ذا هيل: هل سيرد فيلق القدس الإيراني على اغتيال العالم النووي فخري زادة؟

الثلاثاء 08 ديسمبر 2020 05:31 م / بتوقيت القدس +2GMT
ذا هيل: هل سيرد فيلق القدس الإيراني على اغتيال العالم النووي فخري زادة؟



طهران /وكالات/

تساءل جاويد علي، الباحث في جامعة شيكاغو، عن رد لفيلق القدس في الحرس الثوري على مقتل محسن فخري زادة، عالم الذرة الإيراني.

وقال إن الأخبار عن مقتل فخري زادة المسؤول البارز في الحرس الثوري زادت من منظور المواجهة بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل. وظل التوتر في صعود وهبوط خلال العام الماضي بناء على الأحداث بما فيها عملية اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني بداية هذا العام. وحتى منتصف العقد الأول من القرن الحالي، كانت معرفة العالم الخارجي بفيلق القدس محدودة بمجموعة قليلة من الخبراء في إيران والمحللين في شؤون مكافحة الإرهاب، وبعدها كشف عن دوره في حزب الله اللبناني والتمرد في العراق. ومنذ ذلك الحين كشفت دراسات عن دور الفيلق الكبير في سوريا واليمن وأفغانستان وتوفيره السلاح والتدريب والخبرات والمال والمقاتلين لتعزيز المصالح الأمنية في هذه البلدان وبناء نفوذ طويل الأمد لإيران.

وبعد عام تقريبا على مقتل سليماني واجهت المؤسسة الإيرانية حادث مقتل فخري زادة الذي يتمتع باحترام وزاد من منظور رد على القتل. وبعيدا عن الخطاب العام فمن المحتمل دراسة فيلق القدس تحت قيادة إسماعيل قاآاني الخيارات للرد كي يوافق عليها المرشد الأعلى للجمهورية. وأشارت تقارير لزيارة قاآاني إلى لبنان والعراق لمناقشة خيارات الرد والعمل ضد الولايات المتحدة حيث كانت الميليشيات والجماعات الوكيلة جزءا من الأحداث في نهاية عام 2019 والتي قادت إلى مقتل سليماني في مطار بغداد. وأظهر فيلق القدس قدرة على التنسيق والتعاون مع الميليشيات العراقية لاستفزاز والتحرش بالقوات الأمريكية في القواعد العسكرية بالعراق. ورغم خطط تخفيض عدد القوات الأمريكية من 3.000 إلى 2.500 جندي، هناك أهداف عدة يمكن لفيلق القدس ضربها. ولدى الفيلق علاقة قوية مع حزب الله تمتد لعقود، ويمكن أن يضرب أهدافا إسرائيلية. ولا يستبعد رد هذه بقوة وبطريقة من الصعب التحكم بها في المراحل الأولى من الحرب.

وهناك إمكانية للرد من خلال ضرب القوات الأمريكية في سوريا وبالتعاون مع النظام السوري. لكن ومثل العراق قد يؤدي هذا لرد أمريكي قوي كما بدا من تصريحات ومقابلات قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط. وبعيدا عن هذه الأهداف في العراق وسوريا يمكن لفيلق القدس استهداف أمريكا وإسرائيل بمناطق أخرى من العالم. فمحاولة فاشلة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عام 2011 ومحاولة للهجوم على مسؤولين إسرائيليين في آسيا عام 2012 تقترح إمكانية بحث فيلق القدس عن أهداف خارج مجال تأثيره، رغم أنه كلما ابتعد عن المنطقة قلت قدراته.

وكما يظهر التاريخ فأي عملية يتخذ قرارها المرشد ستكون مدروسة وموزونة وذات تداعيات اقتصادية وسياسية وعسكرية ودبلوماسية لو تم تنفيذها. وأي قرار سيتخذه المرشد حاليا يجب أن يكون بالتوازي مع سياسة “أقصى ضغط” لإدارة دونالد ترامب وإمكانية الحوار مع إدارة الرئيس المنتخب جوزيف بايدن. وعلى الولايات المتحدة التوضيح من خلال التصريحات العامة والقنوات الدبلوماسية أن أي رد إيراني سيقابل برد أقوى منه. ويجب على الولايات المتحدة أن يكون لديها الأدوات والقدرات لاكتشاف وردع والرد على أي هجوم إيراني سواء رتبه فيلق القدس أو أي جهاز أمني آخر في إيران.