مهرجان الدم ،،، محمد سالم

الأحد 13 ديسمبر 2020 06:13 م / بتوقيت القدس +2GMT
مهرجان الدم ،،، محمد سالم



"وجهت الصحفية الإسرائيلية،عميرة هاس، انتقادات شديدة، لممارسات جيش الاحتلال ، بحق المواطنين الفلسطينيين، خاصة الأطفال , وتساءلت هاس، في مقال لها بصحيفة (هآرتس): هل احتفل الجنود، بعدما قتلوا الطفل الفلسطيني علي أبو عليا (13 عاماً) من سكان قرية المغير قرب رام الله، برصاصة في بطنه، يوم الجمعة الماضي (4/12/2020)، مثلما احتفلوا في السابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بعد أن أطلقوا رصاصة أصابت طفل فلسطيني؟". 

يبدو انه بظهور بعض الحقائق، من خلال الاعلام ومواقع التواصل المختلفة واسعة الانتشار؛ لم تغير الامور كثير فهل انقذنا ذلك من تلك الجرائم ؟ 

و من ينقذكم من تلك الوصمة؟! 

والان دعنا نلقي نظرة على اولئك الجلادين والقتلة , سفاكي الدماء – تري من يكونون ؟ هل هم " ساديون " ممن يجدون لذة كبري في مشاهدة غيرهم يتألم ويتوجع .. يسقط .. ينزف حتى الموت ، ام هم ابالسة وشياطين جميعا. او أنهم تجار حروب يهدفون الى القتل وسفك الدماء لمصالحهم الذاتية ؟ إن هدفنا هو تجنيب شعبنا المزيد من المجازر وجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني ؛ فهؤلاء. المتطرفون للغاية ، بهيئاتهم الغريبة وسحناتهم المقلوبة بنفوسهم المريضة وعقولهم الخاوية ، الا من الشر المطلق ؛ وبنزعتهم العدوانية للقتل ، عبارة عن حالات مرضية وتزمتهم هو تعويض عن خلال نفسي حاد وحرمان دفين, ينطلق بلا وعى ليجد طريقه مندفعا في اهدار دم الاخرين؛ أنهم في الحقيقة مزيج غريب من تلك الشخصيات جميعا . 

و هدفهم الرئيسي هو ان يقنعوا أنفسهم اولا ثم باقي دول العالم بعد ذلك، بأنهم قوة لا تقهر وانهم من جنس أخر .. ارقى من الانسان وان ظهروا في بعض الاحيان في مظهر البشر. ولكن بشر متوحشون تحجرت قلوبهم وماتت ضمائرهم وضعفت نفوسهم ، وليست لحياة البشر أي قيمة في نظرهم، واحترام القانون عندهم ليس الا ضرب من ضروب العبث واللهو ، والحقيقة هي ان اولئك الذين يجردون الابرياء من ملابسهم وينزعوا عن ضحاياهم ثوب الانسانية ثم يقتلونهم او يعتقلونهم ويضرونهم ويعرضونهم للسخرية والامتهان, لا يمكن ان تكون بينهم وبين الانسان صلة ما. 

والان نقول لكل العالم وبكل صدق ووضوح الان ما الفرق بينكم وبين اولئك الجلادين والقتلة ؟ في الحقيقة انكم وهم سواء بسواء ما دمتم تدعمون هذا الكيان المغتصب ولا يتم الاعتراض ولا حتى مجرد التعبير القديم عن الاستياء – لما يقمون به من اعمال اجرامية ، كما هو حال الامم المتحدة او مجلس الامن ومؤسسات حقوق الانسان .. بكل اسف أصبحت مسألة القتل الفوري عبارة عن عملية روتينية، في هذا المعتقل واعتاد القتلة الصهاينة، عدم سماع صرخات الضحايا في كل يوم ، حتى غدت بالنسبة لهم شيئا عاديا لا يجذب انتباه العالم ولا يؤثر في قلوبهم 

نعم انه الوقت الذي صاروا وحوشا أبعد ما يكونوا عن الادمية وفقدوا كل مميزات الانسان .. اللهم سوى احتفاظهم بصورته فقط؛ اما اهالي وعائلات الشهداء والمصابين ، في قلوبهم حسرة وفى نفوسهم مرارة والكل يسمع اناتهم الموجعة ، ويرددون اللعنات أولئك القتلة الاوغاد الذين يسلبون الانسان ابسط مبادئه في الحياة والحرية والكرامة والاستقلال. 

أن هذه الاعمال من صنع وحوش كاسرة لا من صنع أدميين يدعون أنهم بلغوا قدر من الحضارة ، فقد وصلوا الى حالة من القسوة والهمجية - مراحل التحول فخرجوا على ابسط مبادئ الانسانية وتخلوا عن ضمائرهم واصبحوا مسوخ – وحوشا كاسرة .. لا .. ليسوا وحوشا فهم أقرب الى الجماد منهم الى الحيوان .. فللحيوان شعور ، اما هم فلا شعور ولا احساس. هكذا يتبين لنا ان عمليات القتل والتعذيب والتنكيل؛ ليست في الواقع الا قوة غاشمة لبث حالة الفزع والخوف وتأصيلها في نفوس الاطفال 

انها وثيقة اخرى ، تسجل التاريخ الدموي البشع لجرائم الاحتلال الصهيوني، ومهرجان الدم. المتواصل. فتعليمات الابادة صريحة. والاشادة بقناص الاطفال على تعبه, كما لو كانوا في انتظار التمتع بمشاهدة لعبة او حيلة بارعة. ويجري الكلب المسعور بعد اختطافه قطعة لحم ، فقد نفذ المهمة القذرة الموكلة اليه.. ذبح طفلا فلسطيني اخر. بهذا السلوك العدواني المدفوع بشعورهم, بالذل والاضطهاد الأبدي فلا يرزح ضميرهم , تحت وطاءة الشعور بالذنب , ولا بافتخارهم المعيب بقتل الأبرياء ؛ من يفتخر بأنه قاتل ؟