سرح مستشفى "شعاري تسيدك" في القدس أسيرا فلسطينيا بشكل مبكر، بعد خضوعه لعملية جراحية في بطنه، وذلك من أجل إخراجه من توثيقه بالأصفاد، ورغم عدم استكمال علاجه من العملية الجراحية. ونقل موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني اليوم، الخميس، عن طبيب كان ضالعا في هذه الحالة، قوله إن وضع الأسير "كان غير إنساني".
وأصيب الأسير خلال اعتقاله، قبل عدة أشهر، وخضع لعملية جراحية في بطنه قبل ثلاثة أسابيع. وبعد العملية الجراحية، وضع السجانون الأصفاد عليه بشكل مؤلم وغير مريح، بحيث كانت يده اليمنى مربوطة بقدمه اليسرى ويده اليسرى بقدمه اليمنى، وذلك رغم أن الأطباء أبلغوا السجانين بأن الأسير عاجز عن الحركة خلال فترة الإنعاش، لكن السجانين رفضوا إزالة الأصفاد، حتى عندما كان يضطر إلى الذهاب إلى المرحاض، وألزموه بوضع حفاض. وقال السجانون أنه "هكذا هي الإجراءات".
وبسبب ظروف تسريره، قرر الأطباء تبكير تسريحه بيوم واحد على الأقل، رغم حاجته إلى فترة نقاهة أخرى ينبغي أن يقضيها في المستشفى، و"بالتأكيد هذا لم يكن القرار المثالي من أجل صحته"، وأن القرار اتخذ "رغبة بتحريره من الأصفاد وتسهيل وضعه".
وكتب مدير قسم الصدمة في المستشفى، د. ألون شفارتس، في دعوى إلى المحكمة، أن "المعاناة التي لا توصف بسبب تقييد متواصل بشكل متصالب من دون القدرة على الحركة تزيد عن آلام العملية الجراحية، وفي هذه الحالة يُفضل تسريحه ليعود إلى السجن، حيث لا يتم توثيقه بالأصفاد بشكل متصالب. ويضاف إلى ذلك الإذلال الشديد لوضع حفاض لشخص بالغ وفي حالة وعي أثناء الليل، فقط لأن السجانين رفضوا السماح له بالذهاب إلى المرحاض في الليل".
وشدد شفارتس على أنه لم يكن هناك مبررا جسديا لوضع الأصفاد بشكل متصالب، وأن ربط أحد أطرافه فقط كان كافيا من أجل منعه من "إمكانية القيام بأي حركة". وحذر من أن تقييد الحركة غير الضروري بعد عملية جراحية يمكن أن يسبب تعقيدات صحية. وأفاد بأن الأسير كان طوال التسرير في المستشفى "هادئا، وتحدث بصعوبة، وعانى بصمت ولم يظهر أي إشارة على عنف".
وأضاف شفارتس أنه "من الناحية غير الطبية أيضا، لا يوجد مبرر جسدي لوضع الأصفاد بشكل وحشي ومتصالب طوال أيام. ولا أعرف المريض بشكل شخصي ولم أحصل على مال كي أكتب وجهة نظري هذه. ويوجهني التزامي كطبيب تجاه مرضاه ومنع معاناة غير تناسبية وغير مبررة".