بلومبيرغ: هكذا قربت إيران الدول العربية من إسرائيل

الأربعاء 16 ديسمبر 2020 09:29 م / بتوقيت القدس +2GMT
بلومبيرغ: هكذا قربت إيران الدول العربية من إسرائيل



واشنطن /سما/

لأكثر من نصف قرن، كان التصارع بين إسرائيل والدول العربية المحيطة بها سمة مميزة للشرق الأوسط، وهو ما أدى إلى حروب دورية وفرص ضائعة للتجارة وساعات لا تُحصى من الدبلوماسية غير المثمرة.

تتهم طهران بالوقوف وراء الهجمات الأخيرة على سفن في الخليج وقوات أمريكية في العراق وأهداف في السعودية، بما فيها منشآت نفطية

ولايزال الخلاف بعيداً عن الحل، ولكن حصل تحول مع توقيع إسرائيل اتفاقات سلام مع أربع دول عربية أواخر هذه السنة، الأمر الذي يؤكد أن إيران، لا إسرائيل، هي العدو المشترك الذي يوحد العديد من الحكام العرب.

وأبرز مارك تشامبيون في موقع "بلومبيرغ" الأمريكي أهمية التحول في المنطقة، وهو الأول منذ تطبيع مصر والأردن علاقاتهما مع إسرائيل في 1979 و1994.

نفوذ إيران

ولفت إلى أن نفوذ إيران زاد في شكل كبير منذ 2003 عندما أزاح الغزو الأمريكي نظام عدوها اللدود صدام حسين. ومذ ذاك، استخدم الزعماء الإيرانيون الميليشيات المقربة منهم للتدخل في تأليف الحكومات في بغداد. وفي سوريا، استدعت إيران الميليشيات العراقية وحزب الله لمساعدتها على حماية الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي اليمن، دعمت إيران الحوثيين في الحرب التي اندلعت عام 2015. ووصف المعهد الدولي للعلاقات الاستراتيجية النفوذ الإيراني في العراق ولبنان وسوريا واليمن حالياً بأنه بات "أمراً طبيعياً جديداً"، وهو ما لم يكن متخيلاً حتى للزعماء الإيرانيين.

النهج الأمريكي الجديد

وبدءاً من 2016، تبنت الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب نهجاً أكثر عدوانية تجاه إيران وانسحبت من الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى العالمية معها في عام 2015. وقد حرر هذا الاتفاق إيران من العقوبات الاقتصادية مقابل التراجع عن برنامجها النووي. ولكن في عهد ترامب، تخلت الولايات المتحدة أيضاً عن موقفها الحيادي في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ونقلت السفارة الأمريكية إلى القدس.

وذكر الكاتب بأنه منذ الحرب العراقية-الإيرانية التي كبدت الجانبين خسائر اقتصادية وبشرية كبيرة في ثمانينات القرن الماضي، تجنب الزعماء الدينيون في إيران مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وهي مواجهة إذا حصلت، لن يكون في صالحهم قط.

الحرب الهجينة

وبدل ذلك، صار النظام الإسلامي خبيراً في الحرب الهجينة التي باتت مع مرور الوقت تضم تكتيات إرهابية وميليشيات بالوكالة.

وتتهم طهران بالوقوف وراء الهجمات الأخيرة على سفن في الخليج وقوات أمريكية في العراق وأهداف في السعودية، بما فيها منشآت نفطية.

وردت الولايات المتحدة في بناير (كانون الثاني) 2020 بقتل قاسم سليماني. ومن جهتها، نفذت إسرائيل سلسلة عمليات قصف لأهداف تابعة لحزب الله وإيران في سوريا. وفي الأماكن التي لا تنفي فيها طهران مشاركتها، تقول إنها تحمي الشيعة وحلفائها من العدوان الأمريكي والإسرائيلي.

5. باستثناء سوريا والعراق، هل كل الحكومات العربية متحدة ضد إيران؟ لا، لا تزال عُمان والكويت ودودين مع إيران ، وكذلك قطر، التي تشترك معها في حقل غاز. قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية وروابط النقل مع قطر في عام 2017، لأسباب منها قولها إنها قريبة جدًا من طهران.

 6. أين يترك هذا الفلسطينيين؟

مع تقلص النفوذ وضعف الاحتمالات انتقد القادة الفلسطينيون الاتفاقات مع إسرائيل لأنها أعطت الدولة مزايا السلام دون مطالبتهم بالتخلي عن سيطرتها على الأراضي التي استولت عليها في عام 1967. وتقول الإمارات إنها ساعدت الفلسطينيين كجزء من موافقتها من خلال ضمان وعد إسرائيل بتجميد خطة لضم جزء من الضفة الغربية، لكن إلى متى غير واضح.