هآرتس - بقلم: تسفي برئيل "إن حكومة الخبراء التي يحلم بها اليائسون والمقموعون والمحبطون، هي الآن في إسرائيل. معظم الوزراء خبراء، ربما ليس في مجال مسؤوليتهم، لكن في الخداع والتحايل وسرقة الأصوات، ولا يوجد مهنيون أكثر منهم، وتحتاج إسرائيل إلى المزيد من هؤلاء، وفي كل وزارة حكومية يتجول عشرات الأشخاص المهنيين الممتازين مع كثير من الخبرة ولا يسمع أحد صوتهم.
أي عبقري طبي يمكنه إدارة وزارة الصحة إذا كان حوالي ثلث السكان يستخفون بالتعليمات، ويجرون حفلات الزفاف العامة ويغرقون المجمعات التجارية أو يجرون الجنازات للحاخامات بمشاركة آلاف الأشخاص. ومن هو الحاصل على جائزة نوبل للاقتصاد الذي سينجح في إدارة اقتصاد إسرائيل بدون ميزانية. ومن هو الذي سيجلس إلى جانبنا عندما لا يشبه هذا الخبير آفي سمحون، رئيس المجلس القومي للاقتصاد، الذي يمكن العثور على ثمار نجاحه في آلاف اللافتات لبيع وتأجير المصالح التجارية المنهارة. وبالأساس، من أين سيأتي هذا الشخص المنافق الذي سيوافق ويستطيع أن يقود هذه الفرقة الموسيقية المهنية، ولا يهرب خلال بضع ساعات من وابل الانتقادات والشتائم التي ستنهار عليه من جميع السياسيين الذين “تنازلوا” عن كراسيهم من أجله. حلم الخبراء غير المشوبين بالسياسة لا يمكن أن يتحقق في إسرائيل، التي كل طفل في الروضة يشرب السياسة مع كيس الشوكو الذي يشربه.
ولأنه لا فائدة من حكومة خبراء في دولة إسرائيل، هم يبحثون عن علاج لدى السحرة والمشعوذين ومن يقرأون الفنجان. النجم الجديد في هذا المجال هو رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت. بدأ الاحتفال حوله، ومعظم الاستطلاعات تتنبأ له ببضعة مقاعد. وتنبؤات أخرى تضعه كبديل “يحبه الجمهور” لأنه جنرال. ومن هم قسم المسوحات يعتقدون أنه يمثل الوسط بدقة، لا اليمين ولا اليسار. وفي محطة الركوب التي تمر فيها سيارات بوغي يعلون، حملوه في سيارتهم على اعتبار أنه رقم 2 حتى قبل أن يقرر المكان الذي ينوي الذهاب إليه.
من الجدير أن نتذكر صمت غانتس الطويل قبل دخوله إلى الحملة الانتخابية وحتى بعدها. حول غانتس الصمت إلى استراتيجية تسويق، مناطق؟ حقوق إنسان؟ ديمقراطية؟ خلال أسابيع كثيرة كان من الصعب أن تسحب منه تصريحاً واضحاً وقاطعاً ملزماً. وقد استخفوا بصمته وسموه بالمرشح الأخرس إلى أن فتح فمه أخيراً وأخرج بعض الجواهر التي تذيب القلب. لن ينضم إلى حكومة نتنياهو، وسيعمل على تعديل قانون القومية، وسيحافظ على لسان نظيف ويدافع عن مؤسسات القضاء. لقد تعهد… والنتيجة معروفة. ولا توجد أي فائدة من رش المزيد من الملح على الجرح النازف الذي تركه غانتس في روح نحو مليون ومئة ألف من ناخبيه.
الآن يعرضون علينا “عودة المحارب” – رئيس أركان سابق آخر يمكنه أن يهزم التنين. صحيح أن فشل رؤساء الأركان في السياسة لا يجعلهم غير صالحين لحضور حفل زفاف، لكن الخبرة المتراكمة جعلتهم مجموعة مليئة بالوعود بدون غطاء. ومثل غانتس أيضاً، آيزنكوت يصمت، مما يثير شكاً جدياً بأننا نواجه نسخة أخرى من النتاج العسكري السياسي. ما موقفه من قانون القومية؟ ومن المحكمة العليا؟ ومن حقوق العرب؟ ومن عدالة التوزيع أو من الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين؟ ما الذي تعرفه عنه جميع الاستطلاعات التي أعطت حزبتً برئاسته 6 – 7 مقاعد، ولا يعرفه باقي الجمهور؟ المشكلة أخطر من ذلك، فإذا بدأ آيزنكوت يحدثنا عن مواقفه، وإذا كانت أقواله مثل الزيت في عظامنا، فعلى الفور سنتذكر غانتس وأشكنازي ويعلون، الذين حطموا الثقة بالمسرحين من الجيش الإسرائيلي، بأيديهم.
الجمهور دفع ثمناً باهظاً للبطولات العسكرية التي دخلت إلى السياسة ولم يحصل على مقابل. من يريد حكومة يمكنها العمل، ولا يترأسها نتنياهو، غير مسموح له بأن يكرر هذا الخطأ. ساحر واحد لا يمكنه إقامة عرض كامل وحده، ورئيس أركان سابق مهما كان موهوباً، لا يمكنه أن يفوز بمفرده.