ذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبريّة أنّ الاتفاقات بين الدولة العبريّة والإمارات والبحرين تُلزِم جهاز الأمن العام الإسرائيليّ (الشاباك) باستعداداتٍ خاصّةٍ في مجالات الحماية.
وأفادت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وصفتها بأنّها واسعة الاطلاع، أفادت أنّ هذه الاستعدادات مطلوبة في مجالين اثنيْن أساسييْن: حماية الطيران الإسرائيليّ وحماية السفارات التي يفترض أنْ تقام في كلٍّ من إسرائيل والإمارات، لافتةً في الوقت ذاته إلى أنّ الدولة العبريّة تنوي إقامة سفارة في أبو ظبي عاصمة الإمارات، وفي المنامة عاصمة البحرين، وكذلك قنصلية في دبي، على حدّ تعبيرها.
وطبقًا للمصادر فقد بدأت جهات في وزارة الخارجية الإسرائيليّة وجهاز (الشباك) بالبحث عن مبانٍ مناسبة تستخدم في المستقبل ممثليات دبلوماسية للكيان بين الجانبين. والاعتبار الأمنيّ في اختيار المباني هو أمر حاسم، على خلفية مستوى التهديد المرتفع على الممثليات الإسرائيلية في العالم بشكلٍ عامٍّ، وفي الوطن العربيّ بشكل خاص، حسبما قالت (إسرائيل هيوم).
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، أشارت الصحيفة إلى أنّ أمن الطيران الإسرائيليّ يشغل جهاز الشاباك كثيرًا، وهذا يتطلّب منه أنْ يقوم باستعدادات مكثفة، لأنّ جميع الترتيبات الأمنية حول الرحلات والركاب، والأمتعة يتم تنفيذها حصريًا من قبل مسؤولي الأمن الإسرائيليين، عبر قسم الأمن الذي يقوده جهاز الأمن في شركة “إل عال”، الذي يتم توجيهه من قبل الشاباك. وأوضحت المصادر أنّ هذه عملية معقدة، وكجزء منها سيتم إنشاء بعثة أمنية دائمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتخضع لعدد الرحلات الأسبوعية، كذلك أيضًا في البحرين.
كما أوضحت الصحيفة أنّه وخلال زيارته إلى الخليج طلب رئيس جهاز الشاباك نداف أرغمان فحص الترتيبات الأمنية حول الممثليات الدبلوماسية المستقبلية، وكذلك حماية الرحلات الجوية، كما قالت المصادر الأمنيّة في تل أبيب.
ومضت قائلةً إنّ جهاز الشاباك رافق بالفعل النشاط الإسرائيلي في هذه الدول في العقود الأخيرة (من زيارات الشخصيات العلنية أو السرية إلى تأمين الأنشطة الدبلوماسية وغيرها)، والانتقال إلى العلاقات العلنية يتطلب منه الاستعداد بشكل مختلف، طبقًا لأقوالها.
وبحسب المصادر الإسرائيليّة، قد اجتمع رئيس الشاباك أرغمان خلال زيارته مع نظرائه المحليين، بهدف الاتفاق على سلسلة مواضيع وكذلك لتعزيز تنسيق أجهزة الأمن بين الجانبيْن، موضحةً أنّ الأمر يتعلّق بموضوع حساس على خلفية العدد الكبير للسياح الإسرائيليين المتوقع أنْ يزور الإمارات، وكذلك على ضوء الحجم المنتظر لزيارات تقوم بها شخصيات إسرائيلية، الأمر الذي يحتاج إلى إجراء تنسيق ومعالجة خاصة، بما في ذلك الحماية اللصيقة.
وتأتي هذه التحذيرات لأنّ الإسرائيليين ما زالوا أسرى قضية العقيد بالاحتياط في جيش الاحتلال إلحنان تيننباوم، الذي اختطفه حزب الله اللبنانيّ من أبو ظبي عام 2000، في عمليةٍ نوعيّةٍ أحرجت وأربكت الأجهزة الأمنيّة في تل أبيب.
وبناءً على ما نشرته صحيفة (هآرتس) العبريّة فإنّ عملية اختطاف تيننباوم، من قبل حزب الله اللبنانيّ، تمّت بمساعدة قيس عبيد، وهو مواطن عربيّ من الطيبة داخل أراضي الـ48، وبالتعاون مع كايد برو، الذي أكّدت الصحيفة إنّه تاجر مخدرات لبناني.
وأشار تقرير صحيفة (هآرتس) إلى أنّ تننباوم وصل في مطلع شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2000 إلى بروكسل بعد أنْ أقنعه عبيد بذلك بحجة تنظيم لقاء مع رجال أعمال، ومن هناك سافر تننباوم إلى أبو ظبي ومنها إلى بيروت.
وكان الشيخ حسن نصر الله الأمين العّام لحزب الله قد صرح فور اعتقال تننباوم أنّ العقيد وصل إلى لبنان بواسطة جواز سفر أجنبي وأنّه عميل لجهاز الموساد الإسرائيليّ، مُشدّدًا على أنّ تننباوم وصل إلى لبنان “بقدميه” وبرغبته الشخصية.
يُشار إلى أنّ حزب الله وإسرائيل توصّلا لاتفاق تبادل أسرى في العام 2004 بوساطة ألمانيّةٍ، وأطلق سراح تننباوم في كانون الثاني (يناير) 2004 كجزءٍ من مبادلة السجناء مع حزب الله، وأسفرت المبادلة التي أجرتها ألمانيا عن تبادل 435 سجينًا تحتجزهم إسرائيل مقابل إطلاق سراح تاننبوم وعودة جثث ثلاثة جنود قتلوا خلال كمين على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وكان من بين 435 شخصا أطلق سراحهم مصطفى الديراني وعبد الكريم عبيد، اللذين كانت إسرائيل قد اختطفتهما من بيوتهما في لبنان، بهدف الضغط على حزب الله للحصول على معلوماتٍ عن الجنود الإسرائيليين المأسورين وعن الطيار الإسرائيليّ رون أراد، المفقود منذ العام 1986، والذي لم يُعرَف عن مصيره شيئًا حتى اللحظة.