كاتب فلسطيني يروي قصة وفاة أحد أقاربه بفيروس كورونا في مستشفى ناصر

الإثنين 07 ديسمبر 2020 01:23 م / بتوقيت القدس +2GMT
كاتب فلسطيني يروي قصة وفاة أحد أقاربه بفيروس كورونا في مستشفى ناصر



غزة / سما /

استعرض الكاتب الفلسطيني مصطفى إبراهيم، تفاصيل وفاة ابن عمه علي إبراهيم في مستشفى ناصر بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة؛ متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا.

وذكر الكاتب إبراهيم أنه تم إبلاغ عائلة قريبه المتوفى بأنه مصاب بفيروس كورونا بعد دفن جثمانه عصر يوم الجمعة، مبينا أنه كان يعاني من التهاب رئوي حاد قبل وفاته. 

فيما يلي نص ما كتبه الكاتب إبراهيم كما ورد سما:

بناء على ما اخبرني به ابناء اختي اثناء علاج والدهم افادوا: انه أدخل والدنا علي إبراهيم، يوم الأحد الماضي إلى مستشفى ناصر في مدينة خانيونس، واشتبه الأطباء أنه مصاب بفيروس كورونا، وتم تحويله الى قسم الباطنة "العزل" لوجود التهاب رئوي حادروكان معه في نفس الغرفة مريضين مصابين كورونا، وتم اخذ عينة منه وظهرت النتيجة سلبية بعد يومين وتم نقله الى قسم العظام، مع أنه كان يعاني من التهابات في الرئتين، ومكث في قسم العظام حتى مساء يوم الخميس الماضي تاريخ وفاته. 

وصباح الجمعة قررنا دفنه على أنه غير مصاب بكورونا واتخذنا كافة الاجراءات اللازمة وفقا للتعليمات الخاصة بالدفن وقمنا بحجر أنفسنا في المنزل تحسبا من أن أكون أنا وأشقائي قد خالطنا أحد في اثناء وجودنا في المستشفى، وعصر الجمعة بعد دفن والدي وصلت النتيجة أنه مصاب.

  ندرك مدى الجهد الذي تبذله الجهات المختصة في وزارة الصحة والعبء الكبير الملقى على عاتق الطواقم الطبية خاصة التمريض والجهد الخارق الذي يقومون به، وقلة الامكانات والادوات والمستلزمات الطبية، فمعاملة الاطباء والتمريض يشكرون عليها وقدموا ما يمتلكونه من جهد في متابعة حالة والدي وغيره من المرضى. علاوة على صعوبة الأوضاع النفسية والاجتماعية للطواقم الصحية والاطباء والممرضين، سواء من حيث انهم يتلقون نصف الراتب وكذلك يعملون 12 ساعة في اليوم ويعودون لمنازلهم يوميا ما يشكل خطر عليهم وعلى عائلاتهم. إلا أننا نضع بين أيديكم بعض الملاحظات المهمة التي لابد ان تؤخذ بعين الاعتبار والتي وصلنا إليها من خلال حالة والدنا المرحوم:

-بعد تخصيص مستشفى غزة الأوروبي لعلاج مرضى كورونا، تم تحويل علاج مرضى رفح الى مستشفى ناصر بخانيونس، وأصبح يخدم نحو 750 الف نسمة من محافظتي رفح وخانيونس، وفاقم الاوضاع سوء وعدم قدرة ادارة المستشفى على تنظيم الامور، وتقوم الطواقم الطبية والتمريض باستقبال الحالات وهي لا تعرف ان كانت مصابة بكورونا أو غيرها وتتعامل يوميا مع مئات الحالات مما يشكل خطر عليهم.

- لم يعد تخصيص الاقسام وفقا لطبيعة المرض، فمثلا في حالة والدي، كان من المفترض ان يتلقى العلاج في قسم الباطنة، لكن لان الباطنة تم تخصيصه للعزل، تم وضعه في قسم العظام، وهذا أربك الممرضين اذا انهم يعلمون وفقا لبرتوكول القسم الذي يعالج به مرضى العظام، وليس مرضى الجراحة أو الباطنة وهم بحاجة الى اجهزة ومستلزمات مختلفة خاصة أن والدي مريض سكر وسبب دخوله المستشفى التهابات في الصدر، وكانت معاناتنا شديدة في تلقيه العلاج وعبء على الممرضين.

- في إحدى المرات احتاج التمريض جهاز شفط ولم يكن يتوفر في القسم جهاز وتم استدعاء ممرض مختص من بيته وحضر كي يوفر جهاز الشفط وتشغيله، وجهاز تحديد توزيع كمية المضاد الحيوي عبر الحقنة الالكترونية كونه مريض سكر، فالقسم غير مهيأ لاستقبال حالات مثل حالة والدي او حالة جراحة مثلا.

والأخطر احتاج والدنا انبوبة اكسجين ولم يكن يتوفر في القسم كله اي ابنوبة اكسجين، وتوجهنا لوحدة الاكسجين لإحضار انبوبة، وتبين انها لا تعمل واستغرق تركيبها نحو ربع ساعة بعد أن بذل الممرض جهدا كبيرا لإصلاح المنظم فيها.

- عدد المرضى الكبير والاكتظاظ في المستشفى وعدد المرافقين اضافة الى ما يعاني مرضى الكلى اذا احتاج والدي لغسيل الكلى، وقسم الكلى مأساة من ناحية عدد المرضى والمرافقين ومساحة القسم، تخيلوا ان يتواجد في القسم الذي تبلغ مساحته نحو 60 م نحو 50 شخص بين مريض ومرافق، لا التزام بالتعليمات ولا تباعد وهذا وصفة للعدوى لمرضى قد ينقلوا العدوى او يصابوا بالعدوى بالفيروس.

- نقص مواد التعقيم ومستلزمات الوقاية من كفوف وواقي الرأس في المستشفى التي يحتاجها الممرضين اللذين يتعاملوا مع المرضى وبحاجة لتغييرها عند التعامل مع كل مريض، اضافة الى عدم قدرة المرافقين من المواطنين على توفير مواد التعقيم فهم لا يملكون اجرة الوصول للمستشفى ويضطروا المكوث في المشفى.

  ويوجه ابناء المرحوم رسالة للجهات المختصة في وزارة الصحة، قد يكون والدنا اصيب بفيروس كورونا نتيجة مخالطته المرضى، وظهرت نتيجته في البداية سلبية وبعد الفحص الثاني ظهرت النتيجة ايجابية، وتعاملنا معه على انه غير مصاب، حيث اننا علمنا انه مصاب بعد الفحص الثاني عصر يوم الجمعة بعد دفنه في الصباح، ومع ذلك اتخذنا كافة الاجراءات الوقائية في عملية الدفن وحجر أنفسنا جميعا ولم نقم بيت عزاء.

كما ندعو مختصين من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لزيارة للمستشفيات، واصدار فتاوى تتعلق بالفيروس والوضوء في حمامات المستشفيات المكتظة بالمرافقين والزوار، وكل شخص يذهب للوضوء مضطر للمس الحنفيات أكثر من مرة وقد تكون ناقلة للعدوى، اضافة الى الصلاة سواء على السجاد او الارض فهذا ايضا وصفة لنقل العدوى.

كما وجه ابناء المرحوم رسالة شكر للدكتور رياض بربخ رئيس قسم الكلى والدكتورة اسلام الهور، والدكتور انس ابو محسن، والدكتورة تسنيم، وجميع افراد التمريض في قسم العظام اللذين بذلوا جهد كبير في تأدية واجبهم الانساني والوظيفي في ظروف نفسية واجتماعية واقتصادية صعبة