم يعد أي شي مستهجننا إذا سمعنا مستقبلا من أي نظام عربي أن الفلسطينين هم من هجر اليهود من أراضيهم التأريخية وكل ما يقومون به الآن ضد الفلسطينين انما هو دفاعا و ذودا عن النفس.
تاسعا: أصبح جليا للعيان أن النظام السعودي أصبح فاقدا للسيادة و الأهلية حيث أن دوره أضحى كونه موظف لدى الإدارتين الامريكية و الصهيونية ينفذ الإملاءت دون حرية النقاش او الإعتراض.
عاشرا : قيام نظام آل سعود بتدشين التغيرات في المناهج المدرسية تماشيا مع الرؤى الامريكية و الصهيونية هي بمثابة الرشوة من النظام الحاكم في أرض الحرمين للكونغرس الأمريكي لدعم بقاءه في السلطة.
الحادي عشر: ستشهد أرض الحرمين المزيد من التغيرات السلبية و من المرجح أن يتم الإعلان الرسمي عن سماح النظام السعودي في المستقبل العاجل بتجارة وتقنين تعاطي القنب والماريجوانا تماشيا مع التوجه الدولي
ختاما الامة العربية تتعرض لهجمة شرسة ليس من القوى الامبريالية فحسب بل من بعض حكام ألانظمة العربية أنفسهم وما أشبه اليوم بالامس حيث أضاع ملوك الطوائف بإلإقتتال فيما بينهم وبإنبطاحهم وتخاذلهم وعمالاتهم مع القوى الخارجية والممالك المناوئة لهم، أضاعوا ملك أبائهم و تضحياتهم و إنجازاتهم ومكتسابتهم وشرف الأمة بأسرها، و من جهة أخرى أصبحت الانظمة العربية تشجع و تدعو إلى إنتشار الرذيلة و الفسق و الفجور والهجوم على اعلام و مكتسبات الامة الدينية و الوطنية ، و عليه يقع على كاهل الشعوب العربية أن تدافع عن المنظومة الأخلاقية للأمة وأن ترفض وتقاوم التطبيع بكل ما أوتيت من بأس و أن تستلهم الدروس من التاريخ وألا ترضخ للسياسات الحكومية العربية و التي من شأنها أن توصلنا إلى مآلات ملوك الطوائف الملعونين في الارض والسماء.
كاتب فلسطيني