حقق الممثل الفلسطيني إياد حوراني إنجازاً جديداً في مسيرته السينمائية، بمشاركته في أحدث أفلام النجم العالمي جاكي شان، ويحمل اسم "فانغارد" أي "طليعة"، وهو فيلم مغامرات صيني من تأليف وإخراج ستانلي تونغ، وكان من المقرر عرضه في قاعات دور السينما حول العالم مطلع العام الحالي، لكنه تأخر حتى نهاية أيلول ومطلع تشرين الثاني، وعرض بشكل محدود في دور عرض صينية، وعبر المنصات الرقمية.
وأشار حوراني، الذي اشتهر بدوره في فيلم "عمر" للمخرج هاني أبو أسعد، ونافس على أوسكار أفضل فيلم أجنبي بوصوله إلى القائمة القصيرة العام 2013، إلى أنه حمل اسم "عمر" في فيلم "فانغارد" أيضاً، لافتاً إلى أن حكاية مشاركته في هذا الفيلم بدأت قبل عامين، وفي أعقاب مشاركات درامية وسينمائية أوروبية وعالمية.
وقال: قبل عامين، وصلتني رسالة على البريد الإلكتروني من شركة إنتاح صينية للمشاركة في هذا الفيلم، دون إخباري عن أن الفيلم من بطولة النجم العالمي جاكي شان، ولكن طبيعة الرسالة التي شددت على السريّة التامة، وعلى أن الفيلم هو فيلم مغامرات وحركة (آكشن)، جعلتني أشعر بأنه من بطولته، وأكدوا بعد شهر من الرسالة الأولى، ما كنت أشعر به، بأن الفيلم من بطولة جاكي شان، وأن التصوير سيكون ما بين الصين ودبي.
وأضاف حوراني: للحقيقة لم أصدق رغم حدسي، وحتى الآن ينتابني، بين فترة وأخرى، أن الأمر مجرد حلم، ليس انتقاصاً من المجهود الذي بذلته وأبذله منذ سنوات للوصول إلى ما أنا عليه الآن، وتطوير أدواتي باستمرار، ولكن لقناعتي بأن فرصة التمثيل أمام نجم بهذا الحجم ليست بالأمر السهل، ولابد أن تفتح مزيداً من النوافذ لأي ممثل شاب.
وكشف حوراني: كنّا نصور لاثنتي عشرة ساعة يومياً، ووفق أحدث التقنيات التي لم يسبق لي أن تعاملت معها في السابق، بحيث شاركنا في مطاردات السيارات وفي القفز ومشاهد القتال، وقدمت هذه المشاهد، والعديد منها خطير، بنفسي، وهنا سرت على خطى جاكي شان نفسه، وتعلمت أسرار وصوله إلى العالمية، والتي من بينها الإصرار، والتواضع، والشغف، والرغبة في الاستمرار مهما كانت الصعوبات.. في دبي تعرضت لإصابة في كتفي، وذهبت إلى التصوير متألماً في اليوم التالي، وكنت أعتقد أنه يوم راحة، لكني تفاجأت بجاكي شان يتقدم نحوي ويقول لي إنه، وعلى مدار عقود، كان يتعرض لإصابات بعضها صعب للغاية، ويأتي في اليوم التالي للتصوير، فلا مجال للراحة في عملنا.
ولم ينكر حوراني: في المشهد الأول الذي جمعني فيه كنت أرتجف.. كانت ثمة رهبة كبيرة، حتى أنني لم أعد قادراً على النطق بطلاقة، فاحتضنني، وطالبني بالهدوء، وشدد على أن الأمور ستكون على ما يرام، وهو ما كان بالفعل.
وقدّم حوراني في الفيلم دور عربيّ، ولكن بعيداً عن الصورة النمطية عن العربيّ، لكنها لم تكن، كما أشار، لافتاً إلى أن من بين التحديات أنه قدّم الدور، كما غالبية أدواره الأخيرة، بالإنكليزية، وأنه كان عليه أن يقنع المشاهد بدوره بالتواؤم ما بين تعابير جسده وأدائه وما بين الحديث بلغة ليست هي لغته الأم، لذا تدربت كثيراً على أن أعيش هذا الدور لأقدمه بشكل مقنع، وأتمنى أن أكون وفقت في ذلك.
ولفت حوراني إلى أن جاكي شان، ورغم عبقريته الفائقة في التمثيل، وشهرته العالمية الواسعة، إلا أنه متواضع للغاية، ففي مواقع التصوير نراه يذهب إلى سوبر ماركت قريب ويحضر الآيس كريم أو العصائر لكافة العاملين في الفيلم، ويوزعها عليهم جميعاً بنفسه، ويتحدث دائماً بصيغة الـ"نحن" لا الـ"أنا".
وكشف حوراني أيضاً، أنه بدأ بالفعل في تمثيل مسلسلين لصالح شركة الإنتاج العالمية الشهيرة (HBO)، وأن هذين العملين اللذين يندرجان في إطار "الخيال العلمي" قد يكونان مقدمة لاستقراره في لوس أنجليس، خاصة أن هناك مشاريع قادمة يجري الترتيب لها في هوليوود، خاصة إذا ما تخلص العالم، بما فيه القطاع السينمائي والدرامي، من تداعيات جائحة "كورونا".
وبدأت حكاية حوراني مع الفن في العام 2004 من خلال مؤسسة "أيام المسرح" في الخليل، إلا أن ظروفاً خاصة حالت دون تحقيقه لحلمه في دراسة السينما، فدرس إدارة الأعمال لعامين وعمل في إحدى الشركات الفلسطينية، لكنه وفي العام 2008 انضم إلى الراحل جوليانو مير خميس كأحد تلاميذه في مسرح الحرية بمخيم جنين، حتى مقتله، مؤكداً أن جوليانو هو من منحه أدوات مكنته من الوصول إلى العالمية، ليشارك بعدها في أعمال مسرحية محلية، قبل أن يقع الاختيار عليه للمشاركة كـ"بطل" لفيلم "عمر"، وهو ما فتح له أبواب الدراما والسينما الأوروبية والعالمية.
الايام